تدرس هيئة الطاقة الذرية الأردنية بناء مفاعلات نووية نمطية صغيرة بطاقة 100 ميغاواط، لاستخدامها في تحلية المياه وتوليد الكهرباء أو إنتاج الهيدروجين، بحسب ما قال رئيس الهيئة خالد طوقان.

جاء ذلك خلال زيارة لجنة الطاقة والثروة المعدنية في مجلس النواب، المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب الذي يقع داخل جامعة العلوم والتكنولوجيا.

وقال طوقان إن هيئة الطاقة الذرية "تعكف حاليا على إجراء دراسات جدوى اقتصادية لبناء المفاعلات النووية النمطية الصغيرة بطاقة 100 ميغاواط، لاستخدامها في تحلية المياه وتوليد الكهرباء أو إنتاج الهيدروجين. هذا النوع من المفاعلات هو من الجيل الرابع المتطور الذي يتمتع بخصائص سلامة عالية، وحجم استثمار مالي منخفض نسبيا، مقارنة بالمفاعلات الكبيرة التي تبلغ طاقتها 1000 ميغاواط".

وأضاف أن "دراسات استكشافية أثبتت وجود 42 ألف طن من الكعكة الصفراء من أوكسيد اليورانيوم في وسط الأردن".

طوقان أوضح أن المفاعل البحثي "متطور جدا ومتعدد الأغراض، وتوجد فيه أنظمة سلامة متطورة، حيث يستخدم لإنتاج نظائر طبية مشعة ولأغراض صناعية أخرى عن طريق تشعيع بلورات السليكون ... هيئة الطاقة الذرية ستتوسع مستقبلا ببناء خطوط حزم نيوترونية لإجراء بحوث نووية متقدمة".

"المفاعل سهل على القطاع الصحي الأردني توفير نظائر مشعة لاستخدامات طبية كانت تستورد من الخارج، وتتناقص الاستفادة منها بسبب اضمحلال نشاطها الإشعاعي مع الوقت، نتيجة إجراءات روتينية وجمركية"، بحسب المسؤول.

وأفاد أن مجموعة من الفرق الأردنية "تمكنت من استخلاص كميات مخبرية وتجريبية وصلت إلى كيلو غرام من الكعكة الصفراء، بعد أن تمت معالجة 8 أطنان من الخام المستخرج من منطقة وسط الأردن".

وأكد أن 120 مليون دينار استثمرت في هذا المجمع النووي، دفعت الخزينة الأردنية منها 56 مليون دينار، والباقي تم استكماله من قرض ميسر من كوريا الجنوبية على مدى 30 عاما، على أن يبدأ تسديدها بعد 10 سنوات، بفائدة 0.02%.

"المفاعل هو الوحيد من نوعه في دول المشرق العربي"، وفق طوقان الذي قال: "المجمع يحتوي مفاعلا نوويا ومركزا تدريبيا وتعليميا ووحدات لتصنيع وإنتاج نظائر طبية مشعة، تضم 11 خلية ساخنة ومرفقا خاصا لمعالجة النفايات المشعة المنخفضة والمتوسطة الإشعاعية".

رئيس لجنة الطاقة النيابية حسين القيسي، أكد "ضرورة تراجع الحكومة عن القرار الذي تنوي اتخاذه بشأن دمج هيئة الطاقة الذرية مع هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، لانعكاسه سلبا على المشروع النووي الأردني السلمي".

وأضاف أن المفاعل مشروع وطني واستراتيجي يخدم كل القطاعات العلمية والبحثية والتدريبية، ويساعد في بناء القدرات الوطنية، ويعزز البنية التحتية في مجال التكنولوجيا النووية.

والمفاعل النووي الأردني يعمل بطاقة 5 ميغاواط، ويديره ويعمل على تشغيله 120 من الفرق الأردنية المدربة والمؤهلة، إضافة إلى تأمين حراسته كمرفق نووي حساس والتي تقوم بها سرية من قوات الدرك.

بترا