وعدت الألمانية أورسولا فون دير لايين التي تأمل بأن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوروبية، الثلاثاء النواب الأوروبيين بجعل المناخ أحد أهم أولويات ولايتها في حال انتخبت في هذا المنصب.

وبعد أسبوعين على ترشيحها لتولي رئاسة المفوضية الأوروبية، تواجه الألمانية أورسولا فون دير لايين تصويت النواب الأوروبيين، الذين سيقررون الثلاثاء ما إذا كانت وزيرة الدفاع الألمانية ستصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.

وموقف النواب الأوروبيين المشككين في تعيينها يمكن أن يكون حاسما، فقد يرجحون كفة تثبيتها في هذا المنصب، لكن حجم التأييد قد يكون محرجا لرئيسة المفوضية المقبلة.

وأبدت استعدادها لإرجاء جديد لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي المحدد حاليا في 31 تشرين الاول/اكتوبر، إذا لزم الأمر. ولاقى هذا التصريح صيحات استهجان من قبل النواب الاوروبيين البريطانيين المؤيدين لبريكست.

ووعدت أيضا بالتوصل الى حق لجوء أوروبي، والاعتراف بحق المبادرة للبرلمان الاوروبي واتفاقية حول مستقبل أوروبا ونظام ضمان أوروبي للعاطلين عن العمل لمساعدة الدول التي تشهد أزمات.

رغم أن النواب الحاضرين صفقوا بحرارة لوزيرة الدفاع الالمانية الحالية (60 عاما) عند انتهاء خطابها، إلا ان انتخابها لا يزال غير مؤكد.

ولخلافة جان كلون يونكر (لوكسمبورغ) لولاية من 5 سنوات، على فون دير لايين المقربة من المستشارة أنجيلا ميركل الحصول على الغالبية المطلقة في البرلمان أي 374 صوتا. والسؤال يبقى ما إذا ستتمكن من جمع الأصوات في معسكر المؤيدين لأوروبا بدون أن تحتاج إلى دعم المشككين في أوروبا.

وسيبدأ التصويت في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عند الساعة 16:00 ت غ، وستعلن النتيجة حوالي الساعة 20:00 ت غ. وقبل ذلك ستحاول أورسولا فون دير لايين (60 عاما) إقناع النواب المترددين خلال نقاش يستمر أكثر من 3 ساعات ابتداءً من الساعة 9:00 ت غ.

وإذا حصلت فون دير لايين على الغالبية المطلقة، فإنها ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوروبية لتتمثل ألمانيا أيضا للمرة الأولى منذ 52 عاما.

وفي حال فشلت في الحصول على الغالبية المطلقة فإنها لن تحظى بفرصة ثانية. وسيكون أمام المجلس الأوروبي حينئذ مهلة شهر لتقديم مرشح جديد يتم التصويت على تعيينه في البرلمان في أيلول/سبتمبر. وذلك من شأنه أن يغرق الاتحاد الأوروبي أكثر في أزمة مؤسساتية في حين أن مسألة بريكست لم تغلق بعد.

اقتراع سري

مثل هذا المشهد لم يحصل أبدا حتى الآن. لكن تم في العام 2009 إرجاء التصويت إلى أيلول/سبتمبر لإفساح المجال أمام البرتغالي جوزيه مانويل باروزو لإقناع النواب الأوروبيين بالتمديد له في منصبه.

وكتبت أورسولا فون دير لايين بعد ظهر الاثنين على تويتر "مهما حصل، سأستقيل من منصبي كوزيرة للدفاع الأربعاء لكي أخدم أوروبا بكل قواي".

وسيجري التصويت باقتراع سري؛ مما يتيح للنواب مخالفة تعليمات كتلهم السياسية في البرلمان.

وتوقع مصدر أوروبي أن يتم انتخاب فون دير لايين "بـ‘نعم‘ محدودة، وبأقل من الأصوات التي حصل عليها يونكر قبل 5 سنوات". وكان يونكر نال 422 صوتا مقابل 250.

عادت أورسولا فون دير لايين بعد ظهر الاثنين إلى ستراسبورغ للاجتماع مع التكتل اليميني الذي تنتمي إليه، ويعد القوة الرئيسية في البرلمان مع 182 نائبا،  لتجنب أي انشقاق. وحذر مسؤول من الكتلة من أن "أي امتناع عن التصويت أو غياب سيعتبر بمنزلة تصويت ضدها".

وشعر العديد من النواب الأوروبيين بالاستياء للطريقة التي تم فيها اختيار المرشحة. فبعد قمة من 3 أيام في بروكسل اختارها القادة الأوروبيون في الثاني من تموز/يوليو متجاهلين المرشحين الذين طرحهم البرلمان الأوروبي.

لكن الاشتراكيين (154 نائبا) والليبراليين الوسطيين (108 نواب) الحزب الذي ينتمي إليه مناصرو الرئيس إيمانويل ماكرون لم يحسموا أمرهم بعد.

ومن المفارقات أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك ميركل في الائتلاف الحكومي، هو الأكثر معارضة لفون دير لايين في معسكر الاشتراكيين-الديمقراطيين.

ولم تتولَ ألمانيا رئاسة المفوضية الأوروبية منذ 52 عاما، وعهد المنصب مرة واحدة لوولتر هالشتاين عند إحداثه بين 1958 و1967.

وحتى الآن لم تحسم الأمور. وسيتخذ الاشتراكيون كما الليبراليون-الوسطيون قرارهم النهائي بعد خطاب فون دير لايين (60 عاما) والأجوبة التي ستقدمها للبرلمان الثلاثاء؛ مما يفتح الباب أمام كل أنواع المشاورات.

ويريد الاشتراكيون أولا أن تعدهم فون دير لايين بمواصلة تطبيق سياسة الهولندي فرانس تيمرمانز حيال الدول التي تنتهك دولة القانون كالمجر وبولندا من خلال عدم احترام استقلالية القضاة. ويجب أن يبقى تيمرمانز أول نائب رئيس للمفوضية كما تعهدت فون دير لايين.

ويشدد الليبراليون-الوسطيون على أن يكون للدنماركية مارغريت فيستاغر مرشحتهم لرئاسة المفوضية الأوروبية المرتبة نفسها كتيمرمانز في المفوضية الجديدة.

في حين استبعد حزب الخضر (74 نائبا) واليمين المتطرف (41 نائبا) التصويت لفون دير لايين لم يحسم المشككون في أوروبا بعد أمرهم.

وبين هؤلاء المحافظون والإصلاحيون (62 نائبا) الذين وعدوا بأنهم سيكونون "واقعيين" في قرارهم.

واستبعد تكتل "الهوية والديمقراطية" من اليمين المتطرف الذي يضم 73 نائبا بينهم 28 من الرابطة الإيطالية، و 22 من التجمع الوطني، و 11 من البديل لألمانيا، التصويت لمصلحتها.

أ ف ب