يوسع الجيش السوري انتشاره قرب مدينة حلب في شمال سوريا بسيطرته على عدة قرى في محيطها، في مسعى لإبعاد هيئة تحرير الشام، والفصائل الأخرى وضمان أمنها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.

ورغم سيطرة الجيش على كامل حلب في العام 2016، إثر معارك وحصار استمر أشهرا عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وللفصائل المنشرة عند أطرافها الغربية والشمالية، وفي قرى وبلدات ريفها الغربي.

وبعد استعادتها الأسبوع الماضي كامل الطريق الدولي حلب - دمشق الذي يصل المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، بدأت القوات السورية بالتقدم في المناطق المحيطة به تدريجياً.

وأفاد المرصد السوري الأحد عن "تقدم سريع لقوات النظام في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، حيث تمكنت من قضم مزيد من البلدات والقرى هناك بعد انسحاب الفصائل منها" إثر معارك وغارات شنتها طائرات حربية سورية وروسية على المنطقة.

وسيطرت القوات السورية الأحد على 13 قرية وبلدة على الأقل، وفق المرصد، الذي أشار إلى أنها "تقترب من تأمين المدينة بشكل كامل".

وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى، مشيرة إلى استمرار العمليات "ضد المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريف حلب الغربي والشمالي، وعند الأطراف الغربية للمدينة".

ونقل التلفزيون الرسمي السوري مشاهد قال، إنها لمواطنين في حلب يحتفلون باستعادة الجيش السيطرة على قرى وبلدات تقع غرب المدينة.

وفي منطقة معرة النعسان شرق إدلب، نقل مراسل لوكالة فرانس برس مشاهدته مقاتلين من الفصائل يستخدمون دبابة تتنقل في حقل زيتون وتقصف مواقع للقوات السورية في منطقة ميزماز في ريف حلب الغربي المحاذي.

ويأتي تقدم الجيش السوري في حلب في إطار هجوم واسع بدأته في كانون الأول/ديسمبر في منطقة إدلب ومحيطها في شمال غرب البلاد.

وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي، ثم ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر طريق "إم 5" الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وكانت القوات السورية استعادت أجزاء من الطريق في هجمات شنتها خلال السنوات الماضية في جنوب ووسط البلاد، وقرب العاصمة دمشق، قبل أن تركز معاركها على محافظة إدلب وجوارها وتستعيده بالكامل.

وتسبب التصعيد منذ كانون الأول/ديسمبر، بمقتل أكثر من 380 مدنياً، وفق المرصد السوري، وبنزوح أكثر من 800 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.

وفي دمشق، التقى الرئيس السوري بشار الأسد الأحد، رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني.

وكرر الأسد خلال اللقاء، وفق ما نقلت سانا، تصميم دمشق على "تحرير كامل الأراضي السورية".

ومن المقرر أن يتوجه لاريجاني مساء إلى لبنان في زيارة تستمر يومين، وفق ما أعلنت السفارة الإيرانية في بيروت.

أ ف ب