يواجه الأردن تحديا في توفير الاحتياجات المائية لمواطنيه ولنحو 1.3 مليون لاجئ سوري يستضيفهم على حد سواء بسبب شح موارده المائية واعتماده شبه الكلي على الأمطار في بقعة يشكل التصحر أغلب مساحتها.

ويجمع مختصون أن الأردن يمر منذ عقود بأزمة مائية فاقمها اللجوء السوري، خاصة في المناطق الشمالية التي تشهد تمركزاً أكبر للاجئين الذين فروا من العنف الدائر في سوريا منذ 2011.

ويبلغ مستوى خط الفقر المائي العالمي 1000 م3، لكن حصة الفرد المائية السنوية في الأردن بلغت أقل من 100 م 3، وفق وزارة المياه والري.

ويعيش حوالي 90% من اللاجئين السوريين في الأردن خارج مخيمات اللجوء، ضمن مجتمعات مستضيفة ذات بنى تحتية هشة.

مساعد أمين عام وزارة المياه والري، عدنان الزعبي، قال لموقع قناة المملكة الإلكتروني إن الأمم المتحدة "تخصص بالتعاون مع الأردن 30-40 لتراً يوميا من المياه الأردنية للفرد في مخيمات اللجوء السوري، حيث تم حفر آبار واستخدام صهاريج لنقل المياه منها".

لا يمكن إحصاء كمية استهلاك اللاجئ السوري خارج مخيمات اللجوء لأنه يحصل على المياه كما يحصل عليها الأردنيون مساعد أمين عام وزارة المياه والري، عدنان الزعبي

وأضاف: "اللجوء السوري رفع الطلب على المياه في شمالي الأردن بنسبة 44%، بينما ارتفع الطلب عموماً بنسبة 22%".

وأفاد بأن "الوزارة نفذت مشروعاً لزيادة ضخ المياه في الشمال، إذ مدت خطاً ناقلاً يمتد من منطقة أبو علندا في عمان إلى أم اللولو في المفرق وإربد شمالاً، إضافة إلى حفر مزيد من الآبار ومشاريع تخفيض الفاقد".

وتنفذ الحكومة مشروع جر مياه وادي العرب "للإسهام في توفير مياه الشرب في شمال الأردن، عبر رفع كفاءة الآبار الموجودة وتطوير مضخات المياه وتقليل الفاقد"، وفقاً للزعبي.

وزير المياه والري السابق علي الغزاوي كان قد ذكر أن الوزارة تنفذ مشروع جر مياه وادي العرب "لضمان الأمن المائي في جميع مناطق محافظات الشمال وتدعيم الواقع المائي في المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين".

في عام 2017، بدأت الوزارة تنفيذ مشروع جر مياه وادي العرب "لنقل 30 مليون متر مكعب سنوياً من مصادر المياه الشمالية بكلفة 150 مليون دولار".

ويعزو أمين عام وزارة المياه والري، علي صبح، سوء الوضع المائي في الأردن إلى التغير المناخي وزيادة أعداد السكان، إضافة إلى اللجوء السوري.

يبذل الأردن جهداً لتوفير الكمية اللازمة من المياه في محافظات الشمال بعد أن فاقم اللجوء السوري من أزمة المياه في المجتمعات المستضيفة وزارة المياه والري

وفقا لتقرير خطة الاستجابة الأردنية لعام 2017، الصادر عن وزارة التخطيط، استفاد حوالي 1.1 مليون شخص، منهم نحو 700 ألف أردني و400 ألف لاجئ سوري من مشاريع تطوير البنى التحتية المائية في المجتمعات المستضيفة.

وتمكن حوالي 90 ألف لاجئ سوري في المخيمات من الحصول على مياه نظيفة عبر خزانات، بالإضافة لحصول حوالي 40 ألفاً آخرين على مياه نظيفة عبر شبكات المياه.

وبلغ حجم تمويل مشاريع المياه والصرف الصحي المدرجة في خطة الاستجابة 252 مليون دولار، بينما بلغت الحاجة التمويلية 229 مليون دولار.

وزارة الخارجية الأردنية قدرت الكلفة المباشرة لاستضافة اللاجئين السوريين والأزمة السورية لعام 2017 بنحو 1.7 مليار دولار (حوالي 1.2 مليار دينار).

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف في 2017 من أنّ أكثر من 180 مليون شخص حول العالم "لا يحصلون على مياه صالحة الشرب الأساسية"، خاصة في البلدان المتأثرة بالنزاع والعنف وعدم الاستقرار، بما في ذلك الأردن.

المملكة