قال جلالة الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، إنه "قلق للغاية" من تصريحات حول ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة، مضيفا أن هذا سيؤثر مباشرة على العلاقات بين إسرائيل والأردن.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ألمانيا أن "هذا لا يساعد على خلق مناخ لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الجلوس سوية" كما أن خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين إسرائيل ومصر.

"أعتقد أن التصريحات كارثية لأي محاولة للمضي قدما في حل الدولتين" حسبما قال الملك في رده على أسئلة صحفيين، مضيفا أن الأردن ينظر إلى هذه المسألة "ببالغ القلق".

وقال الملك إن "مسؤولية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس نتشرف بحملها نيابة عن المسلمين والمسيحيين، ولكن للجميع في العالم دور في الحفاظ على القدس، فضمان مستقبل هذه المدينة المقدسة واجب ديني وتاريخي على العالمين الإسلامي والمسيحي"، معربا عن شكره لألمانيا على "دورها في الانخراط بشكل إيجابي في هذه القضية".

وبما يخص الهجمات على أرامكو، قال الملك: "نعمل جميعا ضمن المجتمع الدولي لنزع فتيل الأزمة" محذرا من تبعات الأزمة على المنطقة.

"من المنظور الأردني، دعمنا الكامل للمملكة العربية السعودية. ونأمل أن نتخطى ذلك النزاع بأسرع ما يمكن" وفقا للملك.

وأضاف: "أمن واستقرار السعودية أمر مهم جدا لنا في الأردن وللجميع".

وفي رده على سؤال لـ" المملكة"، قال الملك، إن الأردن يعمل مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على برنامج مالي قوي، وأضاف أن برنامج الإصلاح المالي يسير بشكل "جيد جدا".

وقال إن برنامج الأردن للإصلاح الاقتصادي الذي يستمر لـ 5 سنوات،  يبني على مكامن القوة في الأردن.

وأشاد الملك بشباب الأردن المؤهلين، إضافة إلى قطاعات السياحة وتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة والرعاية الصحية.

وأشار إلى أن أن 27 شركة ناشئة أردنية كانت ضمن أفضل 100 شركة ناشئة في المنطقة، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
 
وبين الملك أن الحكومة ملتزمة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي ويجري العمل على تطوير الآلية خلال العام أو العامين المقبلين.

وقال الملك "لم يكن لهذه الجهود أن تنجح دون الدعم القوي من ألمانيا التي تساعدنا في هذا المجال"، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يوفره الاتحاد الأوروبي للأردن.

ميركل انتقدت إعلان نتنياهو الأسبوع الماضي أنه يعتزم ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، قائلة، إن ذلك يضر بالجهود الرامية للتفاوض على اتفاق سلام.

وقالت ميركل في المؤتمر الصحفي، إن "الحكومة الألمانية تساند حلا سلميا عبر المفاوضات الدولية في إطار حل الدولتين ... دائما ما تقوض (عمليات) الضم الحلول السلمية. هي غير مفيدة، وبالتالي نحن لا نوافق عليها".

وأكد الملك عمق العلاقات بين الأردن وألمانيا، وتقديره للدعم الذي تقدمه ألمانيا للأردن في مختلف المجالات وعلى تفهمهم للأعباء التي يتحملها الأردن جراء اللجوء السوري.

واستذكر الملك أن البلدين يحتفلان هذا العام بمرور 60 عاماً على التعاون بينهما، معربا عن التطلع للمزيد من التعاون بما يعود بالفائدة على البلدين.

وأضاف أن اللقاء شكل فرصة لتبادل وجهات النظر، وقال "نحن نتفق كالعادة في الرأي حول العديد من التحديات".

وتابع الملك "ناقشنا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو بالنسبة لنا ما يزال الصراع المحوري في المنطقة، ونحن قلقون بشأن أي تصعيدات قد تحول دون إطلاق المفاوضات بين الجانبين وتزيد من الأعباء التي نواجهها في المستقبل. لذا نأمل أن المنطق سيسود، ولدى الأردن وألمانيا نظرة مشتركة إلى المستقبل".

ورحبت ميركل بالملك، وقالت "التقينا آخر مرة في أسيزي في حفل تسليم جائزة مصباح السلام. كما كنت في ضيافة جلالة الملك العام الماضي برفقة وفد من قادة الأعمال وتحدثنا بالطبع عن العلاقات الثنائية".

