أعلنت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس الثلاثاء، أن أعضاء مجلس الأمن الدولي طلبوا عقد اجتماع جديد مغلق الأربعاء حول الهجوم العسكري التركي في سوريا.

وطلبت عقد الاجتماع بلجيكا والمانيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا. وكانت اجتماع أول انتهى الخميس بانقسامات في المجلس وبصدور بيان من الأوروبيين فقط يطلب وقف الهجوم التركي. ثم عرقلت روسيا والصين الجمعة نصا قدمته الولايات المتحدة ويطلب أيضا وقف العمليات التركية في شمال سوريا.

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، قال إن الرئيس دونالد ترامب طلب من نظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية الاثنين "وضع حدّ لغزو" سوريا وإعلان "وقف فوري لإطلاق النار".

وقال بنس للصحافيين في البيت الأبيض إنّ ترامب طلب أيضاً من أردوغان الدخول في "مفاوضات مع القوات الكردية في سوريا"، مشيراً إلى أنّ "الرئيس (ترامب) كان حازماً جداً مع الرئيس أردوغان اليوم".

وأضاف نائب الرئيس الأميركي أنّه سيتوجّه إلى تركيا قريباً بطلب من ترامب للبحث في الملف السوري.

وفقاً لنائب الرئيس الأميركي، فإنّ أردوغان تعهّد لترامب "بألاّ يكون هناك أي هجوم على مدينة كوباني".

وأتى تصريح بنس بعيد إعلان وزارة الخزانة الأميركية أنّ الرئيس ترامب فرض عقوبات على تركيا تشمل حتى الآن وزارتين وثلاثة وزراء، وذلك بهدف إرغام أنقرة على أن "تنهي فوراً هجومها" العسكري على الفصائل الكردية في شمال شرق سوريا.

وقالت الوزارة في بيان إنّ العقوبات شملت وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية الذين باتوا ممنوعين من دخول الولايات المتحدة ومن إجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأميركي، كما باتت أموالهم في الولايات المتحدة، إن وجدت، مجمّدة.

وفرضت هذه العقوبات بموجب أمر تنفيذي وقّعه ترامب وأجاز فيه أيضاً فرض عقوبات على عدد كبير جداً من المسؤولين الأتراك المتورّطين بأعمال تعرّض المدنيين للخطر أو تزعزع الاستقرار في شمال شرق سوريا.

وبحسب البيان فإنّ إدارة ترامب قرّرت في الوقت الراهن قصر هذه العقوبات على الوزارتين والوزراء الثلاثة فقط.

كما أتى تصريح بنس بعيد إصدار وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بياناً دان فيه بشدّة الهجوم العسكري التركي "غير المقبول" والذي أسفر عن "إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين" المنتمين إلى تنظيم الدولة مشيراً إلى أنّ واشنطن ستطلب من حلف شمال الأطلسي اتّخاذ "إجراءات" ضدّ تركيا بسبب "تقويضها" المهمّة الدوليّة لمكافحة التنظيم الجهادي.

وسارعت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى انتقاد إجراءات الإدارة الأميركية.

وقالت بيلوسي في بيان إنّ "الرئيس ترامب أطلق العنان للفوضى وانعدام الأمن في سوريا، وإعلانه عن مجموعة من العقوبات ضد تركيا لا يكفي لعكس مسار هذه الكارثة الإنسانية".

ومنذ إعلانه قبل 8 أيام عن سحب القوات الأميركية من مواقع على الحدود التركية السورية، يرسل ترامب إشارات متناقضة إذ إنّه يدعو لتخليص الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط ويهدّد في الوقت نفسه تركيا بـ"تدمير اقتصادها".

ومهّد قرار ترامب سحب القوات الأميركية من المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد الطريق أمام الهجوم التركي، الأمر الذي عاد عليه بانتقادات واسعة داخل بلاده، واعتبر خيانة للأكراد الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. 

"قوات حكومية في منبج"

قالت قناة الإخبارية السورية الرسمية، الثلاثاء، إن وحدات من الجيش السوري انتشرت في مدينة منبج بالشمال.

وأذاع التلفزيون لقطات لمجموعات قال إنهم من "سكان منبج يحتفلون بقدوم القوات النظامية"، وفق رويترز.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعهّد في مقال نشر الثلاثاء، بعدم السماح لأي من مقاتلي "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش" بالفرار من شمال شرق سوريا، بعدما أعربت دول غربية عن مخاوفها بشأن تداعيات عملية أنقرة العسكرية في المنطقة.

وكتب أردوغان في صحيفة "وول ستريت جورنال" "سنضمن أن لا يغادر أي مقاتل من تنظيم الدولة شمالي شرق سوريا".

وسعى الرئيس التركي لطمأنة الدول الغربية التي أعربت عن قلقها من احتمال عودة  "داعش" إلى الواجهة وفرار عناصره المحتجزين لدى وحدات حماية الشعب الكردية المستهدفة في الهجوم الذي شنته أنقرة منذ الأربعاء. 

وقال إردوغان "نحن على استعداد للتعاون مع الدول التي ينتمي إليها (المقاتلون) والمنظمات الدولية لإعادة تأهيل نساء وأطفال المقاتلين الإرهابيين الأجانب".

واتهمت أنقرة الاثنين القوات الكردية بإطلاق سراح عناصر التنظيم المحتجزين لديها عمداً في مسعى "لنشر الفوضى" في المنطقة.

بدوره، قال ترامب في تغريدة الاثنين كذلك "قد يكون الأكراد يطلقون سراح البعض لإجبارنا على التدخل".

لكن ليل الاثنين، دان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بشدّة الهجوم العسكري "غير المقبول" الذي تشنّه تركيا في شمال شرق سوريا، معتبراً أنه أسفر عن "إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين" المنتمين إلى "داعش".

وفي المقال، انتقد إردوغان الدول الغربية التي "تحاضر على تركيا اليوم بشأن فائدة محاربة التنظيم بعدما فشلت في منع تدفق المقاتلين الأجانب في 2014 و2015".

وذكر على سبيل المثال مواطن من دولة أوروبية لم يسمها وصل إلى اسطنبول في 2014 حاملاً "ذخيرة ضمن أمتعته التي (من المفترض أنه) تم فحصها" في البلد الذي قدم منه. 

وهاجم كذلك فرنسا على خلفية قرارها تعليق بيع أسلحة لتركيا قد تستخدم في إطار الهجوم على سوريا.

وقال "حظرت فرنسا بيع الأسلحة لتركيا، لكن لماذا تجاهلت تحذيراتنا المتكررة من هجمات إرهابية وشيكة" على أراضيها؟.

وأعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدّد حلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الإثنين على "الضرورة المطلقة" لمنع عودة "داعش" إلى الواجهة بعد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا وانسحاب القوات الأميركية من المنطقة.

المملكة + أ ف ب + رويترز