أعلن الحوثيون في اليمن تعيين "سفير للجمهورية اليمنية" في طهران، في خطوة اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أنها تشكّل "انتهاكا سافراً" للقوانين الدولية.

ولم يصدر عن طهران أي إعلان رسمي بشأن مسألة القبول بوجود "سفير" على أراضيها يمثّل سلطة الحوثيين غير المعترف بها.

ونقلت قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الجماعة عن بيان "صدور قرار جمهوري بتعيين إبراهيم محمد محمد الديلمي سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية اليمنية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قطع العلاقات مع إيران في تشرين الأول/اكتوبر 2015، وأمر باغلاق السفارة في عاصمة الجمهورية الإسلامية، بعدما اتّهم طهران بدعم الحوثيين عسكريا.

وتنفي إيران هذا الاتهام، لكنّها تؤكد أنّها تؤيد الحوثيين سياسيا.

واستنكرت الحكومة اليمنية المعترف بها إعلان الحوثيين.

وكتبت في تغريدة أنّها "تعتبر الإعلان عن إقامة تبادل دبلوماسي بين نظام طهران ومليشيات الحوثي انتهاكا سافراً للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية".

ورأت أن "ذلك لم يكن مفاجئا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقى الدعم من تحت الطاولة إلى العلن".

وجاء الإعلان عن تعيين "سفير" في طهران بعدما عقد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئني، مباحثات مع المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام الثلاثاء الماضي في طهران.

وجدّد خامئني دعمه للحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومساحات واسعة من شمال البلاد، واتهم خصوم طهران "بالتآمر" لتقسيم اليمن أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.

وقال في بيان صدر عقب المباحثات "أعلن دعمي للمجاهدين في اليمن"، واتهم "السعودية والإمارات وأنصارهم بارتكاب جرائم كبرى في اليمن".

ويشهد اليمن منذ  2014 نزاعاً بين الحوثيين والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وقد تصاعدت حدّة هذا النزاع مع تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية، في آذار/مارس 2015 دعمًا للحكومة.

وتسبّب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.

ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم" حالياً.

المملكة + أ ف ب