قال رئيس الوزراء عمر الرزاز، الخميس، إن نسبة البطالة المرتفعة في الأردن، التي وصلت 19.1٪، تعود لعدة عوامل أبرزها أزمات اللاجئين، وأزمات المنطقة خلال العشر سنوات الماضية، إضافة إلى تكاليف الطاقة المرتفعة.

وأضاف الرزاز في مقابلة لقناة "يورو نيوز" في ختام مشاركته بفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن الأردن طور خطة خمسية للتقليل من الآثار السلبية من الظروف الإقليمية، تركز على الاستثمار في الشباب بشكل أفضل، مؤكدا: "لدينا شباب متعلم وذو خبرات عالية، لكننا نعاني من نسبة بطالة عالية".

وتابع: "الأردن طور مصفوفة إجراءات إصلاحية طالت قطاع الاتصالات، خاصة وأننا نتمتع بمجموعة من أفضل اتفاقيات التجارة الحرة حول العالم، استطعنا بفضلها زيادة نسبة صادراتنا بنسبة 8%".

استقرار سياسي

"الاستقرار السياسي الذي يتميز به الأردن، جاء نتيجة لجهود جلالة الملك عبد الله الثاني وعلاقات الصداقة القوية التي تجمعه مع الكثير من دول العالم"، وفقا للرزاز الذي قال: "رغم موقع الأردن وسط إقليم صعب للغاية، إلا أننا استطعنا تخفيف حدة أثر الانعكاسات الإقليمية، وإثبات منعتنا اقتصاديا وسياسيا وشهدنا نموا اقتصاديا".

رئيس الوزراء أشار إلى أن قطاع التكنولوجيا والمعلومات شهد نموا بحوالي 11 – 12% كل عام، ساهم فيها بروز الأردن كوجهة لحلول الأعمال.

وحول أزمة اللاجئين، أكد الرزاز أن العبء الذي تحمله الأردن نتيجة استقبال اللاجئين كان هائلا، مشيرا إلى أن 20% من سكان الأردن اليوم هم لاجئون، مما شكل تأثيرا على البنية التحتية، إذ أصبحت المدارس والمراكز الصحية مكتظة.

وأوضح أن الدعم الذي تلقاه الأردن من جراء استقبال اللاجئين لم يكن كافيا، مضيفا: "أتفهم ظاهرة إرهاق المانحين التي تحصل بعد أن تفقد الأزمة أولوياتها، لكن واقع الأمر أن اللاجئين لا يزالون يعيشون في الأردن".

وشدد الرزاز على أن الأردن لم يجبر أحدا من اللاجئين السوريين على العودة، فحتى الآن عاد 40 ألف لاجئ من أصل 1.3 مليون، مضيفا: "لا نريد أن نجبر النساء والعائلات على العودة قبل ضمان الأمن كليا في سوريا".

وقال "الأردن لم يشهد جريمة كراهية واحدة ضد إخواننا السوريين، وهذه سمعة جيدة للمملكة، وتعكس جوهرنا، وتحتاج الدعم لمواصلة القيام بدورها بشكل أكثر فاعلية".

وجدد الرزاز تأكيده أن استقبال الأردن للاجئين السوريين يعد مسؤولية أخلاقية قبل أي اعتبار سياسي، مؤكدا أن سوريا بلد جار، واللاجئون بشر نريد لهم أن يكونوا أصحاء ومتعلمين للمشاركة في إعادة بناء بلدهم، مشددا على أن جلالة الملك عبد الله الثاني أكد على ضرورة أن يحصل اللاجئون على التعليم والرعاية الصحية، التي يحصل عليها الأردنيون.

وأكد أن عدم استقبال اللاجئين سيحول هؤلاء الشباب الغاضب واليائس وغير المتعلم إلى ضحية للتطرف في المستقبل، مؤكدا أن لا مصلحة لأحد في هذا.

المملكة + بترا