يبدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الأحد، مشاورات لاختيار رئيس للوزراء يشكل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات العامة التي جرت هذا الاسبوع، كما أعلن مكتبه في بيان.

وجاء في البيان أن "الرئيس سيبدأ الأحد جولة مشاورات مع كل الاحزاب التي دخلت الكنيست وسيواصل بعد ذلك محادثات مع المرشحين الذين تتم التوصية بهم لتشكيل الحكومة". وأضاف ان الرئيس سيتخذ بعد ذلك قراره بناء على تلك التوصيات.

بيني غانتس، منافس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة، أعلن الخميس، أنه يجب أن يكون رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي يجب أن تنبثق من هذه الانتخابات. 

وقال رئيس حزب "أزرق أبيض" قبل اجتماع مع كوادر حزبه للصحفيين "الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة (...) أريد أن أشكل هذه الحكومة على أن أتولى رئاستها".

نتنياهو، دعا غانتس، إلى تشكيل حكومة ائتلاف، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات العامة التي أجريت الثلاثاء تقاربا حادا بينهما يحول دون إمكانية أن يشكل أحدهما ائتلافا حكوميا.

وقال نتنياهو، في رسالة مصورة، إنه يفضل "تشكيل ائتلاف يميني، لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن" مؤكدا أنه بذلك "لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين".

عضو في حزب أبيض أزرق، تسفي هاوزر، قال إنه "لا يمكن لشخص، قد تُقدم ضده لائحة اتهام، في إشارة إلى نتنياهو، أن يرأس هذه الحكومة". 

نتائج غير رسمية نشرتها هيئة البث الإسرائيلية، أظهرت تقدم الجنرال السابق غانتس على منافسه نتنياهو من حزب الليكود بفارق مقعدين في الانتخابات الإسرائيلية بعد فرز 98% من الأصوات. 

وقالت الهيئة، إن نتائج غير رسمية بعد فرز 98% من الأصوات تشير إلى حصول تحالف "أزرق أبيض" على 33 مقعدا، مقابل 31 لحزب الليكود. في حين جاءت القائمة العربية المشتركة ثالثا بـ 13 مقعدا. 

وفي باقي النتائج حصل حزبشاس على 9 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" الذي يقوده ليبرمان، وحصل حزب "يهادوت هتوراة" على 8 مقاعد لكل منهما، و"يمينا" على 7 و"العمل – غيشر" على 6 والمعسكر الديمقراطي على 5 مقاعد.

ووفقا للهيئة فإنه، ما زال معسكر الوسط يمين والمشتركة يشكلون الأغلبية مع 56 مقعدا، فيما تحصل الأحزاب اليمينية على 55 مقعدا، ما يعني أن وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان هو من سيحسم النتيجة حال انضمامه إلى أحد المعسكرين.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة ذكرت أن حزب الليكود اليميني، وتحالف أزرق أبيض حصلا على 32 صوتا لكل منهما في الكنيست (البرلمان).

سيطلب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من رؤساء جميع الأحزاب في البرلمان ترشيح من يرغبون في تشكيل الحكومة، والشخص الذي سيحصل على ترشيحات أكثر سيفوز بفرصة تشكيلها. 

وسيكون أمام من وقع عليه الاختيار 28 يوما لمحاولة تشكيل الائتلاف مع إمكانية التمديد لـ 14 يوما إضافية. 

وفي حال فشل الشخص المختار في تنفيذ المهمة وتشكيل الائتلاف، يمكن للرئيس الإسرائيلي الطلب من شخص آخر ذلك. 

وتجنب نتنياهو هذا الخيار، وفضل الذهاب إلى انتخابات ثانية في خطوة غير مسبوقة. 

ما هي خيارات نتنياهو؟

سبيل نتنياهو الوحيد للاحتفاظ بحكومة يمينية يمر برجل واحد هو أفيغدور ليبرمان. 

وقالت الأحزاب المتشددة والقوميون المتدينون "يمينا" إنهم سيرشحون نتنياهو لتشكيل الائتلاف. لكن هذا ليس كافيا. 

لذلك، يتعين على نتنياهو أن يلجأ إلى ليبرمان، حليفه اليميني السابق الذي تحول إلى منافس عنيف ينظر إليه على أنه الكفة التي سترجح أي خيار.

لكن ليبرمان لديه شروط، وعلى رأسها إلغاء إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية. 

وحال مطلب ليبرمان هذا دون تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات نيسان/أبريل. 

ما هي خيارات غانتس؟

يمكن لرئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس الحصول على ترشيحات كافية والتحالف مع الأحزاب الصغيرة ليصل إلى 61 مقعدا، لكن طريقه يبدو صعبا. 

قد يحتاج غانتس إلى دعم حزبيين يساريين أصغر، إضافة إلى دعم القائمة المشتركة التي تنضوي تحتها الأحزاب العربية في إسرائيل و أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أنها قد تفوز بـ 12 مقعدا. 

لكن لم تدعم الأحزاب العربية في إسرائيل في الماضي أي شخص لتولي منصب رئيس الوزراء. 

وأشارت القائمة المشتركة إلى إمكانية دعمها لغانتس هذه المرة سعيا منها لإقالة نتنياهو. 

وحتى إن دعمته القائمة المشتركة، فإن عدد المقاعد التي ستؤهل غانتس لتشكيل الحكومة يبقى أقل من 61 مقعدا. 

هل حكومة الوحدة ممكنة؟

يعتبر تشكيل حكومة وحدة وطنية الخيار الثالث أمام الأحزاب، وبحيث تضم أحزاب الليكود وأزرق أبيض وربما حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا". 

ليبرمان قال بوضوح الثلاثاء إنه سيدعم هذا التوجه.

