بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي السبت مع وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش، آلية تعزيز التعاون الثنائي إضافة إلى المستجدات الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية.

وفي بيان صحافي صادر عن وزارة الخارجية، اتفق الوزيران خلال لقائهما في الوزارة على تشكيل فريق عمل مشترك يحدد الخطوات التي سيتخذها البلدان لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري والسياحي والثقافي.

ويقترح فريق العمل إيجاد آلية لتعزيز دور القطاع الخاص في البلدين في تطوير التعاون الاقتصادي، وفق بيان الخارجية.

ووقع الوزيران مذكرة تفاهم بين البلدين بشأن إعفاء حملة جوازات السفر الدبلوماسية الأردنية والبولندية من تأشيرة الدخول للبلدين.

وفِي مؤتمر صحافي مشترك، قال الصفدي إن زيارة وزير الخارجية البولندي الأولى إلى الأردن أتاحت فرصة لبحث سبل تعميق التعاون والذي يشهد نمو مستداما في عديد قطاعات، وفِي مقدمها قطاع السياحة.

ارتفع عدد السياح البولنديين الذي زاروا الأردن من نحو 7 آلاف عام 2018 إلى نحو 17 ألف حتى أيار/مايو من العام الحالي، وفق الوزير الصفدي.

وقال الصفدي "أتاحت الزيارة لنا فرصة لبحث الخطوات العملية التي يمكن أن نتخذها من أجل تعزيز التعاون الثنائي ما بين بلدينا".

وتابع: "بحثنا تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية واتفقنا على أن يقوم فريق عمل من الوزارتين خلال الأيام القادمة ببحث الخطوات التي يجب اتخاذها لتفعيل التعاون الاقتصادي على مستوى التبادل التجاري وعلى مستوى الاستثمار وعلى مستوى أيضا الإفادة من موقع الأردن كمنطلق للأسواق في المنطقة والعالم".

وأشار الصفدي إلى التطور المستمر في التعاون العسكري بين البلدين، وفِي جهود مكافحة الإرهاب.

ولفت وزير الخارجية إلى أن المحادثات تناولت التطورات الإقليمية وفِي مقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية وأزمة اللجوء السوري.

وشدد أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية هو شرط تحقيق السلام الشامل والدائم.

"الأردن قلق من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد ضرورة تكاتف الجهود من أجل إيجاد أفاق حقيقية لحل الصراع وفق حل الدولتين"، قال الصفدي.

وحذر الصفدي من العبث بالأوضاع في القدس وتداعيات ذلك على الأمن الإقليمي والدولي.

السيادة على القدس الشرقية فلسطينية

وقال "كما تعلمون بالنسبة لنا السيادة على القدس الشرقية هي فلسطينية، والوصايا على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي هاشمية، وحماية القدس هي مسؤولية عربية إسلامية".

وأكد الصفدي أن حماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس هي أيضا مسؤولية دولية لأن أي اعتداء على هذا الوضع سيهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها وستنعكس أثاره على العالم بشكل كبير.

وقال وزير الخارجية إن المحادثات تناولت أيضا الأزمة السورية وسبل التوصل لحل سياسي لها وأزمة اللجوء السوري التي تمثل أزمة عالمية يتحملها الأردن نيابة عن المجتمع الدولي. وشكر لبولندا دعمها لجهود المملكة تلبية احتياجا اللاجئين السوريين.

وشدد على أن البلدين مستمران في التعاون من أجل التوصل لحلول سياسية عادلة لأزمات المنطقة.

وقال الصفدي: "نحن متفقون على أن أزمات المنطقة لها أثر كبير على أمن واستقرار أوروبا وأمن واستقرار العالم، ومتفقون على القيام بكل جهد ممكن من أجل التوصل إلى حلول سياسية وعادلة لهذه الأزمات".

إلى ذلك أكد وزير الخارجية البولندي تشابوتوفيتش التزام بلاده بتطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات.

وقال "نرى إمكانات أن توفر بولندا المساعدة التقنية ونقل التكنولوجيا في قطاع الطاقة والنقل، وإنتاج الآلات الزراعية وصناعة الأغذية الزراعية، والمعدات الطبية والعلوم والبحث والتبادل الثقافي".

وأعرب عن رضاه عن زيادة أعداد السياح البولنديين للأردن بفضل الرحلات المباشرة من وارسو وكراكوف إلى عمان.

"جرى بحث التعاون الوثيق بين الشركاء البولنديين والأردنيين المشاركين في التحالف الدولي في محاربة داعش و كذلك على المستوى الثنائي. ونرحب باتفاقية وضع القوات الموقعة بين البلدين"، حسبما قال الوزير البولندي.

وثمن تشابوتوفيتش جهود الأردن الحثيثة للحفاظ على حل الدولتين في عملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال إنه لدى بلاده اعتقاد راسخ أن حل هذه القضية من خلال تسوية سلمية عن طريق التفاوض أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

المملكة