انتزع الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول إنجازاً تاريخياً من بين يدي السويسري روجيه فيدرر الثاني، وذلك بإنقاذه نقطتين كانتا كفيلتين بجعل الأخير أكبر لاعب يتوج بطلا لإحدى البطولات الكبرى، محتفظا بلقب بطولة ويمبلدون الأحد بعد مباراة نهائية كانت الأطول في تاريخ البطولة الإنجليزية.

وحسم ديوكوفيتش نهائي ثالثة البطولات الأربع الكبرى في 4 ساعات و55 دقيقة بنتيجة 7-6 (7-5) و1-6 و7-6 (7-4) و4-6 و13-12 (7-3)، رافعا رصيده الى 5 ألقاب في البطولة الإنجليزية و16 في الغراند سلام.

وأصبح الصربي البالغ 32 عاما أول بطل يحتفظ بلقب البطولة الإنجليزية منذ عام 2015، حين حقق هو نفسه هذا الأمر بفوزه في النهائي على فيدرر بالذات للعام الثاني تواليا، حارما الأخير من تعزيز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين تتويجا في ويمبلدون (8) والغراند سلام (20) على السواء.

وبعد أن أصبح خلال النسخة الحالية من ويمبلدون أول لاعب أو لاعبة يحقق الفوز في 350 مباراة أو أكثر (353) في الغراند سلام وأول من يحقق 100 فوز أو أكثر (101) في البطولة الإنجليزية أو أي من البطولات الكبرى، كان فيدرر الذي يحتفل في 8 آب/أغسطس بميلاده الـ38، يمني النفس بتخطي رقم الأسترالي كين روزوول كأكبر بطل في تاريخ الغراند سلام (كان يبلغ 37 عاما و62 يوما حين توج عام 1972 ببطولة أستراليا)، لكنه سقط أمام ديوكوفيتش للمرة الخامسة تواليا والـ26 من أصل 48 مواجهة بينهما.

النهائي الأطول في تاريخ البطولة

وكان نهائي الأحد تاريخيا، ليس لأنه أصبح الأطول في تاريخ البطولة الإنجليزية وحسب بعدما استغرق 4 ساعات و55 دقيقة، متفوقا على نهائي 2008 الذي فاز به نادال على فيدرر بالذات في 4 ساعات و48 دقيقة، بل لأنه حسم في المجموعة الخامسة بشوط فاصل بعد 24 شوطا (12-12) للمرة الأولى على الإطلاق.

وصنف ديوكوفيتش لقاء الأحد بأنه "إذا لم يكن النهائي الأكثر إثارة في مسيرتي، فهو بالتأكيد بين أفضل اثنين أو ثلاثة في مسيرتي ضد أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، بشخص روجر الذي أحترمه"، مضيفا "للأسف، في هذا النوع من المباريات، على أحد أن يخسر".

وكاد أن يكون الصربي اللاعب الخاسر من هذه المواجهة حين كان فيدرر متقدما 8-7 والإرسال بحوزته لحسم اللقاء واللقب، لكنه فرط بفرصتين لإنهاء المواجهة وسمح لديوكوفيتش بادراك التعادل 8-8 على إرسال السويسري.

وتطرق ديوكوفيتش الى هذه النقطة بالقول "إنه أمر لا يصدق أن تكون على بعد نقطتين من خسارة المباراة وأن تعود. وغريب أن تلعب شوطا فاصلا والنتيجة 12-12"، كاشفا بأن الفوز بلقب ويمبلدون كان بمثابة الحلم له منذ الصغر.

وأوضح بأنه "عندما كنت طفلا بعمر الرابعة أو الخامسة وأنا أحلم بأن أصبح لاعب كرة مضرب، هذه كانت البطولة (الحلم) بالنسبة لي. كنت أصنع كؤوسا من مواد مختلفة في غرفتي. أن أكون هنا لأتشارك ذلك مع والدي، إبني، وفريقي، فهذا أمر مميز جدا".

وبعد أن حسم كل من اللاعبين الشوط على ارساله بسهولة في الثلاثة الأولى، حصل فيدرر على فرصة كسر ارسال الصربي في الشوط الرابع لكن الأخير أنقذ الوضع، ليبقى التعادل سيد الموقف دون أي فرصة أخرى لأي منهما لكسر ارسال الآخر، فاحتكما الى شوط فاصل تسيده التعادل ايضا حتى حسمه ديوكوفيتش حين انتزع النقطة الثانية عشرة على إرسال منافسه السويسري، منهيا المجموعة في أقل من ساعة بقليل.

