أعلنت كل من أستراليا وكندا وبريطانيا، الأحد، الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية، وذلك عشية استئناف المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، بقيادة السعودية وفرنسا.

وتتجه الأنظار إلى 10 دول أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، ليصل عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 159 دولة من أصل 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة.

* أستراليا

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الأحد، إن بلاده اعترفت رسميا بدولة فلسطينية، إذ ذكر في بيان مشترك مع وزيرة الخارجية بيني وانج أن أستراليا تعترف إلى جانب كندا وبريطانيا بفلسطين في إطار جهد لإحياء زخم حل الدولتين الذي يبدأ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك.

وأضاف البيان أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يجب ألا يكون لها أي دور في فلسطين.

* كندا

أعلن رئيس الحكومة الكندية مارك كارني الأحد أعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكدا رغبتها في "الحفاظ على إمكانية حل الدولتين"، ومشيرا إلى أن الخطوة تأتي في إطار جهد دولي منسق للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، الذي ظل يمثل سياسة ثابتة لكل الحكومات الكندية منذ عام 1947.

وأوضح كارني أن التزام كندا بحل الدولتين تعرض لتقويض خطير خلال السنوات الماضية بسبب "تهديدات حماس ورفضها العنيف لحق إسرائيل في الوجود، إلى جانب تسارع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتصويت الكنيست لصالح ضم الضفة، والممارسات التي أسهمت في تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة".

وشدد البيان على أن حماس "أرعبت الإسرائيليين وقمعت الفلسطينيين في غزة"، مطالباً إياها بالإفراج عن جميع الرهائن، ونزع سلاحها بالكامل، وعدم المشاركة في أي شكل من أشكال الحكم المستقبلي في فلسطين.

وانتقد كارني الحكومة الإسرائيلية الحالية، متهما إياها باتباع سياسة منهجية تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية، عبر التوسع الاستيطاني غير القانوني وهجماتها المستمرة في غزة، التي تسببت في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من مليون شخص، وإحداث مجاعة مدمرة.

وأكد رئيس الوزراء الكندي أن الاعتراف بدولة فلسطين "لا يمنح الشرعية للإرهاب ولا يعد مكافأة له"، كما أنه لا يتعارض مع الدعم الثابت لإسرائيل وأمنها، بل يهدف إلى تمكين الذين يسعون إلى التعايش السلمي وإنهاء دور حماس.

وأشار البيان إلى أن السلطة الفلسطينية التزمت مباشرة أمام كندا والمجتمع الدولي بإصلاحات جوهرية، تشمل إصلاح نظام الحكم، وإجراء انتخابات عامة عام 2026 من دون مشاركة حماس، ونزع سلاح الدولة الفلسطينية.

وتعهدت كندا بتكثيف جهودها لدعم تنفيذ هذه الإصلاحات، والعمل مع شركائها الدوليين على تطوير خطة سلام موثوقة، وتعزيز الحوكمة الديمقراطية، وضمان ترتيبات أمنية واضحة، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل واسع ومستدام إلى غزة.

* بريطانيا

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن بريطانيا تعترف بدولة فلسطين، موضحا أن: "الأمل في حل الدولتين يتلاشى، لكن لا يمكننا أن ندع هذا النور ينطفئ".

وأضاف: "لا ينبغي أن يكون لحركة حماس أي دور في المستقبل أو في الإدارة أو الأمن" مشيرا إلى أنه: "وجه بالعمل على فرض عقوبات على شخصيات أخرى من حماس في الأسابيع المقبلة".

وفي رسالة رسمية موجّهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال ستارمر إن المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية اعترفت رسميًا بدولة فلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة، اعتبارًا من اليوم الأحد 21 أيلول 2025.

ووصف ستارمر القرار بأنه "تاريخي"، مؤكّدًا دعم بلاده لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما يشمل إقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على أن "حل الدولتين يظلّ المسار الوحيد نحو سلام عادل ودائم في المنطقة"، ومشيدًا بالالتزامات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية على صعيد الإصلاحات.

وأشار رئيس الوزراء البريطاني إلى الدور التاريخي الذي لعبته المملكة المتحدة في الشرق الأوسط، مذكّرًا بإعلان بلفور عام 1917 الذي نصّ على إقامة وطن قومي لليهود، مع التأكيد على عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية القائمة آنذاك.

وأكد أن الاعتراف اليوم يعبّر عن التزام لندن "بدولة فلسطينية للشعب الفلسطيني" ودعمها "لحل الدولتين الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبًا إلى جنب في سلام وأمن".

وأكد ستارمر تطلع المملكة المتحدة إلى "عهد جديد من الصداقة والتعاون بين الشعبين البريطاني والفلسطيني"، موضحًا أن وزير الخارجية البريطاني سيتواصل مع نظيره الفلسطيني للشروع في عملية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الجانبين.

وقالت وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين شاهين، خلال مؤتمر صحفي عقدته بمقر الوزارة في رام الله، في وقت مبكر الأحد، إن المملكة المتحدة والبرتغال وأستراليا وكندا ستعلن اعترافها بدولة فلسطين، الأحد، في حين ستعترف دول أخرى لاحقا، هي: لوكسمبورغ، وسان مارينو، وبلجيكا، وأندورا، وفرنسا، ومالطا.

- إسرائيل ستواجه "في كل الساحات" -

وكانت دول غربية أعربت منذ أسابيع عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل تدهور الأوضاع الانسانية في قطاع غزة منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من تشرين الأول 2023.

وأعلنت الأمم المتحدة في آب رسميا المجاعة في غزة.

ويأتي الاعتراف بموازاة تكثيف إسرائيل هجومها وتوسيع عملياتها البرية الهادفة للسيطرة على مدينة غزة.

وأثار اعتراف دول غربية بدولة فلسطين، غضب إسرائيل.

وقال نتيناهو خلال اجتماع لحكومته الأحد إن "خوض المعركة سواء في الأمم المتحدة أو في كل الساحات الأخرى ضد التضليل المنهجي ضدنا، وضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية والتي من شأنها أن تعرض وجودنا للخطر، وستكون بمثابة جائزة عبثية للإرهاب".

من جانبه، رأى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأحد أنّ "اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين... يستوجب اتخاذ خطوات فورية مضادة (تتمثل) بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة" على الضفة الغربية وتفكيك السلطة الفلسطينية.

وقال "أعتزم تقديم مقترح لفرض السيادة في جلسة الحكومة المقبلة".

المملكة