تذوق باريس سان جرمان الفرنسي مجددا من الكأس المرة للريمونتادا وودع من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد خسارته أمام ضيفه مانشستر يونايتد الإنكليزي 1-3 بمساعدة من تقنية "في ايه آر"، وقلب بورتو البرتغالي تخلفه أمام روما الإيطالي وحجز مقعده في ربع النهائي بعد التمديد مستفيدا من التقنية ذاتها.

وانضم يونايتد وبورتو الى أياكس أمستردام الهولندي الذي صدم ريال مدريد الإسباني حامل اللقب في آخر 3 مواسم الثلاثاء وتوتنهام الإنكليزي المتأهل على حساب بوروسيا دورتموند الألماني.

وبات يونايتد اول فريق يتأهل بعد خسارته بهدفين على أرضه في ذهاب دور اقصائي من المسابقة القارية، برغم الاصابات الكثيرة التي لحقت بصفوفه.

وكان سان جرمان خرج في موقعة مشهودة ضد برشلونة الاسباني في ثمن نهائي موسم 2016-2017، عندما مني الفريق الكاتالوني بخسارة قاسية في باريس صفر-4 قبل أن يقلب الطاولة ويحسم نتيجة الإياب بفوز تاريخي 6-1.

واستغل يونايتد خطأين دفاعيين لينهي الشوط الاول متقدما 2-1، اذ خطف المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو هدفا مبكرا بعد تردد الالماني تيلو كيهرر (2)، عادله الظهير الإسباني خوان برنات بعد تمريرة من النجم اليافع كيليان مبابي (12)، قبل أن يستعيد لوكاكو تقدم الضيوف بخطأ فادح من الحارس الإيطالي المخضرم جيجي بوفون (30).

وفي وقت كان سان جرمان يتجه نحو حجز بطاقة ربع النهائي، تدخلت تقنية الفيديو لمساعدة التحكيم (في ايه آر) وأكدت ركلة جزاء ليونايتد بعدما ابعد المدافع الدولي الشاب بريسنيل كيمبيمبي تسديدة البرتغالي البديل ديوغو دالوت في اللحظات الاخيرة، فترجمها الدولي ماركوس راشفورد (90+4).

وقال قائد سان جرمان المدافع البرازيلي تياغو سيلفا لاذاعة "أر أم سي": "اعذرونا، هذه الكلمة الوحيدة التي استطيع قولها الآن. يصعب تفسير الأمر، الحديث مع المشجعين، عائلاتنا المتواجدة هنا".

وجلس هداف سان جرمان الاوروغوياني العائد من إصابة ادينسون كافاني على مقاعد البدلاء، فيما استمر غياب أغلى لاعب في العالم المهاجم البرازيلي نيمار لاصابة جديدة في قدمه. وكان نيمار حاضرا في الملعب الى جانب نجوم وسياسيين تقدمهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ولدى يونايتد، حامل اللقب في 1968 و1999 و2008، أجرى المدرب النروجي أولي غونار سولسكاير الذي أعاد الفريق إلى وهجه بعد حلوله بدلا من البرتغالي المقال من منصبه جوزيه مورينيو، عدة تغييرات اضطرارية بسبب ايقاف لاعب وسطه الفرنسي بول بوغبا واصابة عدد من لاعبيه على غرار لاعبي الوسط الصربي نيمانيا ماتيتش والاسباني اندير هيريرا وجيسي لينغارد والمهاجمين التشيلي اليكسيس سانشيس والفرنسي أنطوني مارسيال.

وهذه أول مرة منذ 2014 يبلغ يونايتد ربع النهائي، فيما أقصي سان جرمان من ثمن النهائي للموسم الثالث تواليا، ولا تزال أفضل نتائجه بلوغه نصف النهائي في 1995، علما انه لم يتخط ربع النهائي في ظل الملكية القطرية منذ 2011.

وكان سولسكاير نفسه محور "ريمونتادا" تاريخية لمانشستر يونايتد في دوري الأبطال، وذلك في نهائي 1999 أمام بايرن ميونيخ الألماني عندما بقي فريقه متخلفا صفر-1 حتى الوقت بدل الضائع، قبل أن يعادل تيدي شرينغهام، ثم يسجل سولسكاير هدف الفوز في الرمق الأخير. وارتدى سولسكاير في مباراة الاربعاء قميص الاحماء للاعبي الاحتياط.