وجاء رد فيدرر قاسيا في المجموعة الثانية حيث فاز بالشوط الأول على إرسال ديوكوفيتش الذي تنازل ايضا عن ارساله في الشوط الثالث، وكان ذلك كافيا للسويسري للسير بالمجموعة الى بر الأمان بتقدمه 4-صفر، ثم كسر إرسال حامل اللقب للمرة الثالثة في الشوط السابع، ليحسم المجموعة 6-1 في 25 دقيقة فقط.

وبدا فيدرر أكثر تحكما بمجريات المواجهة بعد خسارة المجموعة الأولى بالشوط الفاصل، إذ واصل تألقه على إرساله دون أن يمنح ديوكوفيتش ولو فرصة واحدة لانتزاع شوط منه منذ بداية اللقاء لكن الأخير كان متمكنا بدوره من إرساله في هذه المجموعة، ما جعل التعادل سيد الموقف، ليحتكم اللاعبان مجددا الى شوط فاصل كانت فيه الأفضلية للصربي الذي انتزع نقطتين على إرسال منافسه وتقدم 4-1.

لكن فيدرر لم يستسلم وقلص الفارق 4-5 إلا أن ديوكوفيتش حافظ على رباطة جأشه وحسمه 7-4، والمجموعة في 52 دقيقة.

فيدرر يفرط باللقب

ولم يتغير الوضع في المجموعة الثالثة، حيث فرض كل لاعب نفسه على إرساله دون تهديد من المنافس، حتى الشوط الخامس حين حصل فيدرر على فرصتين لكسر إرسال منافسه ونجح في ترجمة الأولى، ليتقدم 3-2 و4-2، ثم كرر الأمر في الشوط السابع وتقدم 5-2، لكن ديوكوفيتش لم يلق السلاح ونجح للمرة الأولى في انتزاع شوط على إرسال السويسري، مقلصا الفارق 3-5 ثم 4-5، إلا أنه خسر المجموعة في نهاية المطاف 4-6 في 40 دقيقة.

واحتكم اللاعبان الى مجموعة خامسة حاسمة حصل فيها ديوكوفيتش على فرصة تحقيق الفارق في الشوط الرابع حين سنحت له ثلاث فرص لكسر إرسال السويسري، لكنه لم يترجمها ثم حصل على فرصتين ايضا في الشوط السادس إلا أنه نجح هذه المرة في ترجمة الثانية وكسر إرسال فيدرر للمرة الثانية فقط في اللقاء ليتقدم 4-2.

لكن السويسري رد مباشرة في الشوط التالي وانتزعه على ارسال ديوكوفيتش الذي ارتكب خطأ مزدوجا قاتلا، منح منافسه فرصة أولى لم يستثمرها الأخير لكنه أفاد من فرصة ثانية على أكمل وجه وقلص الفارق 3-4 ثم حصل على فرصة خلق الفارق في الشوط الخامس عشر من خلال كسر إرسال الصربي، وترجمها بنجاح متقدما 8-7 والإرسال بحوزته لحسم اللقاء واللقب لكن فرط بفرصتين لإنهاء المواجهة وسمح لديوكوفيتش بادراك التعادل 8-8 على إرساله بعد فوزه بأربع نقاط متتالية.

ثم تقدم ديوكوفيتش 9-8 و10-9 و11-10، قبل أن يحصل فيدرر على فرصتين لانتزاع الشوط الثاني والعشرين والنتيجة 11-11 على إرسال منافسه دون أن يستفيد منهما، ليصل اللاعبان الى التعادل 12-12، فاحتكما لشوط فاصل تاريخي سقط الأسطورة السويسرية في نهايته.

وأقر فيدرر بعد اللقاء أنه "سيحاول نسيان ما حصل لكنها كانت مباراة رائعة. كانت طويلة وتضمنت كل شيء ... لعبنا كرة مضرب رائعة. أنا سعيد بأدائي وتهانينا لنوفاك. ما حصل كان جنونيا"، آملا "أن يعطي ذلك لأشخاص آخرين في السابعة والثلاثين من عمرهم الشعور بأن الأمور لم تنته بعد...".

أ ف ب