هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء بتكثيف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة بعد ليلة شهدت تصعيداً في أعمال العنف، إذ أغار فيها سلاح الجو الإسرائيلي على 25 هدفاً في القطاع المحاصر رداً على 45 قذيفة وصاروخا أطلقتها منه الفصائل الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية.

وقال نتنياهو خلال احتفال عسكري في جنوب إسرائيل إن الجيش لن يتوانى عن "تكثيف" عملياته العسكرية ضد القطاع "إذا ما تبيّن أن هناك ضرورة لذلك".

وأضاف "نحن جاهزون لأي سيناريو ومن الأفضل لأعدائنا ان يفهموا ذلك"، مشيراً إلى أنه لا يرغب في الدخول في تفاصيل العمليات العسكرية المحتملة مستقبلا.

وأتى تصريح نتنياهو بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت ليل الثلاثاء-الأربعاء حوالي 25 هدفا في قطاع غزة رداً على صواريخ وقذائف أطلقت من القطاع المحاصر باتجاه جنوب إسرائيل.

وقال الناطق باسم الجيش في حديث هاتفي مع الصحافيين "إن منظمات ارهابية وبالاساس حركة حماس أطلقت ليلا 45 قذيفة بينها صواريخ من القطاع على إسرائيل".

وأضاف "أن نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي اعترض سبعة صواريخ فلسطينية، في حين سقطت ثلاثة صواريخ للأسف داخل الأراضي الاسرائيلية بالقرب من مناطق مأهولة أو في مناطق مأهولة بالسكان"، من دون أن يشير إلى إصابات بشرية.

وتابع "لقد قضى المواطنون في جنوب البلاد ليلة اخرى في الملاجئ خشية من القذائف، ويعيش أكثر من 200 ألف إسرائيلي في الجنوب على مسافة قصيرة من مدى الصواريخ، ومعظمهم قضوا ليلتهم في الملاجئ ان لم يكن جميعهم".

وشدد الناطق على أن "الطائرات الورقية والبالونات هي جزء آخر مما تقوم به حماس في محاولاتها للتخريب"، مضيفا "قد تبدو الطائرات الورقية والبالونات مثل لعب الأطفال ولكن يمكنني أن أؤكد أنها ليست ألعابا بل اسلحة تهدف إلى القتل وإلحاق الضرر، وقد ألحقت أضراراً كبيرة بالزراعة، ووصلت حتى الآن إلى أبعد من 25 كيلومترا في الجنوب".

ولفت إلى أن الطيران الاسرائيلي أغار على 25 هدفا لكتائب عز الدين القسام. 

وأضاف الناطق الاسرائيلي "نحن نرد بطريقة محسوبة ومهنية بالنسبة لجميع الأعمال المعادية مثل الأنفاق والصواريخ واعمال الشغب والهجمات والطائرات الورقية والبالونات، ونهاجم أهدافا عسكرية"، مشيراً إلى أن "القصف كان الليلة الماضية أقوى وأشد، وهو رسالة إلى حماس كي تفهم باننا لن نسمح لهذا الوضع بأن يستمر".

وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس بعد ظهر الأربعاء أعلنت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة" الفلسطينية التي تضم المجموعات العسكرية للفصائل وبخاصة الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الاسلامي، مسؤوليتها عن "استهداف سبعة مواقع عسكرية صهيونية في غلاف غزة بعدد من الرشقات الصاروخية منتصف ليل امس وفجر اليوم الاربعاء وذلك ردا على العدوان الصهيوني المتواصل في استهداف مواقع المقاومة في قطاع غزة".

وأكد البيان "على معادلة القصف بالقصف ولن نسمح للعدو بفرض معادلاته العدوانية على شعبنا ومقاومته وستتحمل قيادة العدو المسؤولية الكاملة عن اي عدوان وستدفع ثمن عنجهيتها".

وقالت مصادر طبية فلسطينية في القطاع إن خمسة فلسطينيين اصيبوا بجراح طفيفة.

وذكر مصدر أمني فلسطيني أن طائرات حربية اسرائيلية أطلقت صواريخ عدة على أرض خالية بجانب موقع تدريب يتبع لكتائب عز الدين القسام في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة. وأضاف ان غارة ثانية استهدفت موقعا تابعا للقسام في شمال القطاع.

وبعد ذلك، دوت صفارات الانذارات في بلدات اسرائيلية تحذر من سقوط صواريخ او قذائف هاون.

وأفاد شهود عيان ان فصائل فلسطينية مسلحة أطلقت عددا من القذائف والصواريخ على جنوب اسرائيل بعد القصف. 

وتأتي اعمال العنف المتبادلة هذه مع وصول مبعوثي الرئيس الاميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات الى المنطقة ليحاولا إعطاء دفع لخطة الادارة الاميركية لتسوية النزاع. لكن فرص نجاح هذه الخطة تبدو ضئيلة بينما تطرح تساؤلات عن الطريقة التي سيعالج فيها الوضع في غزة في الخطة.

ومنذ 30 مارس، تصاعد التوتر مع تعبئة في قطاع غزة ضد الحصار وللمطالبة بحق العودة للفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم عند قيام اسرائيل في 1948. وتبرّر اسرائيل الحصار المفروض منذ أكثر من عشر سنوات على القطاع بضرورة احتواء حماس.

وخلال هذا التحرك الاحتجاجي، جرت تظاهرات على الحدود بين القطاع واسرائيل وصدامات بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين المنتشرين على طول السياج الحدودي المحيط بالقطاع.

واستشهد 132 فلسطينيا على الاقل برصاص القوات الاسرائيلية منذ بدء احتجاجات "مسيرات العودة". ولم يُقتل أي اسرائيلي.

أ ف ب