وقال قائد يونايتد أشلي يونغ "لا نصدق ما حصل. أنا سعيد كطفل صغير. كنا نعرف أننا لن نمتلك الكرة كثيرا لكن عندما لا تستسلم ويكون لديك الامل تصل الى هنا. كل الطاقم آمن بقدرتنا وحققنا الهدف. قام المدرب بعمل ممتاز وما فعله ليس سهلا في فترة زمنية قصيرة جدا".

تابع "تركنا الاستحواذ كثيرا وعاد مهاجمانا الى الوسط للدفاع. هدفنا المبكر ساعدنا كثيرا وكنا نحتاج ان نكون هادئين على ارض الملعب. بين الشوط قلنا انه لدينا 45 دقيقة ولا يجب أن نسجل فورا، فرصة واحدة تكفي في نهاية المباراة".

وقال سولسكاير بعد المباراة "وثقنا بامكانية حدوث هذا الشيء... كانت لدينا خطة لافتتاح التسجيل لكن لم نتوقع بهذه السرعة. وهذا ما فتح لنا المباراة. هذا هو النادي وهكذا نقوم بالأمور. منحنا الشابان (تشونغ وغرينوود) الطاقة بعد نزولهما عندما كنا بحاجة الى هدف". تابع "راشفورد لم يخف من ركلة الجزاء. بعمر الحادية والعشرين لا يخاف هذا الشاب".

بدوره، قال توخل "قدمنا لهم هديتين في أول شوط. سيطرنا على المباراة تماما في أول نصف ساعة. لعبنا بنوعية عالية وذهنية جيدة وكان رد فعلنا جيدا بعد الهدية الاولى لمانشستر. حصلنا على فرص كثيرة ولم نسجل الهدف الثاني أو الثالث. ثم من دون أي فرصة جاء الهدف الثاني لمانشستر. سيطرنا على المباراة وكانت نتيجة سخيفة".

وتابع "في الشوط الثاني لم يحصل يونايتد على اية فرصة. لم أشعر بان يونايتد قادم للفوز، لكن حسنا فازوا واقدم لهم التهنئة...".

وعن تقنية الفيديو أضاف "أنا معها. لكن لدي انطباع بان التسديدة لم تكن متجهة نحو المرمى ما يعني ان ركلة الجزاء ليست منطقية. يجب شرح ركلة الجزاء لأن القاعدة ليست واضحة".

بدوره، قال رئيس سان جرمان القطري ناصر الخليفي "لا أفهم كيف لعبنا. لدينا كأس فرنسا والدوري الفرنسي، ولا يجب القول ان الموسم انتهى. الأمور صعبة دون شك وهذا شعور الجميع. يجب أن نعمل سويا، نبقى سويا ونحلل من أجل المستقبل".

وتابع "بالنسبة الي لا توجد ركلة جزاء (كيمبيمبي) كان يدير رأسه. الكرة لم تتجه نحو المرمى. من السهل اتخاذ هكذا قرار ضد سان جرمان ومن الصعب ضد أندية أخرى".

وكرس بورتو بطل 1987 و2004 عقدته لروما بالفوز عليه 3-1 بعد التمديد (الوقت الأصلي 2-1) على ملعب "دو دراغاو" بأهداف البرازيلي تيكينيو سواريش (26) والمالي موسى ماريغا (52) والبرازيلي أليكس تيليس (117 من ركلة جزاء بعد اللجوء لتقنية الفيديو المساعد)، فبلغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2015، فيما سجل للخاسر دانييلي دي روسي (37 من ركلة جزاء) وفشل في تأمين فوزه 2-1 ذهابا وتخطي ثمن النهائي للمرة الثانية تواليا بعدما كان بلغ نصف النهائي الموسم الماضي.

وهي المرة الثالثة التي يحرم فيها بورتو منافسه الإيطالي من مواصلة مشواره في المسابقات القارية محققا فوزه الثالث على روما في 6 مواجهات بينهما مقابل مرتين وفوز للفريق الايطالي في ذهاب ثمن نهائي هذا الموسم.

وأجرى مدرب بورتو سيرجيو كونسيساو تغييرين على التشكيلة التي خاضت مباراة الذهاب فدفع بالمكسيكي خيسوس كورونا وتيكينيو مكان الجزائري ياسين براهيمي والبرازيلي فرناندو اندرادي فرنانداو، فيما أجرى أوزيبيو دي فرانشيسكو مدرب روما 6 تغييرات.

أ ف ب