وضعت هيئة حكومية سعودية الثلاثاء 6 نوفمبر، اللمسات النهائية على ما يوصف بأنه أول منزل يبنى بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط قرب مطار الملك خالد الدولي في الرياض.

وهذا المشروع هو نتاج للتعاون بين مبادرة تحفيز تقنية البناء التابعة لوزارة الإسكان السعودية وشركة "سايبي" الهولندية للإنشاءات التي تصنع أحدث طابعة متحركة للخرسانة بتقنية ثلاثي الأبعاد.

علاوة على ذلك، يندرج المشروع في إطار خطة لوزارة الإسكان بتخصيص 18 مليار ريال (4.8 مليارات دولار) لخلق بيئة استثمارية جاذبة لتكنولوجيا البناء في السعودية.

وتأتي المبادرة في أعقاب خطة التنمية الرئيسية رؤية المملكة 2030، التي تستهدف بناء مليون منزل في غضون 5 سنوات باستثمارات تزيد عن 100 مليار دولار لمعالجة أزمة إسكان تلوح في الأفق.

وشارك 5 مهندسين سعوديين مع فريق من الخبراء الهولنديين في بناء الوحدة الأولى، مع خطط لتقديم التدريب والدعم للخبرات السعودية المحلية لتنفيذ مراحل جديدة من المشروع في المستقبل القريب.

واستخدم المطورون تكنولوجيا العزل الحراري للوحدة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والظروف المناخية الصعبة في السعودية. واستغرقت عملية تشييد الوحدة البالغة مساحتها 75 مترا مربعا 25 ساعة لإكمالها. وفُتحت أبوابها للزوار.

وقال المهندس مهاب محمد بنتن المشرف العام على مبادرة تحفيز تقنية البناء في برنامج الإسكان في وزارة الإسكان "كل هذه الأدوات والتجارب الهدف منها كيف نصل إلى خفض التكلفة.. رفع في الجودة. خلق وظائف.. زيادة في المحتوى المحلي.. المستقبل يخفي لنا أشياء جميلة، لكن لا بد إنه يكون لنا سلسلة تجارب لإيصالنا لهذا المستقبل الجميل".

ولم يتم بعد تحديد التكلفة الإجمالية للوحدة الواحدة، إذ  يجرى المطورون 5 تجارب على الأقل لوحدات الطباعة ثلاثية الأبعاد سنوياً.

وقال المهندس إبراهيم الصحن وهو متخصص في التمويل والاستثمار العقاري "التحدي الكبير حقيقة قضية التكلفة. هل هذه ستكون أرخص وأكثر توفيرا من المباني التقليديه أم لا؟ هنا سؤال أعتقد أنه مفترض مع الوقت ومع تحديد التقنية وتحسينها لا شك أنها ستكون أكثر توفيرا؛ لأنها أوفر في الوقت وأقل في اليد العاملة".

وهناك نحو 500 ألف شخص على قائمة انتظار صندوق التنمية العقارية السعودي التابع لوزارة الإسكان، ويقدم للسعوديين قروضا حسنة لشراء منازل مدعومة من الدولة بتكلفة حوالي 650 ألف ريال.

ويهدف بناء المنازل بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى توفير تقنية سريعة ورخيصة لتلبية احتياجات الإسكان العالمية. وافتتحت دبي في عام 2016 ما قالت إنه أول مبنى مكتبي مشيد بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم.

ويتم ضخ مزيج من الخرسانة والمياه والمواد الأخرى من خلال الطابعة ثلاثية الأبعاد، التي تقوم بعد ذلك بصب مزيج من الملاط الخرساني الذي يزداد صلابة عند طباعته، لتنتج الطبقات اللازمة لإقامة منزل.

المملكة