دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأمم المتحدة الأربعاء، إلى تشديد القيود على الصواريخ الإيرانية، مؤكدا أن طهران تمتلك مئات الصواريخ التي حذر من أنها يمكن أن تضرب حلفاء بلاده، إلا أن قوى أخرى دعت إلى الحوار. 

ويشارك بومبيو في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن إيران التي أكدت مؤخرا إجراء تجربة على صاروخ باليستي متوسط المدى، وقالت إن ذلك أمر "مشروع وضروري" للدفاع عن نفسها. 

وقال بومبيو: "نحن نخاطر بأمن شعبنا في حال استمرت إيران في تخزين الصواريخ الباليستية". 

وأضاف أمام مجلس الأمن "نحن نخاطر بتصعيد العنف في المنطقة إذا فشلنا في استعادة الردع، ونخاطر بأن نوجه رسالة إلى كل اللاعبين الذين يشكلون ضررا بأنهم كذلك يستطيعون تحدي مجلس الأمن، والإفلات من العقاب إذا لم نفعل شيئا". 

وأكد أن إيران تمتلك "مئات الصواريخ التي تشكل تهديداً لشركائنا في المنطقة"، في إشارة إلى إسرائيل ودول عربية حليفة. 

وقال إن الولايات المتحدة ستضغط من أجل إبقاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران والمقرر أن ينتهي في 2020 ،وستدعو مجلس الأمن إلى بدء عمليات تفتيش في البحر لمنح شحن الأسلحة. 

ودعا بومبيو إلى عودة الحظر المشدد على تطوير إيران صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية. 

وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على إيران محور تركيزه، وانسحب من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران في 2015. 

وفي تأكيد للمخاوف الأميركية، جاء في تقرير للأمم المتحدة تم تقديمه إلى مجلس الأمن أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن مؤخرا مصنوعة في إيران.

 إيران تدين "الأكاذيب" 

وقال المبعوث الإيراني في مجلس الأمن أشاق الحبيب، إن صواريخ بلاده ليست نووية بطبيعتها، ودافع عن ضرورة امتلاك دفاع قوي، مشيراً إلى أن القوى الغربية دعمت الرئيس العراقي صدام حسين في حربه ضد إيران (1980-1988). 

وأوضح: "ما سمعناه اليوم هو سلسلة أخرى من الأكاذيب والتلفيقات والتضليل، وتصريح خادع من الولايات المتحدة". 

وأضاف "لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، تعاقب دولة دائمة العضوية في هذا المجلس بشكل سافر دولاً أعضاء أخرى ليس لانتهاكها، بل لالتزامها بقرار لمجلس الأمن". 

كما وجه السفير الروسي في المجلس فاسيلي نيبيزيا انتقادا مبطناً لبومبيو منددا بمحاولات "إشعال هستيريا مناهضة إيران". 

وقال "ليس هناك دليل على أن الصواريخ الباليستية يمكنها أن تحمل رأسا نوويا"، مضيفاً أن إيران "مستعدة للحوار". 

أما فرنسا فرغم أنها قالت إنها تشاطر الولايات المتحدة أهدافها بشأن إيران، إلا أنها طالبت بإبقاء على الاتفاق النووي، وقالت إنه ينجح بشكل يمكن التحقق منه في تجميد برنامج إيران النووي. 

وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر للمجلس "لا يمكننا أن نبني معا استراتيجية طويلة الأمد للمنطقة إلا على هذا الأساس". 

وأضاف أن " مثل هذه الاستراتيجية لا يمكن أن تختصر فقط بالضغوط وفرض العقوبات. بل يجب أن يواكبها حوار قوي وصريح مع الإيرانيين بشأن مخاوفنا". 

وأكدت القوى الغربية باستثناء واشنطن أنها تعمل على ضمان أن تجني إيران الثمار الاقتصادية لالتزامها الاتفاق. 

إلا أن الاقتصاد الإيراني عانى من ضربة قوية، ويتوقع أن يشهد انكماشا بسبب إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، مع توعد واشنطن بأن تمنع أي دولة من التعامل التجاري مع إيران. 

المملكة + أ ف ب