تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية نهاية تداولات الأربعاء، بأكبر وتيرة منذ شهر أغسطس/آب الماضي، بقيادة أسهم قطاعي التكنولوجيا والبنوك، اللذين كانا من بين أكثر الخاسرين، بعد أن أظهرت البيانات الأميركية تباطؤ نمو التوظيف في القطاع الخاص أكثر من المتوقع في سبتمبر/أيلول، إضافة إلى انكماش النشاط الصناعي منذ أكثر من عقد.

تلك البيانات استقبلتها الأسواق بسلبية؛ مما أدى إلى انخفاض حاد في أسواق الأسهم الأميركية على مدار جلستين متواصلتين.

وقد طغى اللون الأحمر على أداء وول ستريت وسط مخاوف مستثمرين من تعرض الاقتصاد إلى حالة من الركود على خلفية البيانات الاقتصادية الضعيفة.

وأغلقت مؤشرات الأسواق الأميركية الرئيسية الـ 3 على انخفاض حاد: "داو جونز" الصناعي بنسبة 1.9% بمقدار 494 نقطة ليهبط إلى مستوى 26078 نقطة، "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.8% عند مستوى 2887 نقطة، و"ناسداك" التكنولوجي بنسبة 1.6% تقريباً.

وفي الوقت نفسه، زادت التوترات التجارية بعد قرار منظمة التجارة العالمية دعم الطلب الأميركي بفرض رسوم جمركية على 7.5 مليار دولار من البضائع الأوروبية، نتيجة لشكوى أميركية ضد الاتحاد الأوروبي بشأن شركة إيرباص.

هبوط الأسهم الأوروبية

انخفض الأربعاء مؤشر "فوتسي 100" بنسبة 3.2% إلى أدنى مستوى له في شهر واحد، إذ عانى من أسوأ يوم له منذ يناير/كانون الثاني من عام 2016.

كانت الشركات المالية وشركات النفط من بين أكبر الخاسرين، مع احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة، إلى جانب البيانات الاقتصادية الضعيفة الأميركية.

وسلم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون النسخة النهائية الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، محذرا من خروج بلاده من دون اتفاق.

أسعار النفط تواصل الهبوط

عند التسوية ليوم الأربعاء، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 2.3% إلى 57.52 دولارا للبرميل.

وانخفض سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 1.8%، عند 52.64 دولارا للبرميل.

وتراجعت أسعار النفط بنحو 2% عند تسوية تعاملات الأربعاء، بعد الكشف عن بيانات المخزونات الأميركية.

وجاء التراجع مدفوعا بارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو 3.1 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، ولثالث أسبوع على التوالي متجاوزة توقعات الأسواق.

وتسببت البيانات الاقتصادية الضعيفة وهبوط الأسواق في ضغط على أسعار النفط انخفاضاً، مع ارتفاع علامات الركود الاقتصادي العالمي وضعف معدلات النمو.

ارتفاع أسعار الذهب وتراجع الدولار الأميركي

تراجع الدولار الأميركي الأربعاء، متأثرا بالبيانات الاقتصادية الضعيفة والتراجعات في الأسواق المالية، مما أعطى فرصة قوية للمعدن الأصفر للصعود كملاذ آمن، واستعادة مستويات 1500 دولار بعد فقدان ذلك المستوى في جلسات سابقة.

وارتفع فوق مستويات 1504 دولارات للأونصة للأسعار الفورية بنسبة تجاوزت 1.50%.

وبناء على الانخفاضات الحادة التي شهدتها أسواق الأسهم والبيانات الاقتصادية الضعيفة،تزايدت توقعات الأسواق والمستثمرين بتخفيض أسعار الفائدة الأميركية نهاية الشهر الحالي من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).

*محلل مالي

المملكة