قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي السبت ما قال انه "أهداف" لحماس في غزة، بعدما بقيت حركة المقاومة الإسلامية التي تسيطر على القطاع المحاصر في منأى عن الضربات في دوامة العنف الأخيرة، مما يشير إلى هشاشة اتفاق التهدئة.

وبعيد الساعة 5 (03:00 ت غ) أعلن جيش الاحتلال أنه "شن ضربات في قطاع غزة بعد اعتراضه صاروخين بفضل منظومته الدفاعية القبة الحديد".

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) أن طائرات إسرائيلية قصفت بأكثر من 10 صواريخ مواقع وأهدافاً وأراض زراعية شمال غرب مدينة غزة وفي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وذكرت أن طائرات حربية من نوع "إف 16" قصفت بـ 8 صواريخ موقعين شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرهما بالكامل، وتضرر منازل وممتلكات مجاورة.

وقصفت طائرات حربية من نوع "أباتشي" و "إف 16" بنحو 3 صواريخ موقعا غرب بلدة بيت لاهيا ما أدى إلى تدميره، وإلحاق أضرار في الممتلكات القريبة من الاستهداف.

إسرائيل قالت إنها قصفت "مواقع لحماس" وليس حركة الجهاد الإسلامي.

وأوضح جيش الاحتلال أن صاروخين اطلِقا من قطاع غزة باتجاه مدينة بئر السبع واعترضهما نظام القبة الحديد. وأضاف أنه قصف على الأثر "أهدافا لحماس" في غزة.

من جهتها قالت مصادر أمنية فلسطينية إنّ الضربات الاسرائيلية استهدفت موقعين لحماس في شمال القطاع حيث يعيش مليونا فلسطيني تحت الحصار الاسرائيلي.

وأكد صحافيون من وكالة فرانس برس حدوث الضربات الاسرائيلية وتحدثوا عن رد عليها من القطاع.

وأطلق جيش الاحتلال الثلاثاء الماضي سلسلة ضربات استهدفت على حد قوله، عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في غزة متجنبا في الوقت نفسه ضرب حماس، التي أبرمت منذ أشهر اتفاق تهدئة مع إسرائيل، بعد التفاوض بشأنه برعاية مصر وقطر، وينص على تقديم مساعدة شهرية بملايين الدولارات.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، دوناتان كونريكوس: "خلال العملية ميّزنا بين حماس والجهاد الإسلامي"، موضحنا "أردنا إبقاء حماس خارج المعارك".

لكن وقف إطلاق النار هذا يبقى هشا إذ إن الطيران الحربي الاسرائيلي شنّ غارات على غزة الجمعة بعد إطلاق صواريخ من القطاع بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ.

شهداء مدنيون "لم يكونوا متوقعين"

قبيل دخول التهدئة حيز التنفيذ صباح الخميس، ادى قصف اسرائيلي إلى استشهاد 8 من أفراد عائلة واحدة في دير البلج في جنوب قطاع غزة.

وأسفرت الغارة عن استشهاد رسمي أبو ملحوس، الذي قالت القوات الاسرائيلية إنه "قيادي" في حركة الجهاد الإسلامي، مع زوجتيه 5 أطفال. لكن الحركة نفت ان أبو ملحوس قيادي فيها، موضحة أنه كان "محسوبا عليها".

لكن اسرائيل اعترفت الجمعة بأن هذه الغارة على عائلة ابو ملحوس أدت إلى استشهاد مدنيين "لم يكونوا متوقعين".

وقال جيش الاحتلال في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه أنه "ضرب الخميس بنية تحتية عسكرية للجهاد الإسلامي في دير البلح"، لكنه قال إنه "حسب المعلومات المتاحة للجيش في وقت الغارة، لم يكن من المتوقع أن يتعرض أي من المدنيين للأذى نتيجة لها".

وأضاف أن البيان أن جيش الاحتلال "يحقق في الأذى الذي لحق بالمدنيين جراء الغارة".

ونقل ناجون من الضربات وبينهم أطفال أصبحوا أيتاما، إلى مستشفى محلي.

وقال أحد أقاربهم، عيد أبو ملحوس، "هل هؤلاء إرهابيون؟". وأضاف: "كان الأولاد في المنزل وسقطت عليهم الصواريخ، إنهم أبرياء ولم يتبق لهم سوى الذكريات المؤلمة التي ستحتاج لوقت من أجل التعافي من آثارها".

والعدوان الإسرائيلي، الذي استمر من الثلاثاء إلى الخميس، اسفرت عن أكبر حصيلة من الشهداء منذ الصدامات بين جنود اسرائيليين وفلسطينيين التي استشهد فيها نحو 60 فلسطينيا في منتصف ايار/مايو 2018، يوم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس.

المملكة + وفا + أ ف ب