قال وزير الثقافة والشباب محمد أبو رمان، إن موضوع الأندية في الأردن "قنبلة موقوتة" بسبب أزماتها المالية، موضحاً أنه "لا يمكن للحكومة إعطاء تمويل لـ 400 ناد في الأردن بالشكل الذي نطمح إليه".

وأضاف الوزير خلال برنامج جلسة علنية الذي يعرض على شاشة قناة "المملكة" أنه من الواجب على الأندية وضع موازناتها والقيام بأنشطة رياضية وثقافية واجتماعية، لافتاً النظر إلى أن موازنة وزارة الشباب لا تكفي لتمويل الأندية.

رئيس مركز قنطرة لتنمية الموارد البشرية راكان الرواد قال، إن على وزارة الشباب أن تزيد دعمها للأندية حسب إمكانياتها، لكنه أشار إلى انفتاح وزارة الشباب على المؤسسات كافة التي تعنى بالعمل الشبابي.

"حالياً هناك نقلة نوعية في آلية التعاون والتشبيك بين مؤسسات المجتمع المدني ووزارة الشباب"، يقول الرواد.

وأشار أبو رمان إلى أن 90% من حافلات الأندية الشبابية متوقفة عن العمل بسبب أوضاعها المالية، فيما تعتمد الأندية في العالم كله على القطاع الخاص والمجتمع المحلي، موضحاً أن "حل الكثير من مشاكل الأندية في المحافظات هو دمجها مع بعضها".

ودعا أبو رمان إلى أن تكون هناك رعاية أكثر لبعض المناطق لضعف إمكانياتها، لافتاً النظر إلى أن الوزارة "دفعت مبلغا ماليا كبيرا لملعب معان، وتسعى لتأمين 7 آلاف دينار لسقف الصالة الرياضية".

الرواد أشار إلى تخصيص مليون دينار للمجتمع المدني من قبل 11 شركة للطاقة الشمسية في معان، لكنه قال "لم نر منها إلا الجزء البسيط".

وأضاف أن "الأصل أن يكون هناك دعم سنوي من هذه الشركات للأندية والهيئات".

وطالب الرواد الجهات المسؤولة بإلزام الشركات العاملة في معان للقيام بدورها بدعم الأندية ومؤسسات المجتمع المدني.

وأشار أبو رمان إلى وجود فجوة كبيرة بين دراسات الأبحاث وبين الواقع المجتمعي، داعياً إلى ردمها.

وأوضح أن وزارة الشباب بدأت بعقد اتفاقيات مع الجامعات لإنشاء مراكز شبابية فيها، لافتاً النظر إلى أن الوزارة "قصّرت" في موضوع الجامعات خلال السنوات الماضية".

"لوزارة الشباب تصور طموح في التعامل مع الشباب والأكاديميات السياسية سيتم إطلاقها قريبا"، أضاف أبو رمان، لافتاً النظر إلى أن "الهدف من الأكاديميات السياسية إنتاج قيادات شبابية على مستوى المحافظات، والوصول إلى برلمان شبابي وحكومة ظل شبابي".

وأشار أبو رمان إلى "سعي لإعادة تقسيم الوزارة بحيث تحاكي التطورات الجديدة".

مديرة مركز الأميرة بسمة للتراث الشفوي عايدة أبو تايه أوضحت أن وزارة الشباب لن تقوم بـ "التمكين" لأن "التمكين" هو عملية متراكمة وعملية تعلم وتنشئة.

واعتبرت أن برامج التمكين السياسي والاجتماعي تساعد في زيادة المهارات الاجتماعية، لكنها رأت أن الجامعات لا تقوم بدورها في تمكين الشباب بشكل واضح.

"جامعاتنا بحاجة إلى إعادة نظر في المحتوى التعليمي الذي تقدمه للطلاب"، تقول الرواد التي طالبت الجامعات برعاية تغيير اتجاهات الشباب بما ينسجم مع طموحاتهم، معتبرة أنه لا وجود لدور واضح للمؤسسات التعليمية في خلق جيل شبابي قادر على القيادة.

