قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الخميس، إن "ورشة البحرين خطأ استراتيجي، لأن ما يعد لها من خطوات تحت عناوين مضللة، ستؤدي إلى تطبيع مجاني قبل تنفيذ مبادرة السلام العربية القائمة على أساس الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة كخطوة أولى."

وقال الناطق باسم الرئاسة: "فلسطين لن تتفاوض تحت الضغط والتهديد والإملاء ... هذه الخطوات استفزازية ستحدث توترا إضافيا في منطقة مشتعلة".

وتنظّم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 25 و26 حزيران/ يونيو في المنامة، مؤتمراً اقتصادياً يُفترض أن يكون تمهيدا للمبادرة الدبلوماسية المنتظرة منذ أشهر لحلّ النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني والتي يطلق عليها الفلسطينيون "صفقة القرن". 

وتقاطع السلطة الفلسطينية مؤتمر المنامة وأعلنت رفضها الشديد له على أساس أنه يهدف إلى بلورة حل اقتصادي للصراع  الفلسطيني - الإسرائيلي على حساب الحل السياسي.

وأضاف ابو ردينة: "من المؤكد أن هدف هذه الخطوة هو تجنب الوصول إلى حلول سياسية حيث إنها طرحت مرارا وفشلت تحت عنوان السلام الاقتصادي الأمر الذي أدى إلى كوارث وحروب لم تتوقف حتى الآن".

وشارك عشرات الفلسطينيين السبت الماضي، في تظاهرة وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة؛ رفضا لعقد ورشة عمل اقتصادية تنظمها الولايات المتحدة في البحرين في إطار خطة شاملة تعدها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

كما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الخميس رفض حركته مؤتمر البحرين الاقتصادي، واعتبره "جسرا للتطبيع".

وقال هنية في رده على سؤال لمراسل فرانس برس خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين الأجانب والمحليين في مدينة غزة "نرفض مؤتمر المنامة ونرفض تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية، ونرفض أن يكون هذا المؤتمر بوابة للتطبيع مع الاحتلال". 

ودعا هنية ملك البحرين إلى عدم استضافة المؤتمر قائلا "أرجو من جلالة ملك البحرين أن يأخذ قرارا جريئا بعدم عقد هذه الورشة، نرفض عقد هذه المؤتمرات التي تشكل جسرا للتطبيع مع الاحتلال".

وأكد هنية "نعبر بكل وضوح عن رفضنا وعدم قبولنا أن تقوم أي دولة عربية أو إسلامية بعقد هذه المؤتمرات". 

وشدد رئيس حركة حماس على أن "الشعب الفلسطيني سيتصدى لمخرجات مؤتمر البحرين"، وأعلن عن فعاليات في "كل الأرض الفلسطينية وخارجها" عشية انعقاد الورشة.

وقال هنية "إن ورشة البحرين تندرج ضمن الجهود الأميركية والإسرائيلية لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، وهي ورشة واجهتها اقتصادية لكن مضمونها سياسي". 

وقال رئيس حركة حماس "لا نعرف تفاصيل بنود صفقة القرن، الصفقة مرفوضة ووضعنا خطة للتعبير عن رفضنا وإجهاض هذه الصفقة بالعمل على توحيد شعبنا الفلسطيني وسيتم إطلاق الفعاليات في غزة والضفة والقدس والداخل والخارج".

وأشار إلى أنه وجه رسائل لقادة عدد من الدول العربية مطالبا "بعدم التعاطي مع صفقة القرن وعدم السماح بفتح أبواب التطبيع مع الاحتلال".

وجمّد الفلسطينيون العلاقات مع الإدارة الأميركية منذ اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول/ديسمبر 2017.

ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، وهم عارضوا خطة السلام الأميركية المقترحة خشية أن تكون منحازة لصالح إسرائيل.

ويقول رجال الأعمال الفلسطينيون المقاطعون لورشة تنظمها الإدارة الأميركية في البحرين لتشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية إنه لا شيء سوى مسار دبلوماسي يؤدي إلى قيام الدولة المستقلة يمكن أن يضع نهاية لعقود من الصراع مع إسرائيل.

وقد وصفت الولايات المتحدة الورشة التي تعقد يومي الثلاثاء والأربعاء (25 و26 حزيران/ يونيو) المقبلين بأنها بداية اقتصادية لخطة إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي أُعلن عنها منذ فترة طويلة وتوصف على نطاق واسع بأنها "صفقة القرن" التي يعدها الرئيس دونالد ترامب.

غير أن مسؤولي الحكومة الإسرائيلية لم توجه لهم الدعوة للحضور. ويقاطع القادة الفلسطينيون والغالبية العظمى من مجتمع الأعمال الفلسطيني المؤتمر الذي يقوده جاريد كوشنر صهر ترامب.

ورغم أن تفاصيل خطة ترامب لا تزال غير واضحة يخشى الفلسطينيون أن تؤدي للتخلي عن حل الدولتين الذي يمثل الصيغة الدولية المتعارف عليها منذ فترة طويلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل.

وقال مراد طهبوب المدير التنفيذي بشركة فلسطينية للتكنولوجيا "قضيتنا سياسية مئة في المئة. وليست اقتصادية".

ويردد طهبوب العضو المنتدب لشركة عسل للتكنولوجيا أصداء آراء من قيادات مجتمع الأعمال الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين استولت عليهما إسرائيل في حرب 1967 ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقبلية فيهما.

ويقول "كيف تبني اقتصادا إذا لم تكن تمتلك السيادة؟ إذا لم يكن لديك القدرة على استغلال الموارد الطبيعية مثل المياه، مثل الكهرباء، مثل الحدود؟"

ويضيف طهبوب أن نمو شركته تأخر بسبب القيود الإسرائيلية. وقال "عندي 350 مهندسا لأنه ليست عندي دولة الآن. لو كنت في رومانيا أو أوكرانيا لكان عددهم 3500".

وفا + رويترز+ أ ف ب