تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انقسامات عميقة، وأوضاعا تثير القلق، وتمزقا مؤسفا لنسيجها الديني والعرقي والثقافي المنوع، كما يقوّض السلامَ والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان الصراعاتُ القديمة والحديثة والمظالم الاجتماعية وتقلص المساحة الديمقراطية وظهور الإرهاب والأشكال الجديدة للتطرف العنيف.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن "السلامة الإقليمية لدول مثل سوريا واليمن وليبيا تتعرض للتهديد، أجبر ملايين الأشخاص على النزوح عن ديارهم، حيث انتشرت آثار عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة وما أبعد من ذلك."

كما قال إن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه انقسامات عميقة، وأوضاعا تثير القلق، وتمزقا مؤسفا لنسيجها الديني والعرقي والثقافي المنوع، كما يقوّض السلامَ والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان الصراعات القديمة والحديثة والمظالم الاجتماعية وتقلص المساحة الديمقراطية وظهور الإرهاب والأشكال الجديدة للتطرف العنيف."

وأضاف "لمعالجة هذه التحديات، يجب أن نتذكر سلسلة تقارير التنمية البشرية العربية التي أصدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدءا من عام 2002، وتحدد تلك الدراسات مواطن القصور الكبيرة في مجالات التعليم والحريات الأساسية والتمكين وخاصة للنساء والشباب في المنطقة."

ودعا الأمين العام إلى الإقرار بأن إرث الماضي، بما في ذلك حقبة الاستعمار وعواقب الحرب العالمية الأولى، يفاقم الكثير من مشاكل اليوم، وفق ما نشر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة اليوم الاثنين.

وتطرق غوتيريش إلى الحديث عما عرف بالربيع العربي، كدعوة لتوفير الفرص وفتح المجال السياسي.

وأضاف "أود توجيه التحية إلى شعب تونس، حيث بدأت تلك الدعوة. إن الشعب التونسي قد حقق تقدما مهما في تكريس ديمقراطيته الشابة، بما في ذلك عبر وضع دستور جديد والانتقال السلمي للسلطة. ولكن الوعد التونسي لم يتحقق في كل مكان بالمنطقة."

و"بعد أن كانت المنطقة واحدة من أعظم المواطن في التاريخ للازدهار الثقافي والتعايش، أصبح بها الكثير من خطوط المواجهة القديمة والجديدة، بما في ذلك الجرح الفلسطيني الإسرائيلي، وعودة ظهور منافسات شبيهة بحقبة الحرب الباردة، والانقسام السني الشيعي، والمواجهات السياسية"، كما قال غوتيريش.

وتناول الأمين العام ببعض التفصيل الوضع المتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال "التوصل إلى حل الدولتين الشامل والعادل والدائم، الذي يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنبا إلى جنب في سلام في إطار حدود آمنة معترف بها، أمر أساسي للسلم والاستقرار في المنطقة بأسرها. التوترات وأعمال العنف الأخيرة في غزة، تذكرنا بهشاشة هذا الوضع. الدعم الدولي مهم لخلق بيئة مواتية لإجراء مفاوضات مباشرة ذات مغزى بين الجانبين."

وأكد غوتيريش التزامه بدعم الجهود الساعية إلى تحقيق هذا الهدف.

وبعد ساعات من عقد جلسة مجلس الأمن، يرأس الأمين العام مؤتمر إعلان التعهدات لمعالجة فجوات التمويل الحادة التي تواجه وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا).

وعن الوضع في سوريا، دعا الأمين العام كل أطراف الصراع إلى التواصل مع مبعوثه الخاص ستيفان دي مستورا بشأن عملية السلام التي تيسيرها الأمم المتحدة في جنيف.

وانتقل الأمين العام إلى الحديث عن الوضع في اليمن.

وقال "اليمن يعاني من صراع طويل مدمر له أبعاد إقليمية واضحة، مبعوثي الخاص مارتن غريفيثس يعمل بشكل فعال لتجنب حدوث تصعيد قد يخلف عواقب إنسانية وخيمة في الوقت الحالي، وقبل أسبوع قدم (غريفيثس) إلى هذا المجلس عناصر إطار عمل للمفاوضات، بعد أن ناقشه مع مختلف الأطراف داخل اليمن وفي المنطقة."

وأضاف "نأمل في أن يسمح إطار العمل ذلك باستئناف المفاوضات السياسية، التي تشتد الحاجة إليها، لوضع حد للصراع."