قالت مصادر دبلوماسية الأحد، إن قادة مجموعة السبع يؤيدون تعزيز التعاون مع روسيا بعد إخراجها من المجموعة عام 2014، لكنهم يعتبرون أنه من المبكر جدا إعادة موسكو إلى مجموعة الدول الثماني.

وقال مصدر دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن اسمه إن "قادة مجموعة السبع يؤيدون تعزيز التنسيق مع روسيا (ولكن) ... من المبكر جدا إعادتها". 

وأخرجت روسيا من مجموعة الثماني عام 2014 بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. 

وتضم مجموعة السبع الآن بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.

وقال المصدر الدبلوماسي، إن قادة الدول السبع اتفقوا على الموقف من روسيا خلال مأدبة العشاء الافتتاحية للقمة مساء السبت. 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيستقبل قمة المجموعة لعام 2020، قد ألمح إلى احتمال إعادة روسيا إليها.

عند سؤاله الأحد حول احتمال دعوة روسيا للمشاركة في قمة العام المقبل، أجاب ترامب "لا أعرف، لكن الأمر ممكن بالتأكيد". 

وكلف أعضاء مجموعة السبع كذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرسال رسالة إلى إيران في ظل تصاعد التوتر بشأن برنامجها النووي، وفق المصدر. 

وأكد المصدر "كلف إيمانويل ماكرون للتحدث مع إيران وإيصال رسالة" إليها من أجل تفادي تصعيد إضافي في منطقة الخليج. 

والتقى ماكرون الجمعة في باريس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعقد محادثات هاتفية كذلك مع نظيره الإيراني حسن روحاني. 

رسالة إلى إيران

اتفق قادة مجموعة الدول السبع على "تكليف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النقاش مع إيران وتوجيه رسالة إليها" لتجنّب التصعيد في المنطقة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الأحد.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الأحد، إنه لا يوجد "تفويض رسمي من مجموعة السبع" للتحدث مع إيران، وأن كل طرف "سيواصل التحرك بحسب دوره"، لكنه أشاد بتشارك أعضاء مجموعة السبع الأهداف نفسها. 

وقال ماكرون "مجموعة السبع ناد غير رسمي، لا نعطي تفويضاً رسمياً لأحد"، فيما اكد ترامب أنه لم يناقش مع نظرائه أية رسالة مشتركة إلى إيران.

وكان ماكرون قد أعلن سابقاً لقناة "إل سي إي" عن توافق بين دول مجموعة السبع حول الملف. 

وقال ترامب للصحافيين على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس في فرنسا "لا لم أناقش ذلك".

وأضاف "سنقوم بمبادرتنا الخاصة لكن لا يمكن منع الناس من التكلم. إذا أرادوا التكلم، يمكنهم". ويتناقض هذا التصريح مع ما أعلنه ماكرون في وقت سابق أن دول مجموعة السبع "اتفقت على ما ستقوله لإيران".

وتم التوصل في عام 2015 إلى اتفاق تاريخي بين إيران والقوى الغربية الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني، لكن الاتفاق انهار بعد سحب ترامب للولايات المتحدة منه العام الماضي، وإعادته فرض عقوبات مشددة على إيران أنهكت اقتصادها. 

وأوضحت المصادر نفسها أن رؤساء الدول والحكومات في مجموعة السبع، أكدوا مجدداً أثناء مأدبة عشاء افتُتحت خلالها أعمال القمة في بياريتس في جنوب غرب فرنسا، أن هدفهم هو "تفادي حيازة إيران السلاح النووي". 

وتتولى فرنسا القيام بالجهود الأوروبية لمحاولة إنقاذ الاتفاق حول النووي الإيراني الذي أُضعف جراء انسحاب الولايات المتحدة منه.

وأشار المصدر إلى أن "قادة مجموعة السبع توافقوا حول نقطتين: لا نرغب في حيازة إيران السلاح النووي وأحد لا يرغب لا في زعزعة استقرار المنطقة ولا في التصعيد، بهدف تجنّب نزاع عسكري".

وتابع "لتحديد المسار الأكثر فعالية لإجراء حوار" توافق القادة على تكليف الرئيس الفرنسي من دون الكشف عن عناصر المفاوضات التي اتفقوا عليها.

ماكرون الذي يؤدي دور الوسيط منذ أشهر، ويلتقي بشكل منتظم الرئيس الإيراني حسن روحاني، قدّم السبت إلى ترامب تسوية للخروج من المأزق.

وعرض عليه خيار السماح لطهران "بتصدير جزء من نفطها لفترة محددة" مقابل التزامها مجدداً بعدم تخصيب اليورانيوم لحيازة السلاح النووي.

وبعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني في أيار/مايو 2018 وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، يطالب ترامب إيران بضمانات جديدة بشأن أنشطتها الدبلوماسية والعسكرية.

أ ف ب