زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء الكويت في محطته الأولى في جولة جديدة في الشرق الأوسط في محاولة لتعزيز الجهود الأميركية ضد إيران، قبل التوجه إلى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خضم حملة لإعادة انتخابه.

وأكد بومبيو في محادثاته بمناسبة "الحوار الاستراتيجي" مع الحكومة الكويتية، على ضرورة تشكيل  "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" أو"الناتو العربي" لجمع حلفائها العرب ضد إيران.

ودعا الوزير الأميركي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح إلى إنهاء الازمة بين قطر والسعودية وحلفائها.

وقال بومبيو إن النزاع "ليس من مصلحة المنطقة وليس في مصلحة العالم" في إشارة إلى قطع السعودية وحلفائها العلاقات مع قطر منذ أكثر من عامين.

وأضاف "لدينا جميعا نفس التهديدات" من الجهاديين في تنظيم الدولة الإرهابي المعروف بـ "داعش" وتنظيم القاعدة وحتى "الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وسيطغى ملف إيران على جولة بومبيو والتي ستقوده إلى إسرائيل ولبنان. 

وأكد بومبيو للصحفيين الذين يرافقونه في جولته أنه سيركز على "الخطر الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ووصل الوزير إلى الكويت مساء الثلاثاء، بينما تسعى واشنطن لإنشاء "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" أو"الناتو العربي" لجمع حلفائها العرب ضد إيران.

وجعلت إدارة ترامب من التصدي لـ"نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار" المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة وهي تضاعف تحركاتها لتحقيق هذا الهدف.

وفي هذا السياق، قام بومبيو برحلة إلى الشرق الأوسط في يناير دعا خلالها إلى "وحدة الصف" بمواجهة إيران، ثم نظم مؤتمرا في فبراير في بولندا سعيا لتوسيع "التحالف" ضد طهران، من غير أن ينجح في ذلك.

ولكن اللقاء الأهم سيكون بعد ظهر الأربعاء في القدس المحتلة مع بنيامين نتنياهو في خضم حملته الانتخابية.

وأكد بومبيو: "أنا ذاهب إلى إسرائيل بسبب العلاقة المهمة التي تجمعنا" مؤكدا أنه سيبحث "قضايا استراتيجية نعمل عليها معا".

وأضاف "سيتغير القادة في البلدين بمرور الوقت، وهذه العلاقة مهمة بغض النظر عن من هم القادة".

وإن كانت واشنطن تنفي أي تدخل لها في السياسة الداخلية الإسرائيلية، إلا أن الزيارة ستعطي نتنياهو دعما ثمينا في وسط معركته من أجل البقاء في السلطة رغم مخاطر توجيه التهمة إليه في قضايا فساد.

وستجرى الانتخابات في 9 أبريل المقبل.

"محتلة" أو "تسيطر عليها إسرائيل"

بالرغم من القضايا التي يواجهها نتنياهو، حصل على دعم صريح من ترامب الذي قال عنه في نهاية فبراير "إنه قام بعمل رائع كرئيس للوزراء، إنه حازم وذكي وقوي".

وأدت مواقف المليونير الجمهوري إلى إبعاد الكثير من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، غير أنه يحظى في المقابل بتأييد ثابت وقوي في إسرائيل.

وتعتبر حكومته الأقرب إلى الدولة العبرية منذ زمن طويل وقد اتخذ خطوات رمزية وعملية في آن تأكيدا لدعمه إسرائيل، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لها بما يتعارض مع الإجماع الدولي ومع عقود من السياسة الأميركية، وقطع أكثر من 500 مليون دولار من المساعدات إلى الفلسطينيين منذ 2018، إضافة إلى وقف تقديم دعم مالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وتعتبر إسرائيل القدس برمتها عاصمة لها، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.

وخلال زيارة تستغرق يومين إلى القدس المحتلة، سيتوجه بومبيو لزيارة السفارة الأميركية الجديدة في القدس التي تم نقلها من تل أبيب بعد أمر من ترامب.

وكان القرار  الذي اتخذ أواخر عام 2017 واعترف بالقدس كعاصمة للدولة العبرية أثار غبطة نتنياهو وجزءا كبيرا من الرأي العام الإسرائيلي.

وسعيا منه لتوظيف شعبية ترامب لصالحه، يتوجه نتنياهو إلى واشنطن لاحقا لحضور الاجتماع السنوي لـ"لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية" (أيباك)، أكبر لوبي يهودي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وسيغتنم هذه الفرصة للظهور مع ترامب.

ومع انتخابات 9 أبريل يبدأ العد العكسي لعرض خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عمل فريق صغير بقيادة صهر الرئيس وأحد كبار مساعديه جاريد كوشنر على إعدادها وسط تكتم شديد في البيت الأبيض، ويرجح طرحها بحلول الصيف.

وأكد بومبيو "يجب أن يرغبوا بالحديث إلينا. ستكون هذه بداية جيدة"، في إشارة إلى الفلسطينيين مع رفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أي تعامل مع الإدارة الأميركية التي لم تعد، برأيها، وسيطا محايدا.

 والولايات المتحدة لم تعد تشير إلى مرتفعات الجولان على أنها منطقة "محتلة من إسرائيل" بل "تسيطر عليها إسرائيل"، وفق ما جاء في تقريرها السنوي الأخير حول حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره بعضهم تمهيدا لاعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على هذه المنطقة الاستراتيجية.

وإن كانت الإدارة الأميركية تؤكد أنها لم تبدل سياسيتها، إلا أنها لا تزال ترفض أن توضح هذه السياسة.

وردا على أسئلة الصحفيين حول هذه التسمية الجديدة، أكد بومبيو أن "هذه اللغة تعكس الحقائق كما نفهمها"، موضحا "كان هذا بيانا واقعيا حول كيفية رؤيتنا للوضع. ونحن نعتقد أنه كان دقيقا للغاية".

أ ف ب + رويترز + المملكة