دعا مختصون إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن، وقطر وزيادة التبادل التجاري المتواضع بين البلدين، ورأوا أن "فرصا رابحة" في قطاعات أردنية، منها السياحة وتكنولوجيا المعلومات، قد تجذب استثمارات قطرية.

وأكد رؤساء غرف تجارية وصناعية لـ "المملكة" عزمهم على زيارة قطر في الفترة المقبلة ضمن وفد يضم رجال أعمال أردنيين، مشيرين إلى تبادل عمّان والدوحة سفيريهما في أيلول/سبتمبر الحالي.

حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي 44.9 مليون دينار: صادرات الأردن إلى قطر 39.9 مليون، ومستورداته من الدولة الخليجية 5 ملايين دينار، وفقا لغرفة تجارة عمّان.

وبحسب بيانات الغرفة، يميل الميزان التجاري لمصلحة الأردن في الشهور الـ 6 الأولى من العام الحالي بـ 34.9 مليون دينار.

ويعبر الميزان التجاري عن قيمة الفرق بين المستوردات والصادرات، وعند تفوق الصادرات على المستوردات يُعد ذلك فائضاً ومؤشراً إيجابياً للاقتصاد.

وأظهرت بيانات غرفة تجارة عمّان أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ ذروته عام 2015، إذ وصل إلى 293.7 مليون دينار: الصادرات الأردنية 109.9 ملايين دينار، والمستوردات 183.8 مليون دينار.

هيئة الاستثمار قالت لـ "المملكة" إن حجم الاستثمارات القطرية المستفيدة من قانون الاستثمار حتى عام 2018 بلغ نحو 226 مليون دولار، أو 158 مليون دينار، تتركز في قطاع الطاقة.

وقالت الهيئة، إن الاستثمارات القطرية في بورصة عمّان بلغت نحو 1.2 مليار دولار، أو يعادل 840 مليون دينار، تركزت في القطاعات العقارية والمالية والسياحية.

"تواصل مستمر"

وأظهرت بيانات لمركز الإيداع المالي الأردني اطلعت عليها "المملكة" أن القيمة الإجمالية للاستثمارات القطرية في سوق عمّان المالي حتى نهاية آب/أغسطس الماضي تبلغ 789.706 مليون دينار.

وتحتل قطر الترتيب 4 في إجمالي الجنسيات المستثمرة في سوق عمّان المالي.

"القطاع الخاص مستمر في تواصله مع قطر دون انقطاع لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين" بحسب رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمّان، فتحي الجغبير، مشيراً إلى زيارة "قريبة" لوفد رجال أعمال أردنيين إلى قطر.

"يعود سبب تراجع التبادل التجاري إلى إغلاق خط النقل البري المعتاد مع قطر ... كنا في السابق ننقل إلى قطر عن طريق السعودية، إضافة إلى إنشاء قطر مصانع، وارتباطها بأسواق أخرى مثل تركيا إيران" وفق الجغبير.

رئيس غرفة تجارة عمّان، خليل الحاج توفيق تحدث عن التأثيرات الإيجابية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين عمّان والدوحة "الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الاستثمارات، وفتح باب التوظيف أمام الأردنيين في قطر"

وقال لـ "المملكة" إن جذب استثمارات قطرية للأردن "يتطلب تبادل الزيارات للوفود التجارية، وعقد لقاءات مباشرة ... قطر لجأت إلى الاعتماد على الذات وإنشاء صناعات خاصة بها، خلال الأزمة الخليجية".

"آمل أن يحصل القطاع الخاص الأردني على فرصته في السوق القطرية وأن يعوض السنوات الماضية" بحسب توفيق.

في يوليو/تموز 2018، قدمت الدوحة حزمة استثمارات اقتصادية للأردن بقيمة 500 مليون دولار أميركي، لقطاعات حيوية بينها الطاقة والبنية التحتية والاستثمار السياحي، إلى جانب توظيف 10 آلاف أردني في قطر.

