يجري الأردن اتصالات مكثفة مع واشنطن وموسكو حول التطورات الميدانية في سوريا بعد انباء عن اسقاط القوات الحكومية براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد للمرة الأولى منذ عام.

وزير الخارجية أيمن الصفدي قال الجمعة ان الأردن "يجري اتصالات مكثفة مع شريكيه في اتفاق خفض التصعيد في الجنوب ‎السوري ‎الولايات المتحدة ‎روسيا بهدف الحفاظ على الإتفاق ووقف إطلاق النار الذي تم بموجبه".

وأضاف على حسابه الموثق على تويتر: "نتابع التطورات الميدانية ونؤكد ضرورة احترام الاتفاق ونعمل للحؤول دون تفجر العنف. حدودنا ومصالحنا محمية".

السفيرة الاميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي طالبت روسيا يوم الجمعة بممارسة نفوذها على الحكومة السورية لتتوقف عن انتهاك اتفاق خفض التوتر في جنوب غرب سوريا، محذرة من أنه "في النهاية، ستكون روسيا مسؤولة عن أي تصعيد جديد في سوريا".

وقالت في بيان "نتوقع أن تقوم روسيا بدورها في تنفيذ وضمان اتفاق خفض التوتر الذي ساعدت في وضعه" و"استخدام نفوذها لوضع حد لهذه الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري وكل زعزعة للاستقرار في الجنوب الغربي وعبر سوريا".

المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون في المعارضة قالوا يوم الجمعة إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد للمرة الأولى منذ عام في تحد لمطالب أمريكية بوقف الهجوم.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع مهددا منطقة ”لخفض التصعيد“ اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.

وكان الاتحاد الاوروبي ندد في وقت سابق الجمعة بالهجوم الذي يشنه النظام السوري في محافظة درعا الخاضعة بغالبيتها لسيطرة فصائل معارضة، ودعا حلفاء دمشق الى وقف الاعمال القتالية لتجنب مأساة انسانية.

تقارير أميركية أفادت يوم الخميس بتنفيذ دمشق ضربات جوية وقصف مدفعي وهجمات صاروخية على منطقة خفض التصعيد المتفق عليها بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا.

ويهدد شن هجوم كبير بتصعيد أوسع نطاقا قد يزيد انخراط الولايات المتحدة في الحرب. ويسبب جنوب غرب سوريا قلقا استراتيجيا لإسرائيل التي كثفت العام الماضي هجمات على فصائل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد.

ويركز الهجوم على عدة بلدات خاضعة للمعارضة خاصة بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا ويهدد بشطر منطقة خاضعة للمعارضة تمتد شمالا إلى أراض تسيطر عليها الحكومة السورية.

وقال المرصد ومقره بريطانيا إن طائرات الهليكوبتر أسقطت أكثر من 12 برميلا متفجرا على المنطقة مما تسبب في أضرار مادية دون خسائر بشرية.

وقال أبو بكر الحسن المتحدث باسم جماعة جيش الثورة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر إن هذه البراميل أسقطت على ثلاث بلدات وقرى وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى.

وأضاف متحدثا إلى رويترز ”أعتقد هو للآن (النظام) يختبر أمرين: ثبات مقاتلي الجيش الحر ومدى التزام الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق خفض التصعيد في الجنوب“.

وقال التلفزيون الرسمي السوري يوم الجمعة إن وحدات الجيش استهدفت ”تجمعات وأوكار التنظيمات الإرهابية“.

جريدة الأخبار الموالية لحزب الله نقلت يوم الجمعة عن السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين قوله إن الجيش السوري يستعيد الجنوب الغربي بمساعدة من موسكو.

ونقلت الجريدة قوله في مقابلة ”نحن نقول إن الجيش السوري الآن بدعم من القوات الروسية يستعيد أرضه في الجنوب وإعادة بسط سلطة الدولة السورية“.