قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد إن الولايات المتحدة لا تريد الدخول في حرب مع إيران لكنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية، بما في ذلك الدبلوماسية، لضمان حرية الملاحة عبر ممرات النقل البحري الحيوية في الشرق الأوسط.

وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب اتهامات من جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران بتنفيذ هجمات الخميس الماضي على ناقلتي نفط في خليج عُمان وهو ممر حيوي لشحنات النفط. ونفت إيران أي دور لها في تلك الهجمات.

وفي حديث لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) قال بومبيو "لا نريد الحرب. فعلنا ما بوسعنا لعدم حدوث ذلك. يجب أن يدرك الإيرانيون بوضوح تام أننا سنواصل اتخاذ إجراءات تمنع إيران من الانخراط في هذا النوع من السلوك".

ودافع بومبيو، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، عن استنتاج الإدارة بأن إيران مسؤولة عن الهجوم قائلا إن هناك أدلة أخرى غير اللقطات المصورة التي نشرت الأسبوع الماضي. وأضاف "أجهزة المخابرات لديها الكثير من البيانات والكثير من الأدلة. سيرى العالم الكثير منها".

وانضمت السعودية السبت إلى الولايات المتحدة في إلقاء المسؤولية على إيران في الهجمات ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء سريع لتأمين إمدادات الطاقة القادمة من الخليج. ويعد مضيق هرمز ممرا ملاحيا حيويا لعبور النفط القادم من السعودية، أكبر مصدر للخام في العام، ومن منتجين آخرين بالخليج.

وقال بومبيو إن الولايات المتحدة ستتخذ "كل الإجراءات الضرورية الدبلوماسية وغير الدبلوماسية" لضمان المرور الآمن عبر ممرات الشحن الحيوية، دون تقديم المزيد من التفاصيل. وقال وزير الخارجية إن الولايات المتحدة تبحث ردا دوليا محتملا قائلا إنه أجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين الأجانب يوم السبت بشأن الهجمات.

وأشار إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا باعتبارها من الدول التي تعتمد بشكل كبير على حرية الملاحة عبر المضيق. وقال "أنا واثق من أنهم سينضمون إلينا في هذا عندما يدركون الخطر. الخطر على اقتصاداتهم وشعوبهم والسلوك الشائن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

والولايات المتحدة على خلاف بالفعل مع إيران بسبب برنامجها النووي واتهمت إيران ووكلاءها بالمسؤولية عن أعمال عدوان في الأشهر الأخيرة بما في ذلك هجمات سابقة على ناقلات نفط في مايو أيار واستهداف طائرات أميركية مسيرة في اليمن.

وفي مقابلة تلفزيونية منفصلة مع محطة (سي.بي.إس) ترك بومبيو المجال مفتوحا أمام احتمال القيام بعمل عسكري أميركي في المنطقة لكنه رفض مناقشة طبيعة ذلك العمل.

وطالب بعض الأعضاء الجمهوريين المحافظين في الكونغرس إدارة ترامب الأحد باتخاذ موقف صارم.

وقال السناتور توم كوتون العضو بلجنتي القوات المسلحة والمخابرات بمجلس الشيوخ الأميركي لشبكة (سي.بي.إس) "الهجمات غير المبررة على حركة الملاحة البحرية التجارية تتطلب توجيه ضربة عسكرية انتقامية" قال إن ترامب مفوض بالفعل لشنها بموجب القانون الأميركي.

وقال ستيف سكاليز ثاني أكبر عضو جمهوري بمجلس النواب الأميركي إن البيت الأبيض يطلع الكونغرس بشأن إيران. وقال لمحطة (إن.بي.سي) "لا نريد أن نرى الأوضاع تتصاعد إلى عملية عسكرية ... ولكن علينا الوقوف في وجه إيران".

لكن آدم شيف، العضو الديمقراطي في مجلس النواب والذي يرأس لجنة المخابرات بالمجلس، شكك في قدرة أميركا على حشد المجتمع الدولي لحماية ممرات الشحن وفرض عقوبات قائلا إن واشنطن جعلت حلفاءها ينصرفون عنها. وقال إن الأدلة التي تشير إلى ضلوع إيران في هجمات الخميس "تثير الانتباه على نحو عاجل".

وقال لمحطة (سي.بي.إس) "المشكلة أننا نواجه صعوبات حتى مع وجود هذا الدليل الدامغ لإقناع حلفائنا بالانضمام إلينا في رد من أي نوع وهذا يبين مدى العزلة التي أصبحت فيها الولايات المتحدة".

المملكة + رويترز