وزير العمل نضال البطاينة قال الاثنين، إنه سيزور دولة قطر للتعريف بالمنصة الوطنية للتشغيل.

علاقة "لا يمكن اجتزاؤها"

رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، قال، إن "عودة العلاقات السياسية ستلقي بأثرها الإيجابي على العلاقات التجارية بين البلدين" التي يرى أنها ستتحسن.

الكباريتي أضاف أن رجال أعمال أردنيين سيزورون قطر "الشهر الحالي أو المقبل على أبعد تقدير"

"التبادل التجاري مع قطر تراجع الفترة الماضية؛ بسبب الظروف التي جعلتنا نبتعد عن الساحة القطرية ... نعتبر زيادة الاستثمارات أهم من مسألة الميزان التجاري" بحسب الكباريتي.

زيان زوانة، مختص في الاقتصاد السياسي، قال لـ "المملكة" إن العلاقات الاقتصادية بين الأردن قطر "لا يمكن اجتزاؤها بتعزيز التبادل التجاري، أو الاستثمار فقط، كما لا يمكن فصل العلاقة التجارية عن السياسية"

"من الممكن تعزيز العلاقات التجارية مع قطر عبر تزويد الأردن بالغاز والنفط .... الأردن بحاجة لاستثمارات جديدة في ظل فرص رابحة لديه في قطاعات السياحة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها" وفق زوانة، الذي عمل لسنوات في البنك المركزي الأردني.

وقال: "الأردن تعامل مع قطر خلال الأزمة الخليجية بتوازن ... العلاقة بين البلدين  تظهر أن الكل رابح."

زوانة دعا إلى تغذية العلاقة بين البلدين بعد تبادل السفراء من نواحي استثمارية عبر زيارات متبادلة لوفود اقتصادية.

تبادل تجاري "متواضع"

حسام عايش، مختص اقتصادي عمل في مراكز دراسات اقتصادية ومستشارا لعدة مؤسسات مالية، دعا إلى التركيز على زيادة الاستثمارات القطرية في الأردن، وزيادة العمالة الأردنية في قطر، أكثر من مسألة التبادل التجاري؛ لأن السوق القطرية تعتمد على أسواق أخرى.

"التبادل التجاري بين البلدين متواضع ... قطر تعتمد في مستورداتها على أسواق منها تركيا وإيران وأوروبا وغيرها ... المعارض الأردنية التي عقدت في قطر لم تتجاوز حدود التعارف، بدون الصفقات التجارية" بحسب عايش.

لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية دعت مؤخرا إلى زيادة استثمارات قطر في الأردن "الأمر الذي سيعود بالنفع على البلدين"

بيانات غرفة تجارة عمّان تظهر أن الأسماك والغاز الطبيعي والنفط أهم الموارد الطبيعية في قطر، في حين يمثل الغاز المسال والأسمدة وإصلاح السفن أهم الصناعات فيها.

أبرز الصادرات الأردنية إلى قطر منتوجات نباتية وحيوانات حية وصناعات كيميائية، وسلع ومنتوجات مختلفة، وفق تلك البيانات.

الأردن وقطر يرتبطان باتفاقيات في قطاعات منها العدل والجمارك، والعمل والتجارة.

وبلغ عدد الشركات الأردنية المملوكة بنسبة 100% لمستثمرين أردنيين في دولة قطر نحو 13 شركة في نهاية عام 2018، بإجمالي رؤوس أموال قدرت بـ 43 مليون ريال قطري، أو نحو 8 ملايين دينار أردني، وفق تصريح سابق لنائب رئيس مجلس الأعمال القطري الأردني المشترك، خليفة بن خميس المسلماني.

أما عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة في قطر، فبلغ نحو 1550 شركة، بإجمالي رؤوس أموال 600 مليون ريال قطري، أو نحو 116 مليون دينار أردني، بحسب المسلماني.

المملكة