قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الجمعة، إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف أمانة يؤديها الأردن بكل قدراته.

وأشار الصفدي في كلمة في الدورة الـ 46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي إلى أن "حماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية أولوية الوصي عليها، صاحب الجلالة الهاشمية عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله".

الصفدي أكّد أن "الأردن سيظل يكرس كل إمكاناته للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة، ولضمان احترام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي، لالتزاماتها، ولضمان سلامة المكان والمصلين، وعدم المساس بحرية دخولهم الحرم والخروج منه، وإبقاء بوابات الحرم الشريف، بما فيها باب الرحمة، مفتوحة".

وأضاف الصفدي أن "تحرر القدس الشريف عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، هو السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الشامل".

"في الذكرى الخمسين لإنشاء منظمتنا، لا تزال القدس الشريف، التي قامت منظمتنا من أجل حمايتها، تعاني الاحتلال ومحاولات تغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وهذه حال لا يمكن أن يتحقق معها السلام الذي ننشد جميعاً"، وفق الصفدي.

وتابع "القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية الأولى، وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق شرط السلام الذي تقبله الشعوب".

وبيّن الصفدي أهمية تأسيس الصندوق الوقفي الإنمائي لدعم اللاجئين الفلسطينيين، ليسهم في تلبية الاحتياجات المالية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتمكينها القيام بدورها إزاء اللاجئين الفلسطينيين.

"يجب ان تستمر الوكالة بدورها وفق تكليفها الأممي، ضرورة إنسانية، ورسالة أن العالم لم ينس قضية اللاجئين، التي يجب حلها في إطار حل شامل للصراع، وفق القرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وبما يلبي الحق في العودة والتعويض"، بحسب الصفدي.

وقال الصفدي في المؤتمر الذي ينهي أعماله  السبت إن الأزمة السورية "جرح دام سبب معاناة ودماراً يجب أن يتوقفا عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويعيد لسوريا استقرارها وأمنها ودورها في المنطقة، وفِي منظومة العمل العربي والإسلامي، ويتيح ظروف العودة الطوعية للاجئين".

وأضاف الصفدي أن "اللاجئين السوريين أشقاء لنا تستضيف المملكة 1.3 مليون شقيق منهم، ونقدّم كل ما نستطيع لتلبية احتياجاتهم، لكن يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين، وإزاء الأردن، وبقية الدول المستضيفة لهم".

وتابع وزير الخارجية "يحتاج مؤتمرنا أن يرسل رسالة واضحة تؤكد ضرورة التزام الحوثيين اتفاق ستوكهولم خطوة على طريق حل سياسي يعيد لليمن الشقيق استقراره، وفق المرجعيات المعتمدة، وأهمية حل الأزمة الليبية بما يحفظ وحدة ليبيا، ويعيد لها استقرارها أيضاً ".

وأكّد الصفدي أن "الإرهاب عدو مشترك ضحاياه الأكثر هم من العرب والمسلمين. ضروري أن نهزم الإرهاب عسكريا وأمنياً".

"لكن النصر الدائم يكون بحل جذور الصراعات، وإنهاء ما تولد من فوضى ويأس، وتعرية الإرهاب ضلالا وظلامية لا علاقة له بديننا الحنيف، وقيم المحبة والسلام واحترام الآخر".

وأشار إلى أنه "لتقديم الصورة الحقة للدين الإسلامي الحنيف، ولتعزيز قيم الحوار والاعتدال التي يكرس، أطلق الأردن رسالة عمّان ومبادرة كلمة سواء، والأسبوع العالمي للوئام ما بين الأديان الذي تبنته الأمم المتحدة".

وبيّن الصفدي "ضرورة إطلاق عمل مؤسساتي ممنهج لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتعزيز جهود التصدي لمحاولة تشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف وقيمه".

وأضاف إلى أنه "ثمة حاجة لجهد أكبر، وفعل مؤثر، لحماية الروهينغا، وتسهيل عودتهم إلى وطنهم، ودعم المجتمعات المستضيفة لهم، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة بحقهم، والضغط باتجاه إنهاء محنتهم".

وأشار وزير الخارجية إلى أن الذكرى الخمسين لقيام منظمة التعاون الإسلامي في ظروف صعبة "تتطلب منا وقفة صريحة معمقة لتقويم الأداء وإدخال الإصلاحات التي تصيرها أكثر قدرة على مواجهة تحدياتنا المشتركة، والتعاون على بناء مستقبل تستحق شعوبنا أن يكون أكثر أمنا واستقرارا وأوسع إنجازاً، مستقبل يهيئ آفاق التميز لشبابنا، والتنمية لمجتمعاتنا، مستقبل يملؤه الأمل والفرص".

وقال إن المملكة "ترحب بالمساعي المستهدفة الإصلاح الشامل للمنظمة وتطوير هيكلها وأدواتها بما يتسق مع الممارسة الفضلى، ويحقق النتائج المرجوة التي نصبو إليها جميعا، لتتكرس منبرا فاعلا لخدمة قضايانا، وتحقيق الأفضل لشعوبنا".

وبحث الصفدي مع وزير الخارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آلِ نهيان، سبل زيادة التعاون وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين التي تشهد تطورا مستمرا في جميع المجالات. 

واستعرض الوزيران مستجدات إقليمية خاصة المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية، مؤكدان استمرار تنسيق المواقف إزاء سبل حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار خدمة للمصالح العربية. 

ووضع الصفدي الشيخ عبدالله في صورة نتائج مؤتمر مبادرة لندن لدعم الاقتصاد الاردني. وشكر الصفدي الإمارات حضورها المؤتمر وثمن مواقف الإمارات الداعمة للمملكة ووقوفها إلى جانبها في مواجهة التحديات الإقتصادية. 

وهنأ الصفدي وزير الخارجية الإمارات على رئاسة الدورة الـ 46  لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وشكر سموه على حسن الاستقبال وطيب الضيافة في أبو ظبي" التي جسدت قيم العمل والتعاون، واحترام الآخر، و التعددية التي تمثل منظومتنا وقيمنا، فبنت وطنا أنموذجا في المنطقة والعالم".

وأكد الشيخ عبدالله استراتيجية العلاقات مع الأردن وحرص الإمارات على تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري مع المملكة. 

وعقد وزير الخارجية على هامش المؤتمر محادثات مع وزير خارجية كازخستان بيبوت أتامكولوف ركزت على إيجاد آفاق أوسع للتعاون، خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.  

وبحث الصفدي وأتامكولوف الذي تستضيف بلاده محادثات أستانا التي يحضرها الأردن بصفة مراقب التطورات في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. 

كما التقى وزير الخارجية نظيره الكوسوفي بهجت باكولي وأجرى معه محادثات تناولت تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين. وثمن الوزير الكوسوفي دعم المملكة لبلاده

وشكر الصفدي وزير خارجية بنغلاديش على ما بذلته حكومة بلاده، وما قدم من جهود طيبة خلال ترؤسه دورة المنظمة السابقة.

المملكة