أعلن "تنظيم الدولة" الإرهابي، المعروف بـ "داعش"، مسؤوليته الأحد عن هجوم انتحاري استهدف حفل زفاف في العاصمة الأفغانية كابول السبت، أسفر عن مقتل 63 شخصا؛مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها هذا البلد حتى إذا وافقت حركة طالبان على اتفاق مع الولايات المتحدة.

وجاء الهجوم في الوقت الذي تحاول فيه حركة طالبان والولايات المتحدة التفاوض بشأن اتفاق لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان مقابل التزام طالبان بمحادثات أمنية وسلام مع الحكومة المدعومة من واشنطن.

وتنظيم "داعش" ليس طرفا في هذه المحادثات. وكان قد ظهر لأول مرة في أفغانستان عام 2014، ومنذ ذلك الحين نفذ عمليات في شرق البلاد وشمالها. ويقاتل التنظيم الإرهابي الحكومة والقوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وطالبان.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم السبت في بيان عبر تطبيق "تليغرام"، قائلا، إن منفذ التفجير، ويدعى أبو عاصم الباكستاني "تمكن ... من الوصول لتجمع كبير من الرافضة المشركين ... وحينما توسط جموعهم فجر سترته الناسفة، وبعد قدوم عناصر الأمن الأفغاني للمكان فجر ... سيارة مفخخة مركونة، مما أدى إلى هلاك وإصابة 400 من الرافضة المشركين وقوات الأمن الأفغانية المرتدين".

ونفت حركة طالبان مسؤوليتها وأدانت التفجير الذي وقع في قاعة زفاف مكتظة في غرب كابول في حي يقطنه شيعة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي الأحد، إن أكثر من 180 شخصا أصيبوا، وإن نساء وأطفالا كانوا ضمن الضحايا. وتدفقت أسر وأقارب على مقابر كابول لدفن ذويهم.

أدان الأردن، الأحد، تفجيرا "إرهابيا استهدف حفل زفاف في العاصمة الأفغانية كابول"، أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة آخرين.

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سفيان القضاة، جدّد تضامن الأردن مع الحكومة والشعب الأفغاني في "مواجهة الإرهاب والعنف الأعمى الذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار أفغانستان".  

وعبر عن تعازيه ومواساته بالضحايا وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، مؤكدا موقف الأردن الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق وأيا كان مصدره ومنطلقاته.

وجاء التفجير بعد هجوم على مسجد في باكستان يوم الجمعة أدى إلى مقتل شقيق زعيم طالبان هيبة الله أخونزاده. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا التفجير الذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 20.

وأظهرت صور على وسائل تواصل اجتماعي من موقع الانفجار في كابول جثثا متناثرة في قاعة الزفاف.

ونجا العروسان من الانفجار وقال العريس لقناة طلوع نيوز "لن أنسى ذلك أبدا مهما حاولت" وأضاف أن أحد أبناء عمومته وبعض أصدقائه من بين القتلى.

وقال "لا يمكنني أن أذهب لتشييع الجثامين ... أشعر بضعف بالغ ... أعلم أن تلك لن تكون آخر معاناة للأفغان ... ستستمر المعاناة".

وأبلغ والد العروس قناة طلوع نيوز بأن 14 من أفراد عائلته قتلوا.

سفك دماء ومحادثات

وأصبحت قاعات الزفاف من المشروعات الكبيرة في كابول مع بدء الاقتصاد الأفغاني في التعافي ببطء وإنفاق الأسر مبالغ أكبر على الاحتفالات. وتتراص العديد من القاعات الكبيرة المضاءة في بعض شوارع المدينة وسبق أن استهدفها مفجرون.

وقتل 40 شخصا على الأقل في انفجار بقاعة زفاف في كابول في تشرين الثاني/نوفمبر.

وتشهد أفغانستان نشاطا أيضا لمتشددي "داعش" الإرهابي الذين شنوا من قبل هجمات دامية في مدن وبلدات استهدف بعضها الأقلية الشيعية.

ولم يهدأ القتال والتفجيرات في البلاد على مدى الأشهر القليلة الماضية على الرغم من عقد محادثات بين طالبان والولايات المتحدة منذ أواخر العام الماضي.

وقالت الشرطة إن 11 مدنيا قتلوا الأحد عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب الطريق في سيارة "فان" تقلهم في إقليم بلخ شمال البلاد.

وتقاتل طالبان لطرد القوات الأجنبية وإعادة تأسيس دولة إسلامية في البلاد منذ الإطاحة بحكومة الحركة من السلطة في تشرين الأول/أكتوبر 2001 بعد أسابيع من هجمات 11 أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.

وقال مفاوضون أميركيون ومن طالبان إنهم تمكنوا من إحراز تقدم بعد 8 جولات من المحادثات عقدت منذ أواخر العام الماضي.

لكن بعض الأفغان يساورهم الشك حيال تلك الجهود وسط انتشار العنف.

ولم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في الانسحاب من أفغانستان وإنهاء أطول حرب شاركت فيها بلاده. وأطلعه كبار مستشاريه الجمعة على تطورات سير المفاوضات.

ولم تشارك الحكومة الأفغانية في المحادثات بسبب رفض حركة طالبان التعامل معها إذ تعتبرها مجرد دمية في يد الولايات المتحدة.

لكن هناك مخاوف عميقة بين المسؤولين الأفغان والمعاونين بمجلس الأمن القومي الأميركي إزاء المفاوضات، إذ يخشون من أن أفغانستان قد تنغمس في حرب أهلية جديدة تشهد عودة حكم طالبان وتمنح المتشددين ملاذا.

المملكة + رويترز + أ ف ب