أمرت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي الخميس، اللجنة القضائية في المجلس بصياغة لوائح الاتهام بحق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت إن إساءة استغلاله للسلطة لتحقيق منافع سياسية "لا يترك لنا خياراً سوى التحرك".

وبطلب بيلوسي من رئيس اللجنة القضائية في المجلس جيري نادلر صياغة الاتهامات، فقد أصبح من شبه المؤكد إنطلاق عملية رسمية لعزل الرئيس الـ 45 من منصبه. 

وقد عبر غالبية أعضاء مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون عن نيتهم دعم هذه العملية، الأمر الذي يرجح أن يصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحاكم بهدف عزله. 

وصرحت في بيان تلفزيوني مقتضب "للأسف ولكن بكل ثقة وتواضع، وبولاء لمؤسسي البلاد وبقلب مفعم بالحب لأميركا، أطلب اليوم من رئيس (اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر) المضي قدما في صياغة لوائح الاتهام" بهدف عزل الرئيس. 

وقالت: إن ترامب "أساء استخدام السلطة وقوض الأمن القومي وعرض للخطر نزاهة علاقاتنا .. لم يترك لنا الرئيس خيارا سوى التحرك". 

ولم تعلن بيلوسي عن التهم، إلا أن ترامب يمكن أن يواجه العزل في تهم الرشوة وإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس وإعاقة العدالة. 

ترامب "أساء استخدام السلطة"

أكدت بيلوسي أن الرئيس "أساء استخدام سلطته لتحقيق منافع سياسية على حساب أمننا القومي" عبر حجب مساعدات عسكرية عن أوكرانيا، ومنع عقد لقاء مع نظيره الأوكراني فولدويمير زيلينسكي في البيت الأبيض للضغط عليه لإجراء تحقيق بشأن منافسه السياسي جو بايدن. 

وأضافت: "إذا سمحنا للرئيس أن يكون فوق القانون، فإننا نعرض جمهوريتنا للخطر". 

وسارعت كبيرة المتحدثين باسم ترامب ستيفاني غريشام إلى الرد، وكتبت على تويتر "يجب أن يخجل الديمقراطيون من أنفسهم". 

وأضافت أنه عندما يطلق مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون إجراءات العزل، فإن ترامب يتطلع إلى "محكمة عادلة في مجلس الشيوخ" الذي يسيطر عليه الجمهوريون. 

كما رد ترامب بتأكيده أنه سينتصر. 

وكتب على تويتر "الجيد هو أن الجمهوريين موحدون الآن أكثر من أي وقت مضى. سننتصر". 

ويبني الديمقراطيون قضيتهم على أساس أنه ينبغي إقالة ترامب لمحاولته الاستفادة من اجتماع البيت الأبيض مع زيلينسكي والمساعدات العسكرية للضغط على أوكرانيا، لكي تفتح تحقيقا بشأن بايدن، منافس ترامب المحتمل في انتخابات الرئاسة 2020.

ودعم 3 خبراء دستوريون، جهود الديمقراطيين الرامية إلى عزل ترامب، معتبرين أن سعيه إلى دفع جهة خارجية إلى التدخل في الانتخابات الأميركية، يشكل أساسا صالحا لعزله، وذلك مع انطلاق المرحلة 2 من التحقيق في مجلس النواب.

وأضاف ترامب "الديمقراطيون اليساريون المتطرفون أعلنوا أنهم سيسعون إلى عزلي دون سبب". 

وأشار إلى أن "عملية العزل المهمة والتي نادرا ما تستخدم، ستستخدم بشكل روتيني لمهاجمة الرؤساء المستقبليين. هذا لم يكن في بال مؤسسي البلاد". 

ويصرّ الديمقراطيّون على إجراء تصويت على إطلاق إجراءات العزل قبل عطلة الميلاد التي تبدأ في 25 كانون الأول/ديسمبر.

وإذا صادق مجلس النواب، كما هو متوقّع، على إطلاق إجراءات العزل، سيحال الملف إلى مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، لإطلاق محاكمة في كانون الثاني/يناير.

أ ف ب