خفض مستوى الإنذار بسبب الأحوال الجوية بشكل طفيف السبت، في مدينة البندقية التي لا تزال غارقة تحت المياه ما أرغم السلطات على إعلان حالة الطوارئ غداة ارتفاع جديد لمستوى المياه والرياح العنيفة.

وخفض مستوى الإنذار من "أحمر" إلى "برتقالي" السبت حتى وإن لم يستبعد خطر ارتفاع مستوى المياه وهبوب رياح عنيفة. والجمعة ارتفع مستوى المياه إلى 1.54 متر ما أدى إلى اغلاق ساحة سان ماركو الشهيرة لساعات.

وشهدت البندقية مساء الثلاثاء، أسوأ ارتفاع لمنسوب المياه خلال 53 عاما (1.87 متر) هو ثاني ارتفاع تاريخي بعدما وصل مستوى المياه عام 1966 إلى 1.94 متر.

وغمرت المياه الكنائس والمحال التجارية والمتاحف والفنادق في المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي.

وكانت معظم أجهزة الصراف الآلي معطلة السبت في المدينة.

وأوعز رئيس البلدية لويجي برونيارو الجمعة بإغلاق ساحة سان ماركو التاريخية في وقت ارتفع مستوى مياه البحر واجتاحت الرياح القوية والعواصف الماطرة المنطقة.

ووصف ارتفاع مستوى المياه إلى 1.54 متر قبيل منتصف ظهر الجمعة، وهو مستوى خطير لكنه أدنى من الذروة التي سجلت الثلاثاء.

وقال برونيارو "إني مضطر لإغلاق الساحة لتجنب مخاطر صحية على المواطنين (...) كارثة".

وأعيد فتح الساحة بعد الظهر مع انحسار مستوى المياه.

غير أن سلطات الحماية المدنية أصدرت "إنذار أحمر" للطقس في منطقة البندقية السبت، محذرة من عواصف عنيفة.

وقال برونيارو "دمرنا البندقية، نتحدث عن أضرار بنحو مليار يورو".

والأزمة الناجمة عن رداءة الطقس دفعت الحكومة لتخصيص 20 مليون يورو (22 مليون دولار) من الأموال للتصدي للكارثة.

وقال السائح المكسيكي اوسكار كالزادا (19 عاما) لوكالة فرانس برس الجمعة "رؤية هذا الامر تبعث على الصدمة، أن تصل المياه لمستوى الركبة".

وحذر وزير الثقافة داريو فرانشيسكيني خلال تفقد الأضرار من أن أعمال ترميم المدينة ستكون ضخمة. وقال إن أكثر من 50 كنيسة تعرضت لأضرار.

وأضاف الوزير "رؤية هذه الأماكن بشكل مباشر يعطي صورة عن كارثة أكبر بكثير مما تظهره المشاهد التلفزيونية".

إلغاء حجوزات فنادق

أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الخميس حالة الطوارئ في المدينة.

وسيحصل الأهالي الذين تضررت منازلهم على ما يصل إلى خمسة آلاف يورو على شكل مساعدة حكومية فورية، فيما يمكن أن يحصل أصحاب المطاعم والمحال على ما يصل إلى 20 ألف يورو، مع امكان طلب المزيد لاحقا.

وأعلن رئيس البلدية الجمعة فتح حساب مصرفي للراغبين في المساهمة في أعمال الترميم من إيطاليا وخارجها.

واكدت الإيطالية نيكول ريغيتي إنها مستعدة للمساهمة.

وقالت "من المعيب ألا نتمكن من مشاهدة هذه الأماكن، وأعتقد أن على الجميع المساهمة".

ورغم أن بعض أهالي البندقية تعودوا ارتفاع مستوى المياه في مدينتهم، فانهم عبروا عن استيائهم.

وقال لوتشانو الذي يعمل في متجر في ساحة سان ماركو "كل المخزون في الطابق السفلي دمر".

وتابع أن "الارتفاع المتكرر جدا للمياه لم يحصل من قبل (...) هذه المرة وقعت أضرار أكثر بكثير من السابق".

وأفادت بعض الفنادق عن إلغاء حجوزات حتى في كانون الأول/ديسمبر، في أعقاب انتشار الصور عن غرق البندقية.

إنذار من الاحتباس الحراري

تسبب ارتفاع مستوى المياه الثلاثاء، مع الرياح الشديدة والأمطار، بإغراق قرابة 80% من المدينة، وفق مسؤولين.

والقى عدد كبير من الأشخاص بينهم رئيس البلدية باللائمة على الاحتباس الحراري وحذروا من أن إيطاليا -- البلد المعرض لكوارث طبيعية -- يجب أن تتنبه للأخطار التي تتسبب بها فصول أكثر تقلبا.

والبندقية الملقبة "المدينة العائمة" لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألفا، لكنها تستقبل كل عام 36 مليون سائح.

ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى "حماية المدينة" قيد التنفيذ منذ 2003، وقد تأخر بسبب أعطال وتحقيقات بشأن الفساد.

ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع مياه البحر الأدرياتيكي لثلاثة أمتار. لكن محاولة أجريت مؤخرا لاختبار أجزاء من الحاجز أحدثت ارتجاجات أثارت قلقا، فيما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه.

أ ف ب