ورأت الرواد أن الثقافة المجتمعية ما زالت تشكل عائقاً أمام تمكين الشباب في المجتمعات البعيدة، وأضافت أن "الثقافة التقليدية ما زالت تمارس وصاية عالية على الذكور والإناث".

مبادرات شبابية

أبو رمان قال إن تقييما للمراكز الشبابية في المحافظات، أظهر أن نسبة كبيرة منها غير فاعلة، والكثير من برامجها أصبحت قديمة، ولا تلبي طموح الشباب.

"وزارة الشباب بدأت بعملية إصلاح مستمرة في داخل المراكز الشبابية تشمل توطين المبادرات الشبابية"، أضاف أبو رمان، الذي أوضح أن الوزارة تعمل على إيجاد شبكات شبابية في المحافظات مكونة من الشباب الفاعلين والمبادرين.

وبيّن الوزير أن الوزارة تسعى إلى تنظيم العمل الشبابي وصولا إلى إفراز قيادات شبابية في كل المحافظات وفي كل المجالات، مؤكّداً أن "من المهم أن يحدد الشباب أنشطتهم وأولوياتهم".

"قريبا سيتم إشهار اتفاقيات مع مبادرات شبابية في جميع المحافظات وتوطينها في المراكز الشبابية، وهناك مبادرات مرتبطة بالأكاديميات السياسية، وبرلمان الشباب على سبيل المثال"، أوضح أبو رمان.

رئيس مركز قنطرة لتنمية الموارد البشرية راكان الرواد قال، إن المؤسسة "غير ربحية خرجت فكرتها من تحديات تواجه الشباب في محافظة معان، وتعنى في بناء قدرات الشباب، وتعزيز مشاركتها في المجتمع".

وأوضح أن التحديات في معان دفعت المركز لتبني قضايا مشاركة الشباب وتمكينهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لافتاً النظر إلى أن "التطوع الشبابي والمجالس الشبابية، والتمكين الاقتصادي والمساحات الآمنة هي البرامج التي يعمل المركز على تحقيقها".

"يتكون المركز من 460 متطوعا يقودون مبادرات شبابية، وصلوا إلى 4320 طفلا العام الماضي بأنشطة مختلفة"، أوضح الرواد، مشيراً إلى أن برنامج المجالس الشبابية في المركز" يعمل على سد الفجوة بين صناع القرار والشباب، ويهدف إلى تعزيز دور الشباب في الإدارة المحلية.

ولفت النظر إلى أن "التأخير في الموافقات على التمويل واحد من التحديات التي تواجه عمل المركز"، موضحاً أن "ضعف دعم القطاع الخاص للمشاريع التنموية والشبابية يشكل واحدا من التحديات التي تواجه المركز".

وقالت مديرة مركز الأميرة بسمة للتراث الشفوي عايدة أبو تايه، إنه "لا يوجد دور واضح للمؤسسات التعليمية في خلق جيل شبابي قادر على القيادة"، مشيرةً إلى أن "وزارة الشباب لن تقوم بـ التمكين كونه عملية متراكمة، وعملية تعلم وتنشئة".

"التمكين هو توسيع الخيارات المتاحة للشباب لاتخاذ قراراتهم، وتحسين نوعية حياتهم يبدأ بالأسرة وخاصة ما يتعلق بالبعد النفسي والاجتماعي، ثم من خلال المدرسة والجامعة حيث يبدأ كعملية منظمة"، أوضحت أبو تايه.

وقالت أبو تايه، إن الشباب المتمكن هو الذي يملك الكفاءات الذاتية والشخصية، داعية الجامعات مراعاة تغيير اتجاهات الشباب بما ينسجم مع طموحاتهم.

وأضافت أن "الجامعات لا تقوم بدورها في تمكين الشباب بشكل واضح وهي بحاجة إلى إعادة نظر في المحتوى التعليمي الذي تقدمه للطلاب".

المملكة