قال مختصون إن بدء قبول معاملات تجديد جوازات سفر المقدسيين في المحكمة الشرعية في القدس المحتلة الثلاثاء إجراء "يدعم أهالي القدس"، ويؤكد أن الأردن يعتبر القدس خارج أي سيادة إسرائيلية.

وأشاروا في مقابلات منفصلة مع "المملكة" إلى أن بدء تطبيق القرار ينسجم مع الحرص الأردني على مدينة القدس والاهتمام بسكانها، استناداً إلى مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن.

دائرة الأحوال المدنية والجوازات أعلنت بالتنسيق مع دائرة قاضي القضاة وشركة البريد الأردني عن البدء بقبول معاملات تجديد جوازات سفر المقدسيين في المحكمة الشرعية في القدس اعتبارا من صباح الثلاثاء 6 آب/ أغسطس.

موقف أردني "ثابت وصريح"

رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، قال إن قرار تجديد جوازات سفر المقدسيين داخل القدس له أهمية خاصة لأنه يتعلق بأهل القدس وإبقاء الجنسية الأردنية معهم في ظل محاولة الإسرائيليين تهجير المقدسيين بطرق متعددة.

ووصف القرار بأنه "موقف أردني ثابت وصريح" في دعم صمود المقدسيين.

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، قال إن القرار يأتي ضمن دور الأردن تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها "مركزية بامتياز".

وأضاف كنعان لـ "المملكة" أن القرار ينطلق من الهدف الأردني وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني على دعم أهل القدس ومساندتهم في شتى المجالات.

"نتيجة تضييق قوات الاحتلال الإسرائيلية على أهل القدس في الخروج أو العودة وما يلاقونه من مضايقات مختلفة على جميع الصعد، جاءت مكرمة الملك باتخاذ قرار تجديد جوازات سفر المقدسيين (أردني دائم أو مؤقت) دون الحاجة للحضور (إلى الأردن)"، بحسب كنعان.

المكتب الإعلامي لدائرة الأحوال المدنية قال إن المحكمة الشرعية في القدس ستستقبل طلبات جوازات السفر المقدسيين مرفقا بها الأوراق الثبوتية المطلوبة كافة، وفقا للإجراءات القانونية المتبعة في الدائرة.

وأوضح بيان صادر عن دائرة الأحوال المدنية والجوازات، الاثنين، أن شركة البريد الأردني ستستلم تلك الطلبات بالتنسيق مع شركائها لإيصالها لدائرة الأحوال لإصدار وطباعة جوازات السفر وإعادة تسليمها للبريد، تمهيدا لتسليمها لأصحابها في القدس.

وكشف كنعان أن القرار يخدم أهالي القدس الشرقية التي يسكنها نحو 350 ألف فلسطيني، يحمل عدد كبير منهم الهوية الزرقاء، وهي وثيقة إسرائيلية تمكن حاملها من الدخول والخروج من الضفة الغربية وقطاع غزة، والدخول إلى الأراضي المحتلة.

وتابع كنعان أن "القرار يُغني المواطنين المقدسيين عن السفر إلى الأردن لتجديد جوازاتهم لتكلفتها المالية المرتفعة من ناحية الرسوم والخروج".

"تيسير كبير"

القائم بأعمال قاضي القضاة الأردني في القدس، الشيخ واصف البكري، قال لـ "المملكة" إن الخطوة فيها "تيسير كبير" على المقدسيين وتخفيف من أعباء السفر إلى الأردن لتجديد جوازات السفر، خاصة في مواسم الصيف والأعياد، مضيفا أن في ذلك تخفيف أيضا من كلف السفر إلى الأردن، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية "المتردية" للمقدسين.

وتوقع البكري ألا تستغرق عملية تجديد جوازات سفر المقدسيين أكثر من 10 أيام، مضيفا إلى أن المحكمة ستبدأ أيضا باستصدار جوازات سفر لأول مرة للقاصرين دون 16 سنة في موقعها في وادي الجوز في القدس.

من جهة أخرى، قال وزير الداخلية الأسبق سمير حباشنة إن تجديد جوازات السفر الأردنية للمقدسيين في المحكمة الشرعية في القدس يشير إلى الاهتمام الأردني الخاص بأهالي المدينة المقدسة.

وقال لـ "المملكة" إن "القرار يسهل على أهالي القدس ويخفف عليهم أعباء التنقل ودفع التكاليف وعناء السفر والخروج من الجسر والاحتكاك مع الاحتلال ... ويحميهم من إمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعدم إدخالهم إلى بلدهم بعد المغادرة".

وأشار إلى مسؤولية الأردن التاريخية تجاه مدينة القدس ومقدساتها وسكانها، والحفاظ على أبنائها بعدم التعرض للتهجير وفقا للقوانين الإسرائيلية الظالمة على اعتبار أن "المقدسي ما زال أردنياً".

"الأردن ينظر إلى القدس مثل أي مدينة أردنية ... وإلى المقدسي مثل أي مواطن أردني"، وفق الحباشنة، الذي أشار إلى أن قرار تجديد جوازات سفر المقدسيين داخل مدينتهم، مماثل لعملية تجديد جوازات سفر الأردنيين في المحافظات.

وبين الحباشنة أن "القرار إجرائي بحت ... الأردن يبحث بكل الطرق تسهيل الإجراءات على أهالي القدس".

"خارج أي سيادة إسرائيلية"

المصري أشار إلى أن تجديد جوازات سفر المقدسيين داخل القدس "تعني بالنسبة للأردن أن القدس خارج أي سيادة إسرائيلية، وضمن سيادة عربية"، ويعزز حق المقدسيين في ممارسة حقوقهم داخل بلدهم ومدينتهم.

القرار، بحسب المصري، يعني أنه لا اعتراف بأن القدس سواء الشرقية أو الغربية عاصمة لإسرائيل، بل يؤكد القرار بصورة "واضحة" على أن القدس الشرقية عاصمة فلسطين.

"الأردن يُساهم في صمود المقدسيين في بلدهم ومدينتهم" في وجه ما يقال عن صفقة القرن وإجراءات إسرائيل وقوانينها، وفق المصري، الذي أشار إلى أن القرار يثبت تمسك الأردن والملك بهذه المبادئ".

ويضيف المصري أن "الأردن يواجه السياسات الإسرائيلية التهويدية بكل جرأة ويساهم في صمود المقدسيين".

وزير الداخلية سلامة حماد أصدر في 19 حزيران/يونيو تعليمات إلى دائرة الأحوال المدنية والجوازات، وبناء على موافقة رئاسة الوزراء، للسير في إجراءات إصدار وتجديد جوازات سفر المقدسيين عبر شركة البريد الأردني.
 
المصري أشار إلى أن توقيت البدء بتطبيق القرار "ذو معنى ومغزى مهم جداً"، خاصة وأنه يأتي قبل الانتخابات الإسرائيلية، التي من المقرر أن تعقد في أيلول/سبتمبر، وقبل جلسة تكميلية أخرى لورشة عمل البحرين في إحدى الدول العربية".

لكن المصري قال إن "الأردن، الذي يتخذ قرارات يومية عديدة وواضحة لدعم الفلسطينيين، لا يستطيع مساعدة الفلسطينيين وحده، ويجب أن يعمل العرب على مساعدة الأردن بالوقوف إلى جانب فلسطين".

المملكة