حض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبنان الجمعة، على الابتعاد عن طموحات إيران "الظلامية" واختيار إحدى الجهتين، وذلك أثناء زيارته هذا البلد في جولة إقليمية لبناء جبهة موحدة ضد إيران.

وأبدى قلقاً إزاء "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" لحزب الله، الموالي لإيران.

وتأتي هذه الزيارة غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على واشنطن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا خلال حرب 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل إن "لبنان والشعب اللبناني يواجهان خياراً. إما التحرك بشجاعة إلى الأمام كدولة مستقلة وفخورة أو السماح للطموحات الظلامية لإيران وحزب الله بإملاء مستقبلك".

وأضاف "ستواصل الولايات المتحدة استخدام جميع الوسائل السلمية وكل شيء تحت تصرفنا لتقليص التمويل وعمليات التهريب والشبكة الإجرامية وإساءة استخدام مواقف الحكومة والنفوذ" من قبل حزب الله.

وتابع بومبيو "لن نتردد في كشف أسماء أولئك الذين يدعمون هذه الأنشطة بشكل نشط أو خفي".

ووقف بومبيو وباسيل جنبًا إلى جنب في المؤتمر الصحافي لكن تصريحاتهما كانت متناقضة.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية إن جلسة أسئلة وأجوبة مع وسائل الإعلام ألغيت "بناء على طلب الأميركيين".

من جهته، قال باسيل "تحدثنا في موضوع حزب الله وأكدنا أنه حزب لبناني غير إرهابي ونوابه منتخبون من قبل الشعب وبتأييد شعبي كبير".

وأضاف "لا نريد أن تتأثر علاقاتنا بأميركا ونرغب بالعمل سوياً لحل المشاكل".

ووصف الحوار بأنه "كان بناء وإيجابيا".

والتقى بومبيو قبل ذلك رئيس الجمهورية ميشال عون وعبر أمامه عن القلق إزاء حزب الله.

وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو "لقد أبرز مخاوف الولايات المتحدة بشأن أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة والمخاطر التي تشكلها على الأمن والاستقرار والازدهار في لبنان".

وتساند عناصر حزب الله القوات الحكومية السورية في النزاع الدائر منذ عام 2011.

والتقى بومبيو رئيس البرلمان نبيه بري محذراً من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها حزب الله" المدعوم من إيران ويخضع للعقوبات الأميركية لكنه يشغل مناصب وزارية في الحكومة اللبنانية.

وأضاف بالادينو أن بومبيو وبري ناقشا "ضرورة الحفاظ على الهدوء على امتداد الحدود بين لبنان وإسرائيل".

ولا يزال البلدان في حالة حرب عملياً، حتى بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب البلاد في عام 2000.

وخاضت إسرائيل وحزب الله حربا مدمرة استمرت لمدة شهر في عام 2006، وما زالت المناوشات تندلع بين حين وآخر على امتداد الخط الفاصل الذي تراقبه الأمم المتحدة.

والتقى بومبيو رئيس الوزراء سعد الحريري لمناقشة "آخر التطورات في لبنان والمنطقة"، بحسب مكتب رئيس الوزراء.

وقال بالادينو أن الرجلين بحثا "أهمية الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة ولبنان والحاجة إلى دعم مستمر لمؤسسات الأمن الشرعية في لبنان، وخصوصاً القوات المسلحة اللبنانية".

والتقى في وقت سابق، لدى وصوله بأول وزيرة داخلية في البلاد.

وأضاف أن الجانبين "ناقشا التحديات الأمنية الإقليمية والداخلية التي يواجهها لبنان وكيفية المساعدة التي يمكن للولايات المتحدة تقديمها لدعم جهود وزارة الداخلية للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل لبنان".

وتعد الحسن أول امرأة في لبنان والشرق الأوسط تتولى منصب وزير الداخلية في اللائحة الوزارية التي تم الإعلان عنها في أواخر شهر يناير بعد انتظار دام ثمانية أشهر.

وكانت الولايات المتحدة أدرجت حزب الله على لائحة "الإرهاب" وفرضت عليه عقوبات صارمة.

ويشغل حزب الله ثلاث حقائب وزارية في الحكومة اللبنانية التي أعلن عن تشكيلها مؤخراً أبرزها وزارة الصحة.

ويعد الحزب القوة المسلحة اللبنانية الوحيدة التي لم تنزع سلاحها بعد انتهاء الحرب الأهلية التي جرت بين عامي 1975 و1990.

ومن المقرر أن يغادر بومبيو لبنان السبت.

أ ف ب