دافعت نيوزيلندا الجمعة عن تعاملها مع أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده في تاريخها وقال وزير خارجيتها خلال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في تركيا، إن رد فعل الشرطة تجاه مقتل أكثر من 50 شخصا كان "فوريا" مضيفا أن الجاني سيقضي بقية حياته في السجن.

جاء هذا على لسان وزير الخارجية ونستون بيترز ردا على تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها، إن تركيا ستجعل المهاجم يدفع ثمن جريمته إن لم تفعل نيوزيلندا.

وكان خلاف دبلوماسي قد ثار بين البلدين بسبب تصريحات أدلى بها أردوغان خلال سلسلة مؤتمرات انتخابية، ودعا فيها نيوزيلندا إلى إعادة تطبيق عقوبة الإعدام، وعرض فيها مرارا تسجيلا مصورا للقطات من واقعة إطلاق النار بثها المهاجم على "فيسبوك".

وخلال جلسة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة "الإسلاموفوبيا" والهجوم الذي وقع يوم 15 مارس في "كرايست شيرش" قال بيترز "هذا الشخص سيواجه القوة الكاملة للقانون النيوزيلندي، وسيقضي بقية حياته في عزلة في السجن".

وأضاف "بدأت شرطتنا أكبر تحقيق في تاريخنا".

وندد بيترز في وقت سابق ببث أردوغان المقطع المصور، وقال إنه يعرض حياة النيوزيلنديين في الخارج للخطر.

وحضر أردوغان أيضا اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وعقد على هامشه اجتماعا قصيرا مع بيترز. لكن لم يحضر أي رئيس أو رئيس وزراء من بقية الدول الأعضاء في المنظمة. ومثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بلده في الاجتماع، بينما أرسلت السعودية سفيرها لدى تركيا.

واستخدم أردوغان نبرة تصالحية في الكلمة التي ألقاها أمام الاجتماع وقال، إن رد الفعل والتعاطف اللذين أبدتهما رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن منذ الحادث ينبغي أن يكونا مثالا يحتذى به أمام العالم.

ووجهت تهمة القتل العمد إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما)، المؤمن "بتميز العرق الأبيض" بعد إطلاق النار على المسجدين في كرايست شيرش ومن المرجح أن توجه له المزيد من التهم.

ويسعى الرئيس التركي لحشد التأييد لحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية في الانتخابات المحلية المقررة يوم 31 مارس.

وعرض التسجيل المصور لإطلاق النار مجددا في تجمع انتخابي الخميس.

وقالت أرديرن إن وزير الخارجية سافر إلى تركيا "للرد" على تصريحات أردوغان بعد الحادث وأشارت مجددا الجمعة إلى أنه ذهب إلى هناك "لوضع الأمور في نصابها".

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون هذا الأسبوع تعليقات أردوغان بأنها "صادمة للغاية" واستدعى السفير التركي لدى بلاده. لكنه قال الخميس، إنه تم إحراز تقدم و"لمسنا بالفعل الاعتدال في وجهات نظر الرئيس".

رويترز