تحطمت طائرة تجارية تقل نحو خمسين شخصا الخميس، في منطقة آمور في أقصى الشرق الروسي، وفق ما أعلنت السلطات المحلية في هذه المنطقة النائية التي كثيرا ما تشهد كوارث طيران.

وكتبت وزارة حالات الطوارئ على تلغرام أن "هيكل الطائرة المشتعل" رُصد بواسطة مروحية تابعة لأجهزة الإنقاذ.

ولم يتضح على الفور العدد المحدد للطائرة وهي من طراز أنتونوف أي إن-24.

وأعلن حاكم المنطقة فاسيلي أورلوف في البداية أن الطائرة كانت تقل 49 شخصا، بينهم 5 قاصرين والطاقم المؤلف من ستة أفراد.

لكن، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء لاحقا عن الأجهزة المشرفة على العمليات، أن العدد قد يكون 46 شخصا بينهم طفلان وأفراد الطاقم الستة.

وأفاد مركز الحماية المدنية في المنطقة على "تلغرام" بأن المروحية "لم ترصد أي ناجين من الجو" أثناء تحليقها فوق الموقع، موضحا أن فرق الإنقاذ في طريقها إلى مكان الحادث.

وعُثر على حطام الطائرة على بُعد 16 كيلومترا من بلدة تيندا، وفقا للمصدر نفسه.

ووصفت وزارة الطوارئ موقع الحادث بأنه "منطقة يصعب الوصول إليها"، مشيرة إلى إرسال أكثر من 50 مسعفا وما يقرب من عشرة معدات للمشاركة في عمليات الإنقاذ.

ووقع الحادث في منطقة حرجية، على ما أظهرت لقطات نشرتها الوزارة وصورت من المروحية التي رصدت الطائرة. ويظهر في المشاهد عمود دخان يتصاعد بين الأشجار ونيران مشتعلة قرب ما يبدو أنه حطام الطائرة.

وقالت السلطات، إن الطائرة المنكوبة تابعة لشركة أنغارا للطيران، ومقرها في منطقة إيركوتسك في سيبيريا.

محاولات هبوط

وأعلن حاكم المنطقة فاسيلي أورلوف في وقت سابق أن الطائرة، التي كانت في رحلة بين مدينتي بلاغوفيشتشينسك وتيندا، "اختفت عن شاشات الرادار".

وفُقد الاتصال بالطائرة قرابة الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي (الساعة الرابعة ت غ) أثناء محاولتها "الثانية" للهبوط في مطار تيندا، وفقا لمعلومات أولية نُشرت على تلغرام من قبل قسم النيابة العامة الروسي المختص بالنقل في الشرق الأقصى.

وصُنعت الطائرة قبل نحو خمسين عاما، في العام 1976، في مصنع أفيانت في كييف بأوكرانيا التي كانت آنذاك جزءا من الاتحاد السوفياتي، حسبما نقلت وكالة تاس عن مصدر في السلطات الملاحية. وفي العام 2021، تم تمديد شهادة صلاحية الطيران الخاصة بها حتى العام 2036، وفقا لتاس أيضا.

وتُعدّ حوادث الطائرات والمروحيات أمرا شائعا نسبيا في أقصى الشرق الروسي، وهي منطقة نائية ووعرة تُشكّل فيها الرحلات الجوية وسيلة نقل أساسية بسبب المسافات الشاسعة التي تفصل بين المدن.

وتنجم هذه الكوارث عن ظروف جوية صعبة أو أعطال فنية ناتجة عن استخدام معدات قديمة أو نتيجة أخطاء في القيادة.

وفي أوخر شهر آب 2024، تحطمت مروحية من طراز مي-8 (Mi-8) سوفياتية الصنع في منطقة كامتشاتكا، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا.

وفي آب2021، تحطمت مروحية أخرى من الطراز نفسه كانت تقل 16 شخصا بينهم 13 سائحا، إثر سقوطها في بحيرة بمنطقة كامتشاتكا البركانية نتيجة سوء الرؤية، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

وفي تموز من العام نفسه، تحطمت طائرة ركاب كانت تقل 22 راكبا وستة من أفراد الطاقم عندما كانت تستعد للهبوط في كامتشاتكا، ولم ينجُ أحد من الحادث.

أ ف ب