وأضافت "ألمانيا مستمرة بالعمل مع الأردن ولدينا فكرة واضحة عن التحديات التي تواجهه، خاصة العبء الإنساني الكبير والمسؤولية التي يتحملها الأردن".

وتابعت المستشارة ميركل "دعونا لا ننسى استضافتهم لأعداد كبيرة من اللاجئين بسبب النزاعات في المنطقة وأعداد هائلة من اللاجئين السوريين"، مؤكدة أن "الأردن يقوم بدور مثالي وكبير في منطقة مليئة بالنزاعات".

ولفتت إلى أن المباحثات تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة التزام ألمانيا الواضح بحل الدولتين.

وأضافت أنه رغم صعوبة ظروف العمل والوضع العام، يجب ألا نتوقف عن السعي نحو هدفنا، فهو مهم، ليس فقط لشعوب المنطقة فحسب بل لاستقرار المنطقة بأكملها.

وقالت "تحدثنا أيضا عن الأوضاع في سوريا، ونتشارك في رؤيتنا في الحاجة بشكل أساسي إلى عملية سياسية. ويبدو أننا كنا على مقربة من تشكيل لجنة دستورية تحت إشراف الأمم المتحدة، ويجب إطلاق عملية سياسية تهيئ البيئة المناسبة للعودة المحتملة للاجئين من دول المنطقة مثل لبنان والأردن وأيضا تركيا. هذا أمر مهم جدا لتلك الدول".

وبالنسبة للملف الإيراني، بينت أن وجهة النظر الأوروبية تتمثل في أن خطة العمل الشاملة المشتركة قد تكون نقطة أساسية علينا العودة إليها، ولكن هناك أعباء إضافية تسببها إيران كبرنامج الصواريخ البالستية والنشاط الإيراني في سوريا وانخراطها عسكريا هناك وعلينا بالطبع مناقشة عدد من الأمور الأخرى.

وقالت "نحن ندعم العملية الدبلوماسية ونسعى لدفعها قدما، ولكن في الأيام الماضية زادت التوترات في المنطقة مرة أخرى، ولذلك نحن نقف بحزم إلى جانب التهدئة ووقف التصعيد، فالحلول المستدامة لا يمكن الوصول إليها سوى عبر السبل السياسية".

وقالت سنواصل التعاون الوثيق مع الأردن في مختلف المجالات.

وردا على سؤال، أكدت المستشارة الإلمانية ضرورة التوصل لحل تفاوضي للأزمة في اليمن، معتبرة أن الوضع الحالي صعب ولكن يجب أن نستمر في محاولة إيجاد حل.

وجرى، خلال المباحثات الثنائية والموسعة التي تخللها غداء عمل بحضور عدد من المسؤولين في البلدين، التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتطورات الراهنة إقليميا ودوليا، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وركزت المباحثات على عملية السلام، حيث أكد الملك ضرورة تكاتف الجهود الدولية إزاء رفض كل الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وتناولت أيضا الأزمة السورية، حيث أكد ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، بما يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا ويضمن عودة آمنة للاجئين.

من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع أزمات المنطقة ومساعيه من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار فيها.

وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، والسفير الأردني في برلين، وعدد من المسؤولين الألمانيين.

لقاء رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية

الملك اجتمع في قصر بيليفو الرئاسي في العاصمة برلين، الثلاثاء، مع رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، حيث تم استعراض العلاقات بين البلدين، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة.

وجرى خلال الاجتماع، التأكيد على متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الأردنية الألمانية، كما تناول الاجتماع مجمل قضايا المنطقة، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات فيها.

الملك أعرب عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه ألمانيا في العديد من المشاريع التنموية.

الاجتماع أكد مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تحقيق السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد الملك أهمية تكاتف الجهود الدولية لرفض كل الإجراءات أحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

من جانبه، أكد الرئيس الألماني أهمية دور الأردن، بقيادة الملك، في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتا النظر إلى الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة في تحمل أعباء اللاجئين.

ومن ثم يتوجه الملك إلى نيويورك، حيث يترأس الوفد المشارك في اجتماعات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

المملكة