تقدمت مصر بطلب رسمي لتنظيم كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقرر إقامتها في يونيو من العام المقبل.

وقال الاتحاد المصري لكرة القدم عبر صفحته الموثقة على منصة تويتر إن الاتحاد تقدم رسمياً بطلب إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية المقرر إقامتها في شهر يونيو المقبل".

وحسم المغرب موقفه في وقت سابق، بتأكيده عدم نيته الترشح لاستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 في كرة القدم بدلا من الكاميرون، ملقيا بشكوك إضافية حول هوية البلد المضيف للبطولة المقررة بعد سبعة أشهر. 

تقارير إعلامية رجحت أن يكون المغرب، إضافة لجنوب إفريقيا، من أبرز المرشحين للاستضافة بعدما أعلن الاتحاد الإفريقي للعبة في 30 نوفمبر سحب تنظيم البطولة من الكاميرون على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب والقلق من الوضع الأمني.

وفتح الاتحاد مجددا باب الترشح أمام الدول الراغبة بالاستضافة، على أن تنتهي هذه المهلة الجمعة في 14 ديسمبر الحالي.

إلا أن وزير الشباب والرياضة المغربي رشيد الطالبي العلمي قال لوكالة فرانس برس اليوم "لم تكن للمغرب نية تقديم ترشيحه لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2019، ولن يقدم ترشيحه".

ويلقي الإعلان المغربي مزيدا من الشكوك حول هوية البلد المضيف للبطولة التي يشارك فيها للمرة الأولى 24 منتخبا بدلا من 16، وكان موعدها المقرر بين 15 يونيو و13 يوليو 2019، لاسيما وأن أي بلد لم يعلن حتى الآن رسميا تقدمه بطلب للاستضافة.

لكن مصر التي سبق لها التأكيد أنها لن تترشح وستدعم أي بلد عربي يقوم بذلك، سارعت بعد الإعلان المغربي لتأكيد أنها ستدرس الاستضافة.

وقال وزير الرياضة أشرف صبحي لقناة "أون سبورت" ليل الأربعاء "تم التواصل مع رئيس اتحاد الكرة (هاني أبو ريدة) من أجل دراسة فكرة تنظيم أمم إفريقيا بعد قرار دولة المغرب الشقيقة بعدم التقدم، وكنا نحترم رغبة الأشقاء في ذلك"، في إشارة الى الاعلان السابق بعدم نية الترشح.

وتابع "ننتظر رد رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد بشأن تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد إعلان المغرب بشكل رسمي عدم تقدمه لاستضافة البطولة (...) مصر لديها القدرة على تنظيم البطولة ونتشرف بهذا الأمر، فالشعب المصري دائما يكون جاهزا لتلك الأمور، فنمتلك منشآت رياضية على أعلى مستوى، وقمنا بالفعل بتنظيم عدد من البطولات".

واستضافت مصر البطولة أربع مرات آخرها عام 2006.

وبعد سحب الترشيح من الكاميرون، أعلن أحمد فتح باب الترشح مجددا للاستضافة، على أن يعلن اسم البلد المضيف الجديد في التاسع من يناير المقبل.

وأشار في حديث لفرانس برس الإثنين الى أن مهلة الترشح تنتهي في 14 كانون الأول/ديسمبر، و"سيتم إنجاز الأمور في 25 ديسمبر للخروج بلائحة مصغرة من المرشحين مع التقييم والتنقيط الواضح. اللجنة التنفيذية ستجتمع في 9 يناير في دكار (السنغال) حيث سنعلن القرار".

وعن عدد ملفات الترشيح التي تسلمها الاتحاد القاري للعبة، أجاب أحمد "بحسب معلوماتي، وصلتنا رسالتان أو ثلاث رسائل للإعراب عن اهتمام".

وردا على سؤال يومها عما اذا كان المغرب المرشح الأوفر حظا للاستضافة، قال "لا أعلم، لكن هناك جنوب إفريقيا التي أرسلت طلب اهتمام. ثمة دولتان أو ثلاث دول طلبت الحصول على دفتر الشروط".

