أظهرت استطلاعات للرأي أن سباقا متقاربا بشدة، وغير محسوم يسيطر على الانتخابات الإسرائيلية. وتتوقع تساوي فرص حزب الليكود اليميني برئاسة بنيامين نتنياهو مع حزب (أزرق أبيض) الوسطي.

 ومن المرجح فوز نحو 10 أحزاب بمقاعد في البرلمان (الكنيست).

وتشير استطلاعات الرأي أيضا إلى دعم متزايد لكتلة فصائل يمينية موالية لنتنياهو، وهو ما قد يجلب له النصر.

وفيما يلي عدد من "السيناريوهات" المحتملة لما ستؤول إليه الانتخابات:

1 - فوز نتنياهو بالسيطرة على أغلبية مقاعد الكنيست:

يفوز الليكود مع الأحزاب اليمينية والدينية الثلاثة التي أعلنت بالفعل دعمها له بأغلبية. ومع الفوز بما لا يقل عن 61 مقعداً، لا يتكبد نتنياهو عناء كبيراً لتشكيل ائتلاف على غرار حكومته المنتهية ولايتها التي أيدت موقفه المتشدد تجاه إيران والاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية معها عام 2015 واتخذت موقفاً صارما تجاه الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال نتنياهو في الأيام القليلة السابقة للانتخابات، إنه يعزم ضم غور الأردن وكل المستوطنات التي بنتها إسرائيل على أراضي الضفة الغربية المحتلّة، وهي أراض يطالب بها الفلسطينيون؛ لتكون جزءا من دولة لهم. وستثير مثل هذه الخطوة البهجة في نفوس حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف.

2 - لا فائز واضحا وتشكيل حكومة وحدة بزعامة نتنياهو:

بعد يوم الانتخابات، يستشير الرئيس الإسرائيلي زعماء الأحزاب، ويسألهم عمن سيدعمونه لتولي رئاسة الوزراء. ومن ثم يطلب الرئيس ريئوفين ريفلين من المرشح الذي يرى أنه الأوفر حظاً لمحاولة تشكيل حكومة.

وحصل نتنياهو على فرصته بعد الانتخابات السابقة في نيسان/أبريل، لكنه أخفق في تشكيل حكومة خلال الفترة المحددة لذلك وهي 42 يوماً. وبدلا من أن يجازف نتنياهو بأن يعين ريفلين أحدا آخر لمحاولة تشكيل حكومة، آثر رئيس الوزراء إجراء انتخابات ثانية.

وإذا اختير نتنياهو مرة أخرى، ووصل إلى طريق مسدود مجدداً، فإنه قد يخرج عن نطاق كتلته من الأحزاب اليمينية واليهودية لتشكيل ما يعرف باسم "حكومة وحدة" مع من هم خارج دائرة حلفائه الطبيعيين.

ومن المرجح أن يعني هذا أقوى خصومه بيني غانتس زعيم حزب (أزرق أبيض) الوسطي. وقال غانتس، إنه لن ينضم إلى حكومة يتزعمها نتنياهو، مشيراً إلى اتهامات محتملة لنتنياهو بالفساد. لكن السياسة الإسرائيلية تشتهر بمرونتها، وتغير الولاءات فيها باستمرار.

3 - لا فائز واضحا وتشكيل حكومة يمين وسط من دون نتنياهو:

إذا فشل نتنياهو مجدداً في تشكيل حكومة؛ فإن حزبه نفسه قد يطيح به لتمهيد الطريق أمام ائتلاف حاكم بين الليكود وأزرق أبيض، تاركا نتنياهو في غياهب السياسة.

ولم يطرح أحد في الليكود مثل هذه الفكرة علنا حتى الآن. وقد يتغير هذا إذا أخفق نتنياهو في محادثات تشكيل ائتلاف.

4- هزيمة واضحة لنتنياهو، وتشكيل حكومة يسار وسط

إذا حصلت أحزاب الوسط واليسار على أغلبية في البرلمان، يقود غانتس حكومة قد تضم إلى جانب حزبه، حزب العمل، وحزب المعسكر الديمقراطي، وهو حزب علماني تشكل حديثاً، ويدعو للحفاظ على البيئة، من دون الحاجة إلى التحالف مع اليمين. وتكون هذه المرة الأولى منذ التسعينيات التي يسيطر فيها اليسار على البرلمان. غير أن استطلاعات الرأي لا ترجح هذا السيناريو كثيراً، في ضوء تحول الناخبين المطرد صوب اليمين.

