قال مسؤولان أميركيان، الأحد، إن الولايات المتحدة تدرس خططاً لسحب معظم قواتها من شمال سوريا خلال أيام وذلك في جدول زمني أسرع مما كان متوقعاً للانسحاب الأميركي في ظل تصعيد الهجوم التركي على المنطقة.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أنه يعمل، بناء على أوامر من الرئيس دونالد ترامب، على بدء تنفيذ انسحاب القوات من شمال سوريا حيث يوجد نحو ألف جندي أميركي.

ولم يحدد إسبر موعداً للانسحاب واكتفى بقول إنه يريد تنفيذه "بأمان وفي أسرع وقت ممكن".

وقال المسؤولان الأميركيان، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، إن الولايات المتحدة تبحث خيارات عدة لكنهما أضافا أن الجيش الأميركي سيسحب على الأرجح معظم قواته خلال أيام وليس أسابيع.

وقال أحدهما إن الانسحاب الكامل ربما يستغرق أسبوعين أو أكثر غير أن ذلك ربما يتم بوتيرة أسرع من المتوقع.

ويأتي الكشف عن قرار الانسحاب السريع بعد أحداث سياسية متسارعة خلال الأيام الماضية في سوريا التي كانت يوماً قلباً "لتنظيم الدولة" الإرهابية المعروفة باسم داعش.

وبدأت التطورات الأخيرة الأحد الماضي حين قرر ترامب أثناء اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نقل عدد قليل من الجنود الأميركيين شمال شرق سوريا. وانتقد معارضو ترامب هذا القرار قائلين إنه مهد الطريق بعدها بـ 3 أيام لهجوم تركي على المقاتلين الأكراد.

ويُنظر على نطاق واسع إلى الانسحاب الأميركي المفاجئ من سوريا، دون التوصل إلى أي حل دبلوماسي عبر مفاوضات، باعتباره هزيمة للسياسة الخارجية الأميركية إذ إن الولايات المتحدة فشلت في منع هجوم تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، على حليفة واشنطن الرئيسية في حربها ضد داعش الإرهابي في سوريا.

وقالت الولايات المتحدة إنها لن تدافع عن المقاتلين الأكراد السوريين في مواجهة تركيا والقوات التي تدعمها أنقرة، رغم أن الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأميركية ضد داعش ويحرسون حاليا السجون التي يوجد بها عشرات الآلاف من الإرهابيين.

وقال إسبر في مقابلة تلفزيونية إنه يتوقع أن يسعى الأكراد السوريون إلى ضمان بقائهم باللجوء إلى منافسي الولايات المتحدة في الصراع السوري وهما روسيا والرئيس السوري بشار الأسد.

وقال إسبر "نتوقع بشدة أن... يبرم الأكراد السوريون اتفاقا مع القوات السورية والروسية".

الأكراد يتفقون مع روسيا وسوريا

قال إسبر إن من المتوقع "أن يبرم الأكراد السوريون اتفاقا مع القوات السورية والروسية".

وفي مؤشر محتمل على ذلك، قالت وسائل إعلام سورية رسمية، الأحد، إن الجيش السوري بدأ في تحريك قواته إلى جبهات القتال شمال شرق سوريا "لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية".

وبدا ترامب، في تغريدات على تويتر، مدافعاً عن نهجه العسكري الذي آثر الابتعاد عن طريق التوغل التركي لكنه أكد إمكانية فرض عقوبات على أنقرة.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن تركيا وأكراد سوريا "يتقاتلون منذ سنوات عديدة".

وتعتبر تركيا أكراد سوريا امتدادا لمتمردين أكراد تقاتلهم على أرضها.

وقال ترامب "ربما يود آخرون في المجيء والقتال لصالح طرف أو آخر...دعهم! نحن نراقب الموقف عن كثب. إنها حروب لا تنتهي".

وسيترك الانسحاب من سوريا وقطع العلاقات الكامل مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد الولايات المتحدة دون وجود على الأرض في وجه تهديد داعش الإرهابي شمال سوريا.

وعبر بريت ماكجورك، الذي كان أكبر دبلوماسي بإدارة ترامب في التحالف الذي قادته واشنطن ضد داعش حتى استقالته العام الماضي، عن أسفه لتفكك السياسة الأميركية في سوريا بعد سنوات من المكاسب ضد داعش.

وقال ماكجورك على تويتر "القوات المسلحة الأميركية تنسحب من شمال شرق سوريا حيث كانت داعش. هذا كله دون تفكير وتجهيز أو تخطيط".

وأضاف "سيكون لذلك تداعيات خطيرة على أمننا القومي يتجاوز سوريا. الآن نتمنى أن يخرج رجالنا سالمين".

رويترز + المملكة