جنوب إفريقيا البديل؟

وكان اسم المغرب مطروحا في وسائل الإعلام نظرا لجاهزيته على صعيد البنى التحتية وتجربته في استضافة بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين ("شان") في فبراير 2018. كما تقدمت المملكة المغربية بطلب ترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، قبل ان تخسر في تصويت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (فيفا) في يونيو الماضي، لصالح ملف ترشيح مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

واستضاف المغرب البطولة القارية عام 1988، وكان من المقرر أن يستضيف نسخة 2015، لكنه تراجع عن ذلك قبل أسابيع من الموعد خوفا من انتشار فيروس إيبولا، ونقلت البطولة الى غينيا الاستوائية.

أما جنوب إفريقيا، فتعد من أكثر دول القارة السمراء تجهيزا على صعيد المنشآت الرياضية، وهي البلد الإفريقي الوحيد الذي استضاف نهائيات كأس العالم، وذلك في عام 2010.

وسبق للاتحاد المحلي أن كشف طلب الاتحاد الإفريقي منه "النظر بجدية في تنظيم +كان2019+"، من دون أن يحدد موقفه النهائي من ذلك.

أما الكونغو-برازافيل، فقال مسؤول في الاتحاد الإفريقي للعبة الأسبوع الماضي أنها تقدمت بترشيحها، قبل أن ينفي ذلك مسؤول حكومي محلي.

وأثارت خطوة الاتحاد القاري سحب التنظيم من الكاميرون جدلا واسعا، لاسيما وأنها تأتي قبل فترة وجيزة من الموعد المقرر للبطولة.

كما ألقى أحمد بظلال من الشك حول النسخ المقبلة، اذ سبق للاتحاد القاري في عهد سلفه الكاميروني عيسى حياتو عام 2014، أن منح نسخة 2019 للكاميرون، و2021 لساحل العاج و2023 لغينيا. 

الا أن الرئيس الحالي أشار الى تأخير في هذه المواعيد.

وفي تصريحاته لفرانس برس الإثنين، أكد أحمد أن الكاميرون التي انتقدت بشكل حاد سحب تنظيم بطولة 2019 منها، "موافقة" على احتضان نسخة 2021 بدلا من ساحل العاج. وأوضح "لدي الرسالة، وأنا أتواصل مع رئاسة الجمهورية بشأن هذا الموضوع، نحن متفقون على 2021".

وردا على سؤال عن عدم سحب التنظيم من الكاميرون في وقت مبكر، تحدث أحمد عن معاناة البلاد من مشاكل في الأشهر الماضية "على مستوى تسديد الكلفة، الأمطار التي عرقلت تنفيذ الأعمال (...) مع إدراكنا للوقائع في قارتنا، كنا واثقين بتقدم مرشحين للاستضافة" في 2019.

وفي ما يتعلق بساحل العاج التي كان من المقرر أن تستضيف بطولة 2021، كشف أحمد أنه لا يزال ينتظر جواب البلاد لتأكيد تنظيمها نسخة 2023. وأوضح "نحن ننتظر. لقد قمنا بالإجراء ذاته مع الكاميرون، لقد بعثنا برسالة. سيكون هناك اجتماع الإثنين أو الثلاثاء بين رئيس الوزراء (العاجي) والمشرفين على تنظيم بطولة الأمم الإفريقية، وبالتالي سنرى".

وتابع "لن يكونوا جاهزين لنسخة 2021 (...) يستطيعون تجديد بعض الملاعب لكن الملاعب الخمسة المتبقية لا يمكن تشييدها. أما بالنسبة الى الفنادق من فئة أربع نجوم؟ ثمة أماكن لا توجد فيها حتى فنادق ثلاث نجوم. الأمر سيان بالنسبة الى الطرق، المطارات والمستشفيات...". 

وبشأن غينيا، اعتبر أحمد أن هذا الملف "غير موجود".

المملكة + أ ف ب