شهد نهائي كأس السوبر الأوروبي، الذي جمع بين بطل دوري الأبطال، باريس سان جيرمان الفرنسي، وحامل لقب الدوري الأوروبي، توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي، مساء الأربعاء، على ملعب فريولي بمدينة أوديني شمال شرقي إيطاليا، لحظة إنسانية لافتة، إذ رُفعت لافتة كبيرة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، قبل انطلاق المباراة، رفع من خلالها صوت غزة، وتحمل شعار: "أوقفوا قتل الأطفال، أوقفوا قتل المدنيين".
وكشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن مؤسسة الاتحاد للطفولة وجهت دعوة خاصة لطفلة وطفل لاجئين من فلسطين للمشاركة في حفل تسليم الميداليات إلى جانب رئيس الاتحاد، ألكسندر تشيفرين، وتتعلّق الدعوة بالطفلة تالا، البالغة من العمر 12 عاماً، والتي وصلت إلى ميلانو لتلقي علاج طبي ضروري، بعدما أصبح ذلك مستحيلاً في قطاع غزة بسبب الدمار الذي لحق بالمرافق الصحية، جرّاء حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وإلى جانب تالا، فقد شارك طفل فلسطيني، يُدعى محمد، يبلغ من العمر تسع سنوات، والذي أُصيب بجروح خطيرة، إثر قصف فقد فيه والديه، قبل أن ينتقل إلى ميلانو برفقة جدته للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، وجاء حضوره في هذا الحدث ليجسد الجانب الإنساني الذي يسعى "يويفا" لتسليط الضوء عليه، مع الإشارة إلى أن دعوة محمد وتالا لم تكن منفردة، فقد كرّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المبادرة نفسها مع سبعة أطفال آخرين وصلوا إلى إيطاليا من مناطق نزاع مختلفة.
وأكد "يويفا" أن الأطفال التسعة، الذين شاركوا في الحفل، جاءوا من فلسطين، وأفغانستان، والعراق، ونيجيريا، وأوكرانيا، ويحصلون جميعهم على الدعم من مشروع إنتر كامبوس، أحد شركاء مؤسسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للطفولة، ويركز هذا المشروع النشط على دمج المجموعات العرقية والثقافية المختلفة في المجتمعات المضيفة، ويوفر للأطفال فرصاً للتعلم والنمو من خلال كرة القدم.
وإلى جانب رفع اللافتة، التي تطالب بوقف قتل الأطفال والمدنيين، فقد دخل لاعبو باريس سان جيرمان وتوتنهام إلى أرض الملعب برفقة الأطفال، منهم 22 من المرافقين التقليديين للاعبين، بالإضافة إلى 40 طفلاً آخر من المناطق المحيطة بـ "أوديني"، ممن يعانون أوضاعاً صعبة أو أمراضاً، وجميعهم استفادوا من الدعم الاجتماعي لنادي أودينيزي الإيطالي.
أ ف ب