لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة نادرة إلى العاصمة عمان قد يهدف لإعادة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بقيادة واشنطن بعد انقطاع دام 4 سنوات.

ويرى مختصون أن سبب لقاء نتنياهو بالملك هو لتمهيد بدء التفاوض بشأن عملية السلام التي يتوقع أن تقودها الولايات المتحدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في ظل انقطاع العلاقات بين السلطة الفلسطينية والجانب الأميركي.

وجاء اللقاء بين الملك ونتنياهو للأردن قبل زيارة إقليمية متوقعة لمنطقة الشرق الأوسط يقوم بها صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، إضافة لمبعوث الرئيس الخاص لعملية السلام في المنطقة جيسون جرينبلات. وتشمل جولة المبعوثين الاردن وإسرائيل وقطر والسعودية، وفقا للبيت الأبيض.

وقال الوزير الأسبق والخبير السياسي سميح المعايطة لموقع "المملكة" "إن العلاقة بين الأردن وإسرائيل تشهد توتراً منذ يوليو 2017، والأردن يعد الطرف الأهم للتنسيق والترتيب بين الأطراف في عملية السلام".

المعايطة أوضح أن "هناك تحرك أميركي متوقع بشأن عملية السلام في ظل انقطاع العلاقات بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، والأردن طرف مهم للتنسيق مع الجانب الفلسطيني".

ويرى المعايطة أن "الأردن وكذلك السلطة الفلسطينية لن يديرا ظهريهما لعملية السلام في حال كان هناك استعداد جدي للتوصل إلى حل وفق القرارات الدولية".

ويتوقع أن يزور كوشنر وغرينبلات كلا من إسرائيل ومصر والسعودية لمناقشة خطة السلام الأميركية والوضع في قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وجمدت السلطة الفلسطينية اتصالاتها مع واشنطن منذ أشهر، حيث أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منحازة لصالح اسرائيل وأن الخطة الأميركية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي مصيرها الفشل".

وتعد محادثات السلام معطلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ العام 2014.

ويقول المحلل السياسي محمد أبو رمان إن "نتنياهو يسعى للقاء الملك منذ مدة طويلة إلا أن إعلان ترامب للقدس عاصمة لإسرائيل وتوتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية أدت إلى تعثر اللقاء".

وأضاف أبو رمان "أن اللقاء مهم للجانب الأردني لكشف النوايا الإسرائيلية تجاه صفقة القرن والضغط للإبقاء على الوضع الراهن لمدينة القدس".

الأطراف المعنية بعملية السلام تحفظت على التعليق رسمياً عن أنباء الصفقة.

لكن تقارير صحافية ذكرت أن "صفقة القرن تدعو إلى الاعتراف بكامل القدس عاصمة لإسرائيل"، في الوقت الذي يطالب فيه الأردن والجانب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وبحسب التقارير، فإن صفقة القرن تشمل "ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل على أن يتم السماح بحكم ذاتي للفلسطينيين على ما تبقى من أراضي الضفة إضافة إلى قطاع غزة وأجزاء من شمال سيناء المصرية".

الأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بموجب اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994 وبموجب اتفاقية وقعها الملك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عام 2013.

وأعلن ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس في ديسمبر 2017، بينما تم افتتاح السفارة في 14 مايو 2018 تزامناً مع الذكرى السبعين لإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي.