شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي فجر السبت سلسلة غارات على مواقع "عسكرية" لحركة حماس في قطاع غزة، فيما أطلق مقاتلون فلسطينيون عشرات قذائف الهاون والصواريخ في اتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للحدود، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة.

وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ "طائرات الاحتلال شنت فجرا غارات جوية عدة، استهدفت فيها مواقع للمقاومة الفلسطينية وألحقت أضرارا جسيمة"، من دون أن يبلغ عن وجود إصابات.

من جهتها، أكّدت حركة حماس أنّ "المقاومة" الفلسطينية نفّذت هجمات "ردا" على الغارات الإسرائيلية.

وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنّ قنابل يدوية وقنابل مولوتوف أُلقيت على الجنود الإسرائيليين وأصيب أحدهم بقنبلة يدوية.

وقال الجيش الإسرائيلي على حسابه الموثّق في "تويتر"، إن "الطائرات المقاتلة الإسرائيلية استهدفت ليلة الجمعة نفقًا في جنوب غزة، إضافة إلى مواقع تدريب عسكرية تابعة لحركة حماس في جميع أنحاء غزة".

وأضاف الجيش أنه "تم إطلاق 17 قذيفة من غزة على جنوبي إسرائيل عقب الغارات الإسرائيلية، تصدّت القبة الحديدة لـ 5 منهم".

وذكر شهود عيان فلسطينيون من جهتهم، أنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت "مرتين متتاليتين وبصواريخ عدة"، موقعا لكتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، شرق مخيم البريج وسط القطاع.

وأوضحوا أنّ موقعين آخرين للقسام في شمال القطاع استُهدفا أيضا بصواريخ عدّة.

وأكد الشهود أن الطيران الإسرائيلي قصف "بعدد من الصواريخ أرضًا زراعية شرق منطقة الزيتون، شرق مدينة غزة، وقصف بصواريخ عدّة أرضا زراعية غير مأهولة قرب معبر صوفا الإسرائيلي شرق رفح في جنوب القطاع".

في السياق، أكّد شهود عيان أنّ مسلحين فلسطينيين أطلقوا نحو ثلاثين قذيفة هاون وعددا من الصواريخ في اتجاه بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع.

وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إنّ "التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو والرد عليه بقوة، يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية في إدارة الصراع وتوصيل الرسالة".

واعتبر أنّ الهجمات الفلسطينية تهدف إلى "ضمان تشكيل حالة توازن ردع سريعة وكافية لإجبار العدو على وقف التصعيد وعدم التمادي في الاستهداف"، مضيفا أن "حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني وخيار استراتيجي".

وتأتي هذه الغارات، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، عن إصابة أحد الضباط بجراح متوسطة، بسبب "إلقاء قنبلة يدوية تجاهه مصدره شمال قطاع غزة".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة عن استشهاد طفل فلسطيني، وإصابة 220 آخرين، برصاص الجيش الإسرائيلي وبالاختناق بالغاز المدمع، خلال المسيرات التي نظمت قرب السياج الحدودي الشرقي لقطاع غزة تحت اسم "جمعة الخان الأحمر".

وقالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إنها تؤكد على "الحفاظ على الطابع الشعبي النضالي والسلمي لمسيرات العودة"، مشيرة الى انها أطلقت على هذه الجمعة اسم "خان الاحمر".

وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا أصدرت الإثنين قرارًا أرجأت بموجبه مجدّدا إخلاء قرية خان الاحمر البدوية في الضفة الغربية المحتلة والتي تعتزم السلطات الإسرائيلية هدمها في غضون أيام.

وبدأ الفلسطينيون في قطاع غزة احتجاجاتهم قرب الحدود مع اسرائيل قبل نحو مئة يوم لتأكيد حق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم وبلداتهم التي غادروها او هجروا منها عام 1948 لدى اقامة دولة اسرائيل، وللمطالبة برفع الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من عشرة اعوام.

ومنذ 2008 شهد القطاع الذي يسكنه مليونا فلسطيني ثلاث حروب، ومنذ 2014 يُطبَّق وقف هش لإطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع.

 

المملكة + أ ف ب