اتّهمت منظمة العفو الدولية في تقرير الخميس القوات الموالية للحكومة اليمنية في الجنوب والمدعومة من الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، بتعذيب واخفاء سجناء، في انتهاكات طالبت بان يتم التحقيق فيها على انها "جرائم حرب".

وقالت المنظمة الحقوقية بعد نحو عام من التقارير التي تحدثت عن احتمال وجود سجون سرية في المناطق الجنوبية لليمن، ان بعض هؤلاء السجناء قد يكونوا توفوا بسبب التعذيب أثناء توقيفهم.

وذكرت ان أقرباء السجناء عاجزون عن الحصول على معلومات حيال ظروف وأماكن توقيفهم، مضيفة ان محاولة معرفة مصير السجناء تواجه بالصمت او بالتهديد.

وأشارت منظمة العفو الى انها حقّقت في ظروف اعتقال 51 سجينا بين مارس 2016 ومايو 2018، جرى توقيفهم على أيدي القوات الحكومية والقوات الاماراتية التي تقوم بتدريب قوات السلطة في جنوب اليمن.

وتابعت أن 19 من بين هؤلاء فقد أثرهم.

ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.

وأدى النزاع منذ التدخل السعودي الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص بينهم نحو 2200 طفل، بحسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

وتقود الامارات القوات الموالية للحكومة في جنوب اليمن وعند الساحل الغربي لأفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وكانت الحكومة الإماراتية نفت تقارير لمنظمات حقوقية بينها هيومن رايتس ووتش اتهمتها فيها بإدارة سجون سرية في اليمن.

وقامت وزيرة الدولة الاماراتية لشؤون التعاون الخارجي ريم الهاشمي بزيارة الى عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة في جنوب اليمن، هذا الاسبوع، وعقدت لقاءات مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ومسؤولين امنيين في المدينة.

وفي لقاء مع أحمد الميسري، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، ثمّنت الهاشمي "جهود الحكومة اليمنية الشرعية على صعيد إصلاح أوضاع السجون لتكون أماكن إصلاح وتأهيل للنزلاء"، بحسب وكالة الانباء الاماراتية الرسمية.

لكن وكالة الانباء اليمنية الحكومية "سبأ" نقلت عن الميسري تأكيده خلال اللقاء على "ضرورة إغلاق السجون والعمل على خضوعها للنيابة والقضاء واستكمال معالجة ما تبقى من أمور واشكاليات في هذا الملف". 

أ ف ب