- ريم سعادة شخصية المهرجان وضيوف شرف من نخبة نجوم المسرح العربي
- مهرجان المونودراما المسرحي ينطلق 26 الشهر الحالي
تنطلق مساء السبت 26 تموز الحالي، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي على خشبة مسرح شمس في مركز الحسين الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 في نسخته التاسعة والثلاثين.
وتفتتح الفنانة الأردنية عبير عيسى برنامج المهرجان بعرض مسرحي منفرد بعنوان "المحطة الأخيرة"، من كتابة وإخراج حكيم حرب، تقدّم من خلاله تجسيدا فنيا مكثفا لقصة الانتماء إلى الوطن، بكل ما تحمله من مشاعر وصراع وحنين.
وأكد رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، أهمية مهرجان المونودراما كأحد أبرز أركان الحراك المسرحي الأردني، مشيدا بما يقدمه من منصة لعرض الإبداعات الفردية وتجارب الممثلين التي تضيء جوانب من الواقع الثقافي والاجتماعي.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي، إنّ مهرجان المونودراما يعكس اهتمام الأردن العميق بالمسرح كرافعة ثقافية أساسية، ويشكّل مساحة تفاعلية لاستضافة أبرز العروض المحلية والعربية، مضيفا أن الدورة الثالثة لهذا العام تقام في الفترة من 26 تموز وحتى 1 آب 2025، بمشاركة عروض من 11 دولة عربية.
ريم سعادة "شخصية المهرجان"
تُكرّم هذه الدورة الفنانة الأردنية ريم سعادة باختيارها "شخصية مهرجان المونودراما 2025"، تقديرًا لمسيرتها الطويلة والغنية، وإسهاماتها المميزة في المسرح والتلفزيون والدوبلاج الصوتي.
وُلدت سعادة في مدينة الفحيص عام 1952، وتحمل درجة الدكتوراة والماجستير في علم النفس، وهو ما أضفى على أدائها عمقا استثنائيا.
بدأت مشوارها الفني في أواخر السبعينيات، وشاركت في أعمال راسخة في ذاكرة المشاهد، من أبرزها: مسرحية "حفلة على غفلة" (1979)، مسلسل "الغريبة" (1981)، فيلم "سيدي رباح" (1990)، ومسلسل "مدرسة الروابي للبنات" (2021). كما أبدعت في الدوبلاج الصوتي، وأسهمت بصوتها في مجموعة من أشهر مسلسلات الرسوم المتحركة.
ضيوف شرف من الطراز الرفيع
ويحلّ على المهرجان عدد من ضيوف الشرف العرب الذين يمثلون قمما فنية رفيعة، وهم: أسعد فضة (سوريا): أحد أعمدة المسرح والدراما السورية، وُلد في اللاذقية عام 1938، وبدأ مشواره في ستينيات القرن الماضي.
شارك في أعمال خالدة مثل "زمن البرغوت"، "أسعد الوراق"، و"الندم"، كما تولى إدارة المسرح القومي السوري، وساهم في تكوين جيل جديد من الفنانين السوريين. ونال فضة العديد من الجوائز والتكريمات عربيا ودوليا، ويُعرف بحضوره الطاغي وأدائه العميق.
تقلا شمعون (لبنان): ممثلة أكاديمية بارزة، درست التواصل المرئي والمسموع في الجامعة اللبنانية، ونالت دبلوم دراسات عليا في الإخراج والتمثيل. انطلاقتها السينمائية كانت من خلال فيلم "ناجي العلي" عام 1992، بعد أن رشحها الفنان نور الشريف لأداء دور مهم في الفيلم، الذي وصفته بـ"الحلم المتحقق". إلى جانب التمثيل، تقوم شمعون بتدريس مادة التمثيل في أكاديمية خاصة تملكها، وتُعد من أبرز نجمات الدراما العربية.
خالد زكي (مصر): وعرف كأحد الممثلين القديرين في جمهورية مصر العربية، وشارك في العديد من الأعمال الدرامية من أفلام سينمائية، ومسلسلات تلفزيونية، بالإضافة لمشاركاته الكبيرة في المسرح عندما كان في بداية مشواره الفني. ومسيرته مستمرة حتى اليوم، بعد مرور تسعة وأربعين عامًا من العمل الناجح وتقديم العديد من الأعمال الدرامية المصرية الناجحة، ومن الجدير بالذكر أنه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية.
ويشارك في المهرجان أيضًا عدد من النقاد والمسرحيين الأردنيين والعرب، ما يمنح هذه الدورة طابعًا احتفاليًا وفنيًا غنيًا.
عروض مسرحية من 11 دولة عربية
تتوزع العروض المشاركة على 11 دولة عربية، لتشكّل مشهدًا متنوعًا وغنيًا من فنون المونودراما.
ومن أبرز العروض: الجزائر: "زعفران"، الكويت: "الحارس"، البحرين: "كن تمثالا"، مصر: "دكر – ولد عمران"، سوريا: "مونودراما 970"، الأردن: "رحيل"، فلسطين: "هبوط مؤقت"، العراق: "قمر أحمر"، تونس: "السيدة الوزيرة"، سلطنة عُمان: "بلا اسم"، ليبيا: "إلى أين"
عرض الافتتاح: "المحطة الأخيرة"
يقام عرض الافتتاح يوم 26 تموز على خشبة المركز الثقافي الملكي، وتقدّم خلاله عبير عيسى أداءً منفردا في مسرحية "المحطة الأخيرة"، التي تسرد بأسلوب تعبيري مؤثر قصة وطنية مشبعة بالعاطفة والانتماء، عبر شخصية واحدة تواجه الحياة والجمهور معا، في صيغة درامية مكثفة.
وتضم لجنة التحكيم لهذا العام نخبة من المختصين في المسرح والتمثيل والموسيقى، وهم علي السوداني (العراق) – ناقد وأكاديمي، إبراهيم الحارثي (السعودية) – كاتب ومخرج، عايدة فهمي (مصر) – ممثلة مسرحية، ديما السويدان (الأردن) – مختصة في الموسيقى المسرحية، وزيد خليل (الأردن) – مخرج وممثل مسرحي.
عبير عيسى... إدارة وإبداع
تتولى عيسى إدارة مهرجان المونودراما للعام الثالث على التوالي، في تجربة تجمع بين خبرتها الفنية وشغفها بدعم الحركة المسرحية. ونجحت عيسى خلال السنوات الماضية في تعزيز حضور هذا النوع المسرحي، وتوسيع قاعدته الجماهيرية عربيًا.
وفن المونودراما هو أحد أصعب أشكال المسرح، يعتمد على ممثل واحد على الخشبة، يتولى إيصال النص، وبناء الشخصية، والتفاعل مع الجمهور دون شريك.
ويتميّز هذا الفن بقدرته على ملامسة النفس الإنسانية وتحليلها بعمق، ما يجعله أقرب الفنون المسرحية إلى المتلقي في زمن تزداد فيه الحاجة إلى الصدق الفني والدرامي.
المملكة