أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، موافقة رئيس الأركان إيال زامير على "المضمون الأساسي" لخطة الهجوم على غزة، فيما تحدّثت حركة حماس عن "عمليات توغل" إسرائيلية في المدينة حيث تكثّف القصف منذ أيام.
وقال الجيش في بيان إنه خلال اجتماع لرئاسة الأركان وقادة أمنيين وعسكريين، "صودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقا لتوجيهات المستوى السياسي".
وكان المجلس الوزاري الأمني أقرّ الجمعة خطة للسيطرة على مدينة غزة والمرحلة المقبلة من الحرب في القطاع الفلسطيني. وتحدّثت تقارير عن خلافات بين رئيس أركان الجيش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول الخطة.
وجاء في بيان الجيش أن المجتمعين عرضوا "إنجازات جيش الدفاع حتى الآن، بما في ذلك الهجوم في منطقة الزيتون (في مدينة غزة) الذي بدأ يوم أمس".
ولم تعلن الحكومة موعدا محددا لبدء تنفيذ خطتها، لكن القصف الإسرائيلي تكثّف على المدينة خلال اليومين الماضيين، لا سيما على حي الزيتون في جنوب شرق غزة، وفق شهود والدفاع المدني الذي يقوم بأعمال نقل القتلى والمصابين الى المستشفيات.
- توغل وتصعيد -
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي "ينفذ عمليات توغل عدوانية في مدينة غزة، لا سيما في حي الزيتون ومحيط جنوب تل الهوى قرب ما يُعرف بمنطقة نتساريم، مصحوبة بعمليات قصف بالأحزمة النارية ونسف منازل على رؤوس ساكنيها كثّفها هذا الأسبوع".
ووصف ذلك بأنه "تصعيد خطير يهدف إلى فرض واقع ميداني بالقوة عبر سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل للممتلكات المدنية".
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل قال الثلاثاء إن الوضع "خطير جدا" في المدينة، لا سيما في حيّ الزيتون والصبرة، مشيرا الى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم "قنابل شديدة الانفجار أدى بعضها إلى تدمير خمسة منازل دفعة واحدة".
وأفاد بصل وكالة فرانس برس الأربعاء أن الغارات أو النيران الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 35 شخصا على الأقل، بينهم عدد من الأطفال، في أنحاء غزة الأربعاء، بينهم 14 استشهدوا في مدينة غزة في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر.
وذكر شهود أن انفجارات عنيفة سمعت ليلا وصباح الأربعاء في المدينة ناجمة عن قيام الجيش بنسف عدد من المنازل في منطقتي تل الهوى والزيتون في المدينة.
وقالت صباح فطوم (51 عاما) التي تقيم مع زوجها وابنتها في خيمة في تل الهوى عبر الهاتف لوكالة فرانس برس "الانفجارات ضخمة، غارات كثيرة، والدبابات تتوغل في المنطقة الجنوبية في تل الهوى والزنانات (طائرات مسيرة) فوق رؤسنا، نسفوا منازل عديدة".
وأشارت الى أنها رأت "عشرات المواطنين ينزحون إلى منطقة الرمال" في غرب المدينة.
وقال أبو احمد عباس (46 عاما)المقيم في منطقة الزيتون لفرانس برس "منذ أيام، والدبابات تتوغل شرق شارع صلاح الدين في المنطقة الجنوبية الشرقية في حي الزيتون، وينسفون (الجنود) منازل".
- استنكار دولي ومعارضة داخلية -
وأظهرت صور التقطتها وكالة فرانس برس من مدينة غزة الثلاثاء فلسطينيين يفرون من الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون وعسقولة باستخدام عربات وشاحنات صغيرة ودراجات.
وتأتي خطط إسرائيل لتوسيع هجومها في غزة في وقت تتعثر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بعد انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز.
وأثارت الخطط الإسرائيلية موجة استنكار دولي ومعارضة داخلية.
وفي هذا السياق، تظاهر طيارون احتياط ومتقاعدون خدموا في سلاح الجو الإسرائيلي الثلاثاء في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب.
وقال غاي بوران، وهو طيار سابق في قوات الجو الإسرائيلية، "هذه الحرب وتوسيعها لن يؤديا إلا إلى موت الرهائن، وموت المزيد من الجنود الإسرائيليين، وموت المزيد من الفلسطينيين الأبرياء في غزة".
- جهود دبلوماسية مستمرة -
ويأتي بيان الجيش الأربعاء بعد ساعات من إعلان حركة حماس أن وفدا قياديا منها وصل إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في القطاع الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمّرة على قطاع غزة منذ 22 شهرا.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الثلاثاء أن القاهرة "تبذل جهدا كبيرا حاليا بالتعاون الكامل مع القطريين والأميركيين من أجل العودة الى مقترح" يقوم على "وقف لإطلاق النار لستين يوما مع الإفراج عن بعض الرهائن وبعض المعتقلين الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة بدون عوائق وبدون شروط".
وتحذر الأمم المتحدة من خطر مجاعة واسعة النطاق في القطاع.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 61,599 فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 154,088 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
أ ف ب