قالت مصادر في المعارضة السورية إن طائرات روسية قصفت في ساعة متأخرة الليلة بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب غرب سوريا في أول غطاء جوي توفره موسكو لهجوم موسع يشنه الجيش السوري لاستعادة تلك المنطقة الاستراتيجية المجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وقال مصدران لرويترز إن مركزين يتابعان تحركات الطائرات العسكرية سجلا ما لا يقل عن 20 هجوما على بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا.

الناشط الاعلامي محمد ابراهيم الموجود في بلدة بصر الحرير في شمال شرق درعا لوكالة فرانس برس "بدأت الضربات الروسية حوالى الساعة 22,30 (19,30 بتوقيت غرينتش) وتوقفت بعد منتصف الليل". 

وأوضح أنه لجأ مع سكان البلدة، عندما سمعوا هدير المقاتلات، إلى الطبقات السفلية والملاجئ، متحدثا عن ان دوي القصف استمر ساعتين. 

واستخدمت القوات الحكومية السورية المدفعية والصواريخ بشكل في هجوم بدأته الأسبوع الماضي، إلا أنها لم تستعن بالطائرات الحربية الروسية حتى الغارات الأخيرة، اذ كان دور الروس حاسما في استعادة مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

المعارضة السورية قالت إن واشنطن أبلغتهم ألا يتوقعوا تدخل الجيش الأمريكي للتصدي لهجوم الجيش السوري الذي تدعمه روسيا في جنوب البلاد.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع مهددا منطقة "لخفض التصعيد" اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن هناك "غارات روسية مكثفة على عدة بلدات في ريف درعا الشرقي، لأول مرة منذ وقف اطلاق النار في الجنوب السوري منذ عام. هناك أكثر من 25 غارة جوية". ولم يكن بوسع المرصد اعطاء حصيلة للضحايا. 

وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا احدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في يوليو الماضي على وقف اطلاق النار فيها. 

المرصد وقياديون في المعارضة قالوا يوم الجمعة إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد للمرة الأولى منذ عام.

خرق الحكومة السورية للاتفاق دفع الأردن والولايات المتحدة حينها للطلب من روسيا، وهي حليفهم في اتفاق خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا، منع الحكومة السورية من الاستمرار في خرق اتفاق وقف اطلاق النار.

وقال الأردن على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي انه يجري "اتصالات مكثفة" مع واشنطن وموسكو حول التطورات الميدانية في سوريا،  مؤكدا على ضرورة احترام الاتفاق والعمل للحؤول دون تفجر العنف في الجنوب السوري.

من جهتها، طالبت السفيرة الاميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي روسيا الجمعة بممارسة نفوذها على الحكومة السورية لتتوقف عن انتهاك اتفاق خفض التوتر في جنوب غرب سوريا، محذرة من أنه "في النهاية، ستكون روسيا مسؤولة عن أي تصعيد جديد في سوريا".

ولم يصدر للآن أي ردود فعل رسمية من الأردن أو الولايات المتحدة حول الغارات الروسية الأخيرة.

وقد نزح اكثر من 12 الف شخص خلال الايام الماضية من محافظة درعا اثر قصف للنظام، حسبما اعلن المرصد الخميس.

واعلنت الامم المتحدة ان الهجوم الذي يشنه النظام يهدد أكثر من 750 ألف شخص في المنطقة.

وكالات + المملكة

وتسيطر فصائل معارضة مختلفة على قرابة 70% من منطقة درعا حيث يحتفظ تنظيم الدولة الاسلامية بوجود هامشي.

وكالات