أظهرت وثيقة معلومات عن توجّه البنك الدولي تقديم قرض لدعم قطاع الزراعة في الأردن قيمته 0.50 مليون دولار، بهدف دعم تجربة زراعة مائية مستدامة بيئياً وقابلة للتطبيق التجاري في بلدة وقّاص في الأغوار الشمالية.

وقالت الوثيقة التي صدرت عن البنك الدولي في 16 أيار/مايو بعنوان "استكشاف قيمة عالية، شاملة اجتماعيا، في كفاءة استخدام الزراعة المائية في الأردن"، إن البرنامج سيخضع للتقييم من قبل خبراء في البنك الدولي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في 22 أيار/مايو.

الزراعة المائية أو الزراعة من دون تربة، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، هي تربية المحاصيل الزراعية من دون تربة، حيث يستعاض عنها بعناصر مغذية توفر دعائم أساسية للنباتات وتحتفظ بالرطوبة.

ويعاني الأردن من شح موارد المياه، ويعتمد بشكل شبه كلي على الأمطار، فيما تبلغ حصة الفرد في المياه أقل من 100 متر مكعب سنوياً.

وتشير الوثيقة إلى أن المشروع سيقام في وادي الأردن، في مناطق تعاني من معدلات فقر عالية، وعلى أرض مملوكة للحكومة (تصل مساحتها إلى هكتار واحد)، تديرها بالكامل منظمة الأغذية والزراعة في الأردن بالتعاون مع شركات أردنية ومنظمات مجتمع مدني مؤهلة لتقديم الدعم.

وتتعدد طرق الزراعة المائية: "الهيدروبونك" أو الزراعة بواسطة محلول مغذ، و"الإكوبونك" أي الاستعانة بفضلات الأسماك لتغذية النباتات، و"الإيربونك"، أي استخدام رذاذ مغذ في الري.

يقع المشروع في منطقة وقاص في لواء الأغوار الشمالية في محافظة إربد، التي تعتبر واحدة من أكثر المناطق الزراعية إنتاجية في الأردن، خاصةً في إنتاج الحمضيات والزيتون والقمح وعسل النحل، حيث سيتم إنشاء المشروع على أرض غير زراعية.

ويستهلك القطاع الزراعي في الأردن نحو 50% من إجمالي المياه التي يحتاجها الأردن سنوياً، أو 530 مليون متر مكعب، حسب وزارة الزراعة.

"سيدعم المشروع عملية الاستحواذ والتركيب وعمليات أولية لوحدة رائدة في مجال الزراعة المائية (مثل استخدام رذاذ مغذ بواسطة الكمبيوتر، وأنظمة التحكم في الحرارة والمعالجة / التعبئة)، وفق وثيقة البنك الدولي.

وأشارت الوثيقة إلى أنه سيتم إنشاء المزرعة المائية المقترحة على أرض مساحتها 10 فدادين (4200 متر مربع)، تمثّل 30% من المساحة الكلية للأرض، يتم استئجارها من وزارة التنمية الاجتماعية لـ 10 سنوات.

ومن المتوقع أن يحقق المشروع آثارا اجتماعية إيجابية للقاطنين في المنطقة، حيث يستفيد الأشخاص المستهدفون من خلال إيجاد فرص عمل لنحو 10 إلى 15 عاملاً أبرزهم نساء، وزيادة فرص الحصول على الغذاء، ومن ثم تحسين سبل عيشهم.

وتشمل فوائد الزراعة المائية زيادة الإنتاج بنسبة 40%، حيث يوفر هذا النمط الزراعي المياه بنسبة 40% على الأقل، ويقلل استهلاك الأسمدة والمبيدات بنسبة 50% كحد أدنى، "ناهيك عن توفير في كلفة العمالة"، وفق المركز الوطني للبحوث الزراعية.

ونجحت الزراعة المائية في منطقة الأغوار الشمالية في إنتاج أنواع الورقيات كلها من: الخس، والخس الأحمر، الكرفس، النعناع، الزعتر، بالإضافة إلى الفراولة والخيار والباذنجان والذرة.

المملكة