تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء بتقديم قتلة الصحفي جمال خاشقجي للعدالة، وذلك في أول تصريحاته العلنية منذ أن أثار مقتل الصحفي البارز عاصفة من الغضب والاستنكار على مستوى العالم.

وأبلغ الأمير محمد مستثمرين دوليين في مؤتمر كبير في الرياض بأن الضجة المثارة بشأن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول لن تعرقل المملكة عن مسعى الإصلاح.

وقال الأمير محمد وسط تصفيق الحضور "سوف نثبت للعالم بأن الحكومتين (السعودية والتركية) متعاونتان لمعاقبة أي مجرم وأي مذنب والعدالة في الأخير سوف تظهر".

وتتعرض السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لضغوط متزايدة بشأن مقتل خاشقجي الذي كان يكتب بصحيفة واشنطن بوست.

وتسببت الأزمة في توتر علاقات الرياض مع الغرب، ودفعت عشرات من الساسة الغربيين وكبار المصرفيين العالميين والرؤساء التنفيذيين للشركات إلى مقاطعة مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي افتتح أعماله في الرياض الثلاثاء.

وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ العاهل السعودي الملك سلمان في اتصال هاتفي بأن فرنسا قد تتخذ بالتنسيق مع شركائها إجراء ضد من تثبت مسؤوليتهم عن القتل.

غير أن رد الفعل الفرنسي كان حذراً نسبياً في ظل محاولة باريس للاحتفاظ بتأثيرها لدى الرياض وحماية علاقاتها التجارية التي تشمل الطاقة والتمويل ومبيعات الأسلحة.

وفي الفترة من 2008 إلى 2017 كانت السعودية ثاني أكبر مشتر للسلاح من فرنسا بصفقات تجاوزت قيمتها 11 مليار يورو، منها صفقات بقيمة 1.5 مليار يورو في العام الأخير.

ونفت السعودية في بادئ الأمر تورطها في اختفاء خاشقجي بعدما دخل القنصلية، لكن مسؤولا سعوديا عزا في آخر الأمر مقتله في الثاني من أكتوبر إلى محاولة فاشلة لإعادته للمملكة، ورفضت تركيا المساعي السعودية لتحميل المسؤولية لعناصر مارقة وحثت الرياض على البحث "من أسفل السلم إلى أعلاه" عن المسؤولين عن الحادث.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على اجتماعات مديرة وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) جينا هاسبل في تركيا قولها إن هاسبل استمعت إلى تسجيل صوتي لاستجواب خاشقجي وقتله.

وامتنع متحدثون باسم (سي.آي.إيه) والمخابرات التركية عن التعليق على استماع هاسبل للتسجيل، وكانت المسؤولة الأميركية قد غادرت متوجهة إلى تركيا الاثنين.

ووصفت بريطانيا، وهي أيضاً من كبار موردي الأسلحة للسعودية، رواية السعودية لملابسات مقتل خاشقجي بأنها تفتقر للمصداقية، وبعد قليل من اتصالها هاتفياً بالملك سلمان، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الأربعاء إن لندن ستمنع جميع المشتبه بضلوعهم في الحادث من دخول البلاد.

رويترز