وزع الطاهي الإيطالي الشهير غابرييل روبيني الملقب بـ "الشيف روبيو" المهام بعد درسه العملي الأول على سجناء فلسطينيين في سجن في قطاع غزة بعد أن جاء لتدريبهم على إعداد الوجبات الإيطالية.

وعندما وصل الشيف روبيو في ساعات الصباح إلى سجن "مركز طيبة للإصلاح والتأهيل" في جنوب غرب مدينة غزة، استقبله طلابه العشرة بتحية حارة، عند مدخل المطبخ الرئيسي للسجن.

ويعد غابرييل أحد أشهر الطهاة في إيطاليا، ويتابع صفحته على منصة فيسبوك أكثر من 750 ألف شخص.

وبدأ درسه الأول في الطهي مع عشرة سجناء يعدون الطعام في عشرة مراكز للإصلاح في القطاع، وكان عليهم تعلم إعداد وجبة معكرونة بصلصة البندورة على الطريقة الإيطالية.

ويتلقى هؤلاء تدريبات نظرية وعملية، ويطبقون ما يتعلمونه في مطبخ السجن الذي زودته مديرية مراكز الإصلاح والتأهيل بكافة أنواع الخضراوات والتوابل واحتياجات الطهي التي طلبها الشيف الإيطالي، بالرغم من أن المديرية تعاني من وضع مالي صعب.

وعندما أنشئ سجن "طيبة" المكون من خمس طبقات بـ "مواصفات دولية" وفق وزارة الداخلية التابعة لحماس، تم تجهيز مطبخ كبير بكافة الأواني والأدوات اللازمة.

مشاركة ثقافات

وأبدى الشيف الإيطالي سعادته بتدريب هؤلاء السجناء لإعداد الوجبات الإيطالية والغربية، ويقول "أريد مشاركة السجناء الفلسطينيين ثقافتي، وأريد أن أطلعهم على كل ما أعرفه، وأريد أن أتعلم منهم كل ما يعرفونه؛ لنتمكن من التبادل بين ثقافتي المطبخ الإيطالي والفلسطيني".

وشكل هذا التدريب الذي بدأ هذا الأسبوع، ويستمر عشرة أيام فرصة لروبيو لتعلم وجبات فلسطينية.

وقام روبيو بطبخ "قدر الأرز باللحم" الممزوج بالتوابل الغزاوية الحارة، ووجبة "المقلوبة بالدجاج" وهي إحدى الأكلات الشعبية التقليدية في غزة.

وقال "لا توجد اختلافات كثيرة بين المطبخ الإيطالي والفلسطيني والثقافة متقاربة، جميعنا نقيم حول البحر الأبيض المتوسط".

وسبق لروبيو أن قام بتدريب طهاة في سجون بإيطاليا.

وبحسب المقدم صلاح الأعرج مدير وحدة الإرشاد والرعاية الاجتماعية، فقد تمت دعوة الشيف روبيو بواسطة مؤسسة التضامن والتعاون الإيطالي التي لها فرع في غزة "للوصول لأفضل وجبات غذائية للنزلاء (السجناء)".

ويقول أكرم كلاب (59 عاما) وهو مسؤول مطبخ سجن "أصداء" في جنوب قطاع غزة، ويشارك في التدريب "نحن نستوعب ثقافات الآخرين حتى في الطعام".

لكنه أشار إلى الوضع الاقتصادي شبه المنهار في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عقد.

ويرى سامي بركة الذي أمضى عشرين شهرا من محكوميته البالغة ثلاث سنوات، أن "فرصة التدريب جيدة" ويضيف "سأفتح مطعما للمأكولات الإيطالية بغزة بعد أن أنهى محكوميتي".

أما نضال أبو يوسف (47 عاما) والمحكوم تسع سنوات، وهو أيضا صاحب مطعم للوجبات السريعة في مخيم النصيرات وسط القطاع فيقول "سأضيف الوجبات والسلطات الإيطالية لقائمة المأكولات التي أقدمها في المطعم" بعد أن يفرج عنه بعد عام.

ويؤكد الطاهي الإيطالي أنه يمكن لمسجون ارتكب خطأ أن "يولد من جديد، ويكون شخصاً أفضل خارج السجن، تبادل ثقافة الطعام يعزز الجوانب الإنسانية".

أ ف ب