اجتمع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع مسؤولين من كوريا الشمالية في بيونجيانج اليوم الجمعة آملا في "استيفاء" تفاصيل عن خطط بيونجيانج للتخلي عن برنامجها النووي وأيضا استعادة رفات جنود أمريكيين فقدوا إبان الحرب الكورية.

وأفاد تقرير لمجموعة من الصحفيين المرافقين لبومبيو أنه التقى مع كيم يونج تشول المسؤول الكوري الشمالي الكبير الذي لعب دورا رئيسيا مع بومبيو في الترتيب لقمة بين زعيمي البلدين استضافتها سنغافورة الشهر الماضي.

واستمرت المحادثات قرابة ثلاث ساعات، بينما لم يتأكد حتى الآن ما إذا كان بومبيو سيلتقي مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. وسيمضي بومبيو يوما ونصف يوم في كوريا الشمالية، أي حتى الغد، ليمضي أول ليلة له هناك.

وقال بومبيو للصحفيين "أنهينا للتو أول اجتماع لنا اليوم. أنا فخور بالعمل الذي يؤديه فريقي".

وخلال قمة سنغافورة أعلن زعيم كوريا الشمالية التزاما فضفاضا "بالعمل من أجل نزع السلاح النووي" لكنه لم يحدد التفاصيل المتعلقة بكيف أو متى سيتخلى عن برامج بيونجيانج النووية.

وكتب بومبيو على تويتر بعد مكالمة هاتفية مع ترامب أثناء توجهه إلى بيونجيانج "أبلغني الرئيس باعتقاده أن الزعيم كيم يتوقع مستقبلا مختلفا وأكثر إشراقا لشعب كوريا الشمالية. ويأمل كلانا أن يكون ذلك صحيحا".

وأضاف "المحطة المقبلة: بيونجيانج. أتطلع لمواصلة اجتماعاتي مع الزعماء الكوريين الشماليين. أمامنا الكثير من العمل الشاق لكن السلام يستحق العناء".

وأفاد تقرير الصحفيين أن بومبيو قال إنه يسعى إلى "استيفاء" بعض التفاصيل بشأن التزامات كوريا الشمالية والحفاظ على الزخم لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال القمة.

وقال مسؤولون بالمخابرات الأمريكية لرويترز إن بومبيو سيحاول التوافق على قائمة مبدئية على الأقل بالمواقع النووية بحيث يمكن مقارنتها بمعلومات المخابرات المتاحة.

ومن أولويات جدول أعمال الزيارة أيضا مسألة رفات الجنود الأمريكيين المفقودين خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 وعددهم 200 جندي. وقال ترامب بعد قمة سنغافورة إن كيم وافق على إعادة الرفات إلى الولايات المتحدة.

وتعد المسألتان بمثابة اختبارين أساسيين لجدية كيم بشأن المفاوضات. وقال مسؤولون في المخابرات إن المسؤولين الكوريين الشماليين لم يثبتوا ذلك حتى الآن خلال المحادثات.

وقال أحد المسؤولين في المخابرات "إذا كانوا جادين فسنتمكن من الانتقال للعمل على تحديد شروط النزع النهائي للسلاح النووي".

وأضاف المسؤولون أن قدرة واشنطن على التأكد من دقة أي قائمة كورية شمالية محدودة بسبب الافتقار لإحصاء "موثوق به لدرجة عالية" لترسانة بيونجيانج النووية مثل عدد الرؤوس الحربية ومنشآت تخصيب اليورانيوم خاصة إذا لم تكن قيد التشغيل.

"بناء الثقة"

ذكر تقرير الصحفيين أن كيم يونج تشول قال لبومبيو في مقر إقامته "هذه ثالث زيارة لك لبلدنا وبالتالي أظن أنك اعتدت عليها الآن".

وأضاف "كلما أتيت، يمكننا بناء مزيد من الثقة بيننا".

ويشعر بعض المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية وفي وكالات المخابرات الأمريكية بالقلق أن يكون ترامب قد وضع نفسه في موقف أضعف بمبالغته في نتائج قمة سنغافورة.

وقبيل قمة سنغافورة، قال بومبيو إن ترامب لن يقبل بأقل من "النزع الكامل للسلاح النووي، بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه".

لكن بعد محادثات جرت يوم الأحد بين المبعوث الأمريكي سونج كيم ونظراء كوريين شماليين، بدا أن المطالبة "بالنزع الكامل للسلاح النووي بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه" اختفت فجأة من قاموس وزارة الخارجية.

وتقول الوزارة إن الضغوط ستبقى حتى تتخلى كوريا الشمالية عن السلاح النووي، لكنها في بيانات هذا الأسبوع أعادت تعريف الهدف الأمريكي بأنه "نزع السلاح النووي (لكوريا الشمالية) بشكل نهائي يمكن التحقق منه كاملا".

وقال بعض المسؤولين الأمريكيين والخبراء إن التغير في لهجة التصريحات يصل إلى حد تخفيف النهج الأمريكي.

ونفت وزارة الخارجية ذلك وقالت إن سياستها لم تتغير.

وستحظى محادثات بومبيو بمتابعة كبيرة في المنطقة. ومن المقرر أن يلتقي مع مسؤولين من كوريا الجنوبية واليابان في طوكيو يوم الأحد.

رويترز