يرحب مشجعون سعوديون في الرياض بأول مباراة لمنتخبهم الوطني لكرة القدم الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة، عندما يلاقي المنتخب الفلسطيني المضيف ضمن التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، ويشددون على أنها لا تعد تطبيعا مع إسرائيل.

ويقول سعد (27 عاما) أثناء متابعته في مقهى بشارع التحلية التجاري في الرياض، مباراة منتخب بلاده ضد سنغافورة الخميس، المباراة "ليست تطبيعا. فلسطين محتلة. والسعودية لا تعترف بدولة اسمها إسرائيل". 

ويؤكد المشجع الشاب "هذا أمر إيجابي لدعم الرياضة في فلسطين بسبب الوضع هناك ... القضية الفلسطينية أساسية في السعودية".

وبعد فوزه على ضيفه منتخب سنغافورة (3-صفر) ضمن منافسات المجموعة الرابعة، يواجه "الأخضر" السعودي الثلاثاء على ملعب فيصل الحسيني في بلدة الرام والمجاور لمدينة القدس، "الفدائي" الفلسطيني ضمن الجولة الرابعة.

وهي المرة الأولى التي يلاقي فيها المنتخب السعودي نظيره الفلسطيني على أرض الأخير، بعدما أقيمت مباريات بين الطرفين في السابق في بلد ثالث.

وسبق للطرف السعودي أن رفض في عام 2015 خوض مباراة ضد نظيره الفلسطيني على أرض الأخير ضمن التصفيات المزدوجة أيضا.

وقد يؤشر هذا الحضور السعودي إلى حصول تبدّل وازن في موقف الأندية والمنتخبات العربية في إقامة لقاءاتها في الأراضي الفلسطينية التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ورفضت أندية ومنتخبات عربية اللعب في الضفة الغربية؛ نظرا إلى أن دخول الأراضي المحتلة يتطلب عبور نقاط سيطرة تابعة للسلطات الإسرائيلية التي لا تزال في حالة عداء رسمي مع الغالبية العظمى من الدول العربية، باستثناء مصر والأردن اللتين وقعتا معاهدتي سلام مع إسرائيل.

وتأتي مباراة المنتخب السعودي بعد أقل من أسبوعين على خوض فريق الرجاء البيضاوي المغربي مباراة ضد مضيفه هلال القدس الفلسطيني على الملعب ذاته، ضمن دور الـ32 لبطولة الأندية العربية في كرة القدم.

في المقابل، رفضت أندية عدة في الأشهر الماضية الحضور إلى الأراضي الفلسطينية لخوض مباريات رسمية، ومنها فريقا النجمة اللبناني والجيش السوري ضمن كأس الاتحاد الآسيوي.

ويرى المشجع السعودي هزاع أن العلاقات مع إسرائيل "أمر سياسي لا علاقة له بالرياضة"، مؤكدا أن المباراة "تصفية للمنتخب السعودي أو المنتخب الفلسطيني لكأس العالم. السياسة موضوع آخر".

بالنسبة لآخرين، ومن بينهم رجل الأعمال أبو عبد الله (35 عاما)، مباراة الثلاثاء "حدث نادر" لديه تأثيرات حتى على المستوى السياسي، مؤكدا أن لعب السعودية على أرض فلسطينية "تشريف" للمنتخب.

ولاقت الخطوة ترحيبا رسميا فلسطينيا، إذ استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أفراد البعثة السعودية الذين وصلوا إلى الضفة الغربية الأحد، متوجها إليهم بالقول "نشعر بسعادة غامرة، أنتم على أرضكم، صحيح أن الموضوع يتعلق بكرة القدم، لكن قدومكم يسعد الشعب الفلسطيني".

واعتبر رئيس الاتحاد الفلسطيني للعبة جبريل الرجوب أن مباراة الغد لا تشكل خرقا لمعايير حملة مقاطعة إسرائيل.

في الرياض، تابع بعض المشجعين المباراة ضد سنغافورة وفي بالهم الموعد المقبل ضد المنتخب الفلسطيني، مثل ماجد (38 عاما) الذي جلس في أحد مقاهي العاصمة السعودية بالزي الأبيض التقليدي وقبعة رياضية، يتابع الفوز الذي حققه منتخب المدرب الفرنسي هيرفيه رونار.

ويشدد ماجد على رفض أي تطبيع مع إسرائيل؛ لأن "القضية الفلسطينية هي قضية الوطن العربي دائما. وهي أرض محتلة ويجب أن تعود".

لكنه يضيف "أتوقع أن الرياضة إن شاء الله ممكن أن تسرّع في الحل في المنطقة، وإحلال السلام في المنطقة. هذا ما أتمناه".

المملكة + أ ف ب