حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران مجددا، وقال في "تويتر" إن أي حرب ستكون "النهاية الرسمية" لإيران وذلك في الوقت الذي أوضحت فيه السعودية أنها مستعدة للرد بكل قوة، وأن تجنب نشوب حرب أمر يعود إلى إيران.

ويأتي هذا التصعيد في اللهجة عقب تعرض أصول نفطية سعودية لهجمات الأسبوع الماضي، وإطلاق صاروخ يوم الأحد على المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة العراقية، بغداد، والتي تضم مباني حكومية وسفارات أجنبية.

وقال ترامب في تويتر من دون إدلاء بتفاصيل: "إذا كانت إيران تريد القتال، فستكون تلك النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا مطلقا الولايات المتحدة مرة أخرى".

واتهمت الرياض طهران بإصدار أوامر بشن هجمات بطائرات مسيرة على محطتين لضخ النفط في السعودية والتي أعلنت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عنها. ووقعت هذه الهجمات بعد يومين من تعرض 4 سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان لتخريب قبالة ساحل دولة الإمارات.

وذكر الأسطول الأميركي الخامس الذي مقره البحرين يوم الأحد أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت "دوريات أمنية مكثفة" في المياه الدولية في الخليج يوم السبت.

وتنفي إيران وقوفها وراء تلك الهجمات التي تأتي مع تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران بسبب العقوبات والوجود العسكري الأميركي في المنطقة؛ مما أثار مخاوف من احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية في مؤتمر صحفي: "المملكة العربية السعودية لا تريد حربا في المنطقة، ولا تسعى لذلك. "وستفعل ما في وسعها لمنع قيام هذه الحرب وفي الوقت ذاته تؤكد أنه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم، وستدافع عن نفسها ومصالحها".

ودعا الملك السعودي سلمان زعماء دول الخليج والدول العربية إلى عقد قمتين طارئتين في مكة في 30 أيار/ مايو لبحث تداعيات الهجمات.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، إن "الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا في ظل التحديات والأخطار المحيطة".

ولم تحمل الإمارات مسؤولية عمليات تخريب الناقلات لأي طرف في انتظار ما يتوصل إليه التحقيق. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات، لكن مصدرين حكوميين أميركيين قالا الأسبوع الماضي، إن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن إيران شجعت جماعة الحوثي أو فصائل شيعية مقرها العراق على تنفيذها.

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم بطائرات مسيرة على محطتين لضخ النفط في السعودية. وقالت الرياض، إنه لم يعطل الإنتاج أو الصادرات. ويقاتل الحوثيون تحالفا عسكريا تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015.

ونقلت وكالة سبأ للأنباء عن مصدر عسكري في حركة الحوثيين قوله يوم الأحد، إن استهداف منشآت تابعة لشركة أرامكو السعودية الأسبوع الماضي كان بداية لعمليات عسكرية ضد 300 هدف حيوي وعسكري.

وقالت الوكالة التي يديرها الحوثيون، نقلا عن المصدر، إن الأهداف تشمل مقرات ومنشآت عسكرية في الإمارات والسعودية إضافة إلى قواعد تابعة لهما في اليمن.

وأدان رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين، محمد علي الحوثي، في تغريدة في تويتر دعوة الرياض للقمتين ووصفها بأنها "قمم لا تتقن سوى مساندة الحروب والدمار".

وقال تقرير لشركات تأمين نرويجية اطلعت عليه رويترز، إن "من المرجح بشكل كبير" أن الحرس الثوري الإيراني سهل الهجوم على السفن قرب إمارة الفجيرة بدولة الإمارات.

وفي بغداد، قال الجيش العراقي، إن صاروخ كاتيوشا سقط في قلب المنطقة الخضراء من دون أن يسبب خسائر، وأوضح فيما بعد أنه سقط قرب النصب التذكاري للجندي المجهول.

وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن القيادة علمت بوقوع انفجار في المنطقة الخضراء خارج مجمع السفارة الأميركية وأنه لا يوجد ضحايا من الأميركيين أو قوات التحالف.

وكانت المنطقة الخضراء في بغداد هدفا متكررا لقذائف المورتر أثناء الاحتلال الأميركي للعراق الذي انتهى عام 2011.

ومنذ ذلك الحين تتعرض المنطقة الخضراء للقصف من وقت لآخر. ووقع أحدث هجوم من نوعه في أيلول/ سبتمبر عندما سقطت 3 قذائف مورتر داخل المنطقة الخضراء، لكنها لم تتسبب في سقوط ضحايا.

وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استبعد احتمال اندلاع حرب في المنطقة قائلا، إن طهران لا تريد الصراع، وإنه لا يمكن لأي دولة "أن تتوهم أن بوسعها مواجهة إيران" وهو موقف تكرر على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال حسين سلامي يوم الأحد.

ونقلت عنه وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء قوله: "لا نسعى للحرب، لكننا لا نخشاها أيضا".

وشددت واشنطن العقوبات الاقتصادية على إيران، محاولة وقف صادراتها من النفط تماما، وعززت الوجود العسكري في الخليج ردا على ما وصفته بتهديدات إيرانية للقوات وللمصالح الأميركية.

وقالت وزارة الإعلام السعودية في تويتر، إن اتصالا هاتفيا جرى بين ولي العهد الأمير محمد ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "بحثا خلاله تطورات الأحداث في المنطقة والجهود الرامية لتعزيز أمنها واستقرارها".

وقال الجبير في مؤتمر صحفي: "نحن نريد السلم والاستقرار والأمن في المنطقة، ولكن نحن لن نقف بأيدينا مكتفة في ظل الهجوم الإيراني المستمر ... الكرة في ملعب إيران، وعلى إيران تحديد ماذا سيكون المصير".

وأضاف أن طاقم ناقلة نفط إيرانية، قُطرت إلى السعودية هذا الشهر بعد طلب مساعدة بسبب مشكلات في المحرك، لا يزال في السعودية، ويتلقى الرعاية المطلوبة. ويتألف الطاقم من 24 إيرانيا وفردين من بنغلادش.

وفي مؤشر على تصاعد التوتر في المنطقة، قامت شركة إكسون موبيل بإجلاء موظفيها الأجانب من حقل نفطي في العراق.

كما حذرت البحرين مواطنيها يوم السبت من السفر للعراق وإيران، وطلبت ممن هم هناك بالفعل العودة على الفور.

وأصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية تحذيرا للخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج، وخليج عُمان.

المملكة + رويترز