لكن، إذا تشكل ائتلاف يساري في نهاية المطاف، سيسعى على الأرجح لمحادثات سلام مع الفلسطينيين؛ وسيكون أكثر انفتاحاً على تقديم تنازلات في إطار اتفاق سلام دائم. وربما يكون أيضاً أكثر تقبلاً للاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية مع إيران.

5- لا فائز واضحا، وإجراء انتخابات جديدة

إذا لم يتمكن أي مرشح من تشكيل حكومة، تتجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة أخرى. لكن من المرجح أن يبذل المشرعون قصارى جهدهم لتجنب إجراء انتخابات ثالثة هذا العام.

كيف تجرى الانتخابات الإسرائيلية؟

يتم توزيع مقاعد الكنيست (البرلمان) وعددها 120 وفقاً للتمثيل النسبي للقوائم الحزبية. ويتعين على أي حزب من أجل الفوز بمقاعد أن يحصل على 3.25% على الأقل من الأصوات على المستوى الوطني، تعادل 4 مقاعد. في انتخابات نيسان/أبريل، تصدر حزبا الليكود وأزرق أبيض النتائج بعدما حصل كل منهما على 35 مقعداً. لم يسبق قط أن فاز حزب منفرداً بالأغلبية المطلقة في الكنيست في تاريخ إسرائيل الممتد منذ 71 عاماً. ويجعل ذلك من الائتلافات بعد الانتخابات عاملاً مهما في الفوز، ويمكن أن تمتد المفاوضات لأسابيع.

من هو صانع الملوك؟

تشير استطلاعات الرأي إلى أن صانع الملوك، هو أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق الذي يتبنى نهجا متشدداً. تقول الاستطلاعات، إن أفيغدور، وهو مستوطن ذو آراء قومية متشددة، سيرفع عدد مقاعده إلى المثلين من 5 إلى 10 تقريباً. وقال ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا إنه لن ينضم إلا إلى حكومة وحدة وطنية تضم الليكود وأزرق أبيض.

غير أن ليبرمان اتخذ في الماضي خطوات غير متوقعة.

ماذا عن مشكلات نتنياهو القانونية؟

أعلن النائب العام الإسرائيلي نيته توجيه الاتهام لنتنياهو في 3 تحقيقات فساد. ومن المتوقع أن يقرر ما إذا كان سيوجه الاتهام رسميا له بنهاية عام 2019 بعد جلسة استماع قبل المحاكمة ستنعقد في تشرين الأول/أكتوبر، حيث يُتاح لنتنياهو خلالها الرد على الاتهامات. وينفي رئيس الوزراء ارتكاب أي مخالفات.

يمكن أن تمنح أغلبية أعضاء الكنيست نتنياهو حصانة من المحاكمة حتى نهاية ولايته. وأشار بعض حلفائه المفترضين إلى أنهم يؤيدون مثل هذه الخطوة، غير أنها ستؤدي على الأرجح إلى انتقادات عامة، وطعون قانونية أمام المحكمة العليا. وحتى إذا تم توجيه الاتهام لنتنياهو، فلن يكون ملزما قانونا بالتنحي. ومن غير المتوقع أن يضغط عليه حزبه اليميني والأحزاب الدينية من أجل الاستقالة حتى إذا واجه اتهامات رسمياً.

ماذا عن خطة ترامب للسلام؟

قال نتنياهو، إنه يتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته التي طال تأجيلها، للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين بعد قليل من الانتخابات. إذا فاز نتنياهو وشكل حكومة يمينية، فسوف يواجه صعوبة في إقناع حلفائه من اليمين المتطرف بتوقيع أي خطة سلام تتضمن تنازلات للفلسطينيين. وقد يزعزع هذا استقرار الحكومة، أو يقضي على خطة ترامب. وستكون أي حكومة يشارك فيها غانتس أكثر انفتاحاً على الأرجح على المفاوضات مع الفلسطينيين.

رويترز