وفي وقت سابق من الحملة الانتخابية، أعرب غانتس عن عدم رغبته في العمل مع الليكود طالما ظل نتنياهو رئيسا للوزراء، لكن لم يذكر ذلك مجددا في خطابه بعد الانتخابات. 

أشار نتنياهو إلى أنه منفتح على إمكانية تشكيل حكومة وحدة على الرغم من أنه يفضل بوضوح ائتلافاً يمينياً مماثلاً لتحالفه الحالي. 

ويشغل نتنياهو (69 عاما) منصب رئيس الوزراء منذ 13 عاما. 

وأشار نتنياهو الذي يناضل من أجل مستقبله السياسي، ويواجه جلسة استماع بمزاعم تتعلق بالفساد أوائل الشهر المقبل إلى أنه يخطط للقتال لأطول فترة ممكنة. 

هل ستكون هناك انتخابات ثالثة؟

جاءت نتائج انتخابات الثلاثاء قريبة من نتائج انتخابات نيسان/أبريل الماضي التي فشل نتنياهو بعدها في تشكيل ائتلاف حكومي. 

وفضل نتنياهو تنظيم انتخابات ثانية على إعطاء فرصة لغانتس لتشكيل الائتلاف. 

ويمكن أن تؤدي مفاوضات أخرى غير ناجحة بعد انتخابات الثلاثاء إلى جولة ثالثة من الانتخابات رغم أن الرئيس الإسرائيلي تعهد ببذل كل ما في وسعه لتجنب ذلك. 

الأحزاب العربية

تقارير صحفية قالت، إن القائمة المشتركة التي تنضوي تحتها الأحزاب العربية ستجعل النواب العرب ثالث أكبر قوة في البرلمان مع 13 مقعدا. 

ويمكن لهذه النتيجة أن تسمح للأحزاب العربية بمنع نتنياهو من البقاء في منصبه خاصة إذا ما قرروا الانضمام إلى غانتس. 

ولم تقم الأحزاب العربية في إسرائيل سابقا بتأييد أي شخص لرئاسة الوزراء. 

وصوت الإسرائيليون الثلاثاء في الانتخابات التشريعية العامة التي تجرى للمرة الثانية في غضون 5 أشهر. 

نتنياهو مستعد للتفاوض

نتنياهو، قال في وقت مبكر الأربعاء، إنه ينتظر صدور نتائج الانتخابات العامة في البلاد، لكنه مستعد للتفاوض لتشكيل "حكومة صهيونية قوية".

وقال في كلمة أمام أنصاره في تل أبيب بعد انتهاء الانتخابات: "تحدثت مع كل شركاء الليكود، وفي الأيام القريبة المقبلة سنقوم بتشكيل حكومة صهيونية قوية منعا لتشكيل حكومة معادية للصهيونية".

وأضاف: "علينا الانتظار ريثما تظهر النتائج الحقيقية، نحن في حاجة إلى دولة قوية، وإلى حكومة تلتزم بدولة قومية للشعب الإسرائيلي وتحميها".

وحذّر من أنه "لا يمكن الاعتماد على حكومة تعتمد على الأحزاب العربية التي لا تعترف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، وتمجد المنظمات الإرهابية المتعطشة للدماء".

وجاء حديث نتنياهو في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الخروج الثلاثاء، نتائج متقاربة بين حزبه الليكود، وتحالف أزرق أبيض الذي يتزعمه رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس.

فقد أعطت الاستطلاعات بين 31 و 33 مقعدا لليكود من أصل 120 في الكنيست، مقابل 32 إلى 34 لتحالف أزرق أبيض.

وبدا نتنياهو الذي ظهر الإجهاد عليه بعد أيام من الحملات المكثفة، وكأنه يلمح إلى انفتاحه على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه لم يقل ذلك مباشرة.

وإشارة "معادية للصهيونية" موجهة إلى الأحزاب العربية؛ حيث تؤشر استطلاعات الخروج إلى احتمال تحقيقهم ثالث أكبر كتلة في البرلمان.

وهذه الأحزاب التي خاضت الانتخابات ضمن تحالف القائمة العربية المشتركة قالت، إنها قد تدعم غانتس لتولي رئاسة الحكومة؛ مما قد يقطع الطريق على نتنياهو للعودة.

وتحدث نتنياهو عن التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه إسرائيل وفي مقدمتها "إيران وحلفاؤها"، مشيدا بالإنجازات الأمنية والاقتصادية التي تحققت في السنوات الأخيرة.

ولفت إلى أنه مع اقتراب طرح "صفقة القرن" من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن "إسرائيل في حاجة إلى حكومة صهيونية قوية ومستقرة".

"حكومة وحدة موسعة"

 غانتس دعا إلى تشكيل حكومة وحدة موسعة، قائلا لأنصاره: "أدعو خصومي للانضمام إليّ، اتركوا الجدل جانبا، ولنعمل معا من أجل مجتمع صالح وعادل لجميع الإسرائيليين".

وأضاف أنه بدأ "مشاورات سياسية  لتشكيل حكومة وحدة موسعة"، وأجرى محادثات مع رئيسي حزبي "المعسكر الديمقراطي" و"العمل-غيشر"، كما ينوي "التحدث مع رئيس حزب ‘إسرائيل بيتنا‘ أفيغدور ليبرمان خلال الأيام القريبة، وشركاء آخرين". 

وأبدى غانتس حذره قائلا: "علينا انتظار النتائج الرسميّة، وبحسب النتائج التي تلوح في الأفق، فإن نتنياهو لم ينجح".

"حسب النتائج، فإن أكثر من مليون إسرائيلي قرروا رفض الكراهية والفساد دعماً للاستقامة، والحفاظ على دولة إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية" بحسب غانتس.